14أكتوبر في ندوة "سدود هضبة عدن الكبرى"
[c1]حافظوا على تاريخ عدن إنها "إمبوديوم أرابيا"[/c]عدن 14 أكتوبر :حول سدود هضبة عدن الكبرى أقامت جمعية "ثغر اليمن المدني" في قاعة منتدى الحريش أمسية ثقافية متميزة حضرها عدد من أعضاء الجمعية وأصدقاؤها من أساتذة الجامعة والتربويين حيث عرض في مستهل الامسية فيلم وثائقي تسجيلي عن سدود هضبة عدن الكبرى ومدى أهمية هذه السدود لحماية مدينة عدن التاريخية من السيول الجارفة التي تأتي من أعالي الهضبة الشديدة الانحدار وأثبت الفيلم التسجيلي الذي أنتجته الجمعية اليمنية للآثار والشواطئ والمتنفسات إن عدد السدود ثمانية وليست سبعة كما هو شائع . وقد أستعرض الفيلم السدود الواحد تلو الآخر ونظام وعمل كل منها في عملية خفض المياه وتدفقها الذي كان يدمر المدينة ويغرقها بالاحجار والاتربة البركانية . هذا وقد صاحب الفيلم تعليق وشرح لمحتويات الفيلم عن أهمية السدود والاضرار التي واجهتها نتيجة إهمال صيانتها والاثر المدمر لو نزلت أمطار غزيرة حال أمطار 1993م التي أغرقت المدينة واستمر تنظيفها عدة أشهر كان الفيلم عبارة عن صفارة إنذار لسكان مدينة عدن والخطر الذي سيواجهونه إذا لم يقوموا بتصفية وصيانة مجاري السدود وإصلاح ماتكسر منها . بعد ذلك قام الاستاذ حسين السيد دعته الجمعية للتحدث عن الفيلم وكذا عن تاريخ هذه السدود وما مدى علاقة السدود بنظام حماية المدينة ونود الاشارة الى أن الاستاذ سالم الغراص هو الذي قام بالتعليق المصاحب للفيلم وقد كان التعليق بمثابة شرح لأهمية ومكانة هذه السدود في حماية مدينة عدن التاريخية . بعد ذلك قام الاستاذ حامد العصار الشخصية الاجتماعية والتربوية رئيس الجمعية بالترحيب بالحاضرين منوهاً الى أهمية معرفة تاريخ هذه المدينة الموغلة في القدم وطرح العديد من الاسئلة حول تاريخ تأسيس المدينة وكيفية وصولها للشهرة العالمية التي أكتسبتها في الماضي كأضخم وأكبر مركز تجاري عالمي في الألف الاول قبل الميلاد حتى وصلت في القرن التاسع عشر أن تكون ثاني أو ثالث ميناء في العالم وقال إن مدينة بهذا العمق التاريخي غير المنقطع تحافظ على وظيفتها حتى يومنا هذا تؤكد لنا إن ما قام من أجدادنا على بنائها هم عباقرة اليمن وأن وصفها بعبقرية المكان والزمان هو وصف تستحقه وماعلينا اليوم إلاّ أن نقف يداً واحدة لنجعلها ثغر اليمن الاول وميناؤها الحر وفي ذات الوقت كشف ونقد كل الممارسات التي تعيق مشروع نهضتها الذي هو أصلاً مفتاح نهضة كل اليمن بعد ذلك طلب من الاستاذ حسين السيد الاديب والصحفي والمهتم بتاريخ اليمن ومدينةعدن بالذات التحدث بإيجاز عن المدينة ومراحل تطورها ، بدأ حديث الاستاذ حسين بقوله : لقد استغرقت عملية تكوين وبناء مدينة عدن قروناً طويلة من العمل البعيد والانسان اليمني الذي أكتشف حركة الرياح الموسمية في مياه المحيط الهندي وخطوط الملاحة البحرية وصناعة السفن الشراعية والجسارة وروح المغامرة استطاع بعد أن عرف مدى أهمية الموقع وقربه من خط الملاحة الذي لايزيد عن عشرين ميل بحري وهي ميزة استغلها أفضل استغلال فبنى رصيف ميناء صيرة الذي توافدت إليه السفن محملة بأغلى البضائع وأهمها للعالم في مصر واليونان وبالذات مادتي البخور الذي يستخدم في المعابد كذلك إعادة صناعة السيوف المهنده أهم أسلحة الحروب التقليدية في تلك الازمان الغابرة إضافة الى الحرير والعطور كما أشاره الى أهم التطورات التي شهدتها المدينة بعد أن أصبحت أغنى مدن العالم أو كما يسمها اليونانيون ( امبوديوم ارابيا) بمعنى أكبر مخازن العرب التجارية كان من الضروري عمل منظومة أمنية لحمايتها والدفاع عنها فشيدت لها الاسوار والقلاع والانفاق الطويلة التي تصل جبل جديد حيث كانت هناك مخازن البضائع الثمينة ..ومن ضمن ما أشار له أن مدينة عدن استطاعت أن تنهض في مراحل تاريخية متعددة بعد أن واجهت هجمات شرسة من خارجها ووصفها بطائر (الفينق) الطائر الذي يحترق فينهض من الرماد .ثم بعد ذلك فتح باب النقاش والاستفسارات حيث أبدى العديد من الحاضرين ملاحظاتهم وإعجابهم بالفيلم وبالحديث الذي أكد المكانة العظيمة لهذه المدينة .وقد خرجت الندوة بعدة توصيات أهمها :1- ضرورة صيانة السدود والصهاريج ومجاري السيول .2- ضرورة إصدار خارطة آثارية سياحية .3- إصدار قانون لحماية الآثار والشواطئ .4- دعوة المحافظ الى تفعيل مخطط عدن الكبرى الذي أعلن أن الهضبة محمية بيئية .5- وقف صرف الاراضي بجوار الآثار وإلغاء أي عقود تمت وأعمال غير قانونية وعدم البناء إلاّ على بعد مسافة 90 متر وكذا 200 متر بالنسبة لنهاية المد البحري وهي قوانين صادقنا عليها في مؤتمر الارض بالبرازيل (دي جانيرو).6- ضرورة نشر مخطط عدن الكبرى وتعريف بهذا المخطط والدفاع عنه وبالذات منظمات المجتمع المدني .