مدينة من حضرموت
بأعالي وادي حضرموت وبين جبلين أحدهما في الجهة الشرقية والآخر في الجهة الغربية يقع وادي عمد ، يحده من الغرب وادي رخية والمرتفعات الجبلية التي تفصل بين الواديين ومن الشرق ريدة الدين ومناطق « سوط القثم والمعوس والحامديين ومن الجنوب سوط باحفص وبعض مناطق باتيس وقارة الفرس وأجزاء من ريدة الدين » ومن الشمال « أرض نهد وملتقى وادي دوعن ووادي العين ووادي حضرموت الكبير» . وتتناثر القرى والمدن على جانبي الوادي الغربي والشرقي ، ويبلغ طول الوادي من 70 إلي 80 كم تقريباً والعرض عند بدايته أكثر من 2 كم إلا انه يضيق كلما اتجهنا إلى الأعلى تدريجياً ويتسع أحياناً أخرى وفي حالات استثنائية إلا أن الضيق يشاهد بوضوح عند الاقتراب من نهاية الوادي حاله حال بقية الأودية الأخرى.سمي باسم وادي عمد نسبة لمدينة عمد التي تقع في وسط الوادي تقريباً وهي المركز التجاري والإداري للوادي وهي المدينة الأكبر بالنسبة لقرى ومدن وادي عمد وهناك بعض القرى المحيطة بها .تتعدد قبائل وشرائح وادي عمد بتعدد الأطياف كبقية أبناء الأودية والمناطق المجاورة الأخرى بل والجنوب العربي بشكل عام فمنهم من أتى نازحاً من خارج الوادي واستقر به ومنهم من كان أصلا مستوطناً الوادي منذ قرون بعيده وهناك اسر وعائلات ضاربة جذورها في أعماق تاريخ الوادي ولا يعرف أحد متى استوطنوا هذا الوادي وهناك أيضاً مناطق وأودية وشعاب ومجار مائية وأراض زراعية ومقابر تحمل أسماء لأناس انقرضوا أو هاجروا إلى مناطق أخرى ولا يوجد لهم اثر إلا هذه المسميات ، وهم على سبيل المثال لا الحصر (الباحامد) وهي قبيلة كبيرة كانت تسكن في أعلى الوادي بحنكة الباصليب ولهم تاريخ يحكى وأساطير في قوتهم وبأسهم حسب الروايات المتداولة التي براهينها تلاحظ في الآثار الباقية من بيوتهم المتواجدة اليوم في (باعقبة /باجبار / بالعقيبة / باقفل / باظفير / بن عيسى) وهذه المسميات لا نجزم بأنها لبشر رغم أنها توحي بذلك.تختلف اللهجات من منطقة إلى منطقة ومن قرية إلى أخرى بل وفي بعض القرى تختلف اللهجة من شريحة إلى شريحة أخرى.يعتمد سكان الوادي في كسب لقمة عيشهم على الزراعة وتربية النحل والمواشي منذ قديم الزمان وفي الوقت الحاضر اعتمدت الغالبية العظمى من سكان الوادي على الاغتراب في دول الخليج العربي وقبل ذلك في جنوب شرق آسيا كالهند وإندونيسيا والى حد ما يعتمدون على تربية المواشي وتربية النحل أما بالنسبة إلى الزراعة فقل الاعتماد عليها.