قصة قصيرة
جمال سالم الحجيري لا أدري من أين أتت هذه الرائحة ؟.. تنتقل معي حيثما أنتقل!، وتقف حيثما أقف!، وكأنها تتبعني .لا أدري لماذا أنا المستهدف ؟، ولا أدري ما العلاقة التي تربط بيني وبينها؟، أو لعلها ظنون أقوم أنا بتضخيمها متوجساً من شيء ما أجعله أو لا أتذكره.حقيقة الأمر أني لا أعلم بالحقيقة ... وحرصاً ألا تزل قدمي همست في أذن صديق لي أضع فيه ثقتي ولم يخيب ظني ، وقد اتفق رأيي مع رأيه تماماً، ما أسعدني وحفزه أن يسألني بقوله: صف لي تلك الرائحة؟ قلت شبيهة برائحة العفونة، ولكن ليست هي .. شبيهة براحة احتراق الشعر، ولكن ليست هي، شبيهة باحتراق الجلود، ولكن ليست هي، ربما تكون شبيهة بروائح مجتمعة منبعثة من برميل قمامة في منطقة مازالت متخلفة حتى الآن، ولكن ليست هنا قمامة .. وما أثارني أن الكلاب التي في المدينة لا تشتمها .. أعني تلك الرائحة. فتبسم صديقي وقال: إن الكلاب التي في منطقتنا لا تستطيع أن تشم الروائح الجديدة، فقد تعلمت أن تشم القديم فقط.