من الوان الفلكلور والفنون الشعبية
الحقيقة التي لايختلف حولها اثنان ما تتمتع به اليمن من ثروات ثقافية هائلة وكنوز ضخمة من الوان الفلكلور والفنون الشعبية الأصيلة, ويتخذ اليمنيون من فنونهم الغزيرة مناهج معبرة عن أنماط حياتهم اليومية. وهي تتنوع وتتعدد من منطقة إلى أخرى.. بإنسجام بديع مع خصوبة ذلك التنوع المناخي والجغرافي الفريد الذي حباه الله لأرض الجنتين..اليمن السعيد- مهد الحضارات الشامخة التي يشهد التاريخ شموخها العظيم.وإذا أردنا التعرف على صورة من صور ذلك المخزون الثقافي والفنون الشعبية اليمنية الأصيلة سوف نجد الأزياء اليمنية التقليدية هي الأكثر ثراءً وتنوعاً.والحديث عن لون الزي الصنعاني المعروف بـ (الزنة الصنعانية) للرجال والنساء اثناء زياراتي العديدة للمكتبة الوطنية في مدينة عدن بغرض القراءة والاستمتاع بأوقات مفيدة في مطالعة الكتب واستعارتها احياناً طالعت كتاباً تاريخياً فريداً اسمه (تاريخ اليمن) من تأليف العلامة الشيخ عبدالواسع بن يحيى الواسعي اليماني ويشير في مقدمة كتابه أنه بدأ بتأليفه في شهر رجب سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف لهجرة سيد الكائنات (محمد) صلى الله عليه وسلم, وفي سياق ما يحتويه كتاب (تاريخ اليمن) يبرز المؤلف اضاءة لعادة أهل اليمن في اللبس حيث ورد:يلبس أهل المدن اليمنية اللبس العربي من القطن والحرير ومع طول الأكمام وكبر العمائم وطول الكم ذراع ونصف وعرضه ذراع أما أهل الريف من الفلاحين فيلبسون السواد من دون قمصان ويضع الرجل على رأسه قطعة من ثوب أسود يلفها على رأسه من غير طاقية ويلبس الرجال كذلك قماش (الجوخ) في المدن ويفصلونه مثل (الجبه) عند أهل مصر والشام وهي أشبه بـ (جبة) أهل الشام في التفصيل وتوسيع الأكمام وله بطانه من القماش وأطرافه مصنوعة من الحرير.[c1](أزياء النساء) في اليمن[/c]حول أزياء نساء اليمن نجد عرضاً جميلاً ومشوقاً في كتاب (تاريخ اليمن) حيث يذكر مؤلفه العلامة الشيخ عبدالواسع بن يحيى الواسعي اليماني أن نساء اليمن في المدن تجعل المرأة على رأسها عدة مناديل ويندر أن يشاهد الرجل زوجته مكشوفة الرأس ولوحال اختلائه بها!!؟بل تجعل المرأة على رأسها منديلاً واحداً وهو من الأمور النادرة وكأنما كشف رأسها لزوجها من الخطأ!!والنساء في المدن يرتدين السروال الطويل الملاصق للأرض ثم ثوب طويل ساتر لجميع بدنها ماعدا الكفين وباطن الرجلين وأكمامه ضيقة ويطلق على هذا الثوب في اليمن أسم (زنه) تلبس قميصاً وأكمامه طويلة مثل أكمام قميص الرجل.وهذا القميص تلبسه المرأة نادراً وفي أوقات خاصة ويكون اما ثوباً أسود عندما تفقد المرأة من يعز عليها أو ثوباً اطلساً من الحرير وملون بالألوان المعروفة وأغلب لبس هذا القميص خاص بالأفراح والمناسبات السعيدة وقد يخيط حول الرقبة والجيب بالحرير والذهب بشكل مخصوص ومن أغرب ما ترتديه نساء المدن في اليمن أن تجعل المرأة فوق رأسها جملة مناديل من القماش الملون ثم تضع فوق هذه (الحزمه) من المناديل منديلاً كبيراً أبيض يطلق عليه تسمية (فر ادي) نحو ذراعين وأطرافه ملونه باللون الأحمر أو الأسود ثم جميع أطرافه بالعذب وتسمى بغير اليمن (الطرر) جمع (طره) ويوضع فوق كل ذلك ثوب من الذهب الحر الخالص منقوشاً بشكل هندسي ويسمى هذا الثوب (سماطه) ثم تربط الحمله بحزام يسمى (تزجه) وهو معمول بالحرير والذهب ومصمم بشكل هندسي ظريف وطوله من ذراعين ونصف إلى ثلاثة أذرع بعرض الكف وهذا يعمل في صنعاء ثم يوضع فوق هذه ثوب ناعم رقيق من الحرير الملون ومصنوع في الهند يسمى (الطرحه) طول ذراعين ونصف وبعرض ذراع وربع ثم إذا كان مع المرأة مناسبة أو فرح في عيد أو عرس فإنها تجعل فوق ذلك ثوباً آخر أطول من الأول وأعرض ولكنه يوضع مطبوقاً -أي مثنياً- فوق الرأس ويسمى النساء هذا الثوب (قناعاً) ويطلقن على ما فوق الرأس كله أسم (عصبه).وتلبس المرأة في عنقها عقود (الكهرب) الثمين الحر الخالص الذي حبوبه كبار وحجمه في نحو حجم التفاح المتوسط وذلك (الكهرب) من عقدين إلى خمسة عقود وقد ترى جميع صدرها مستوعباً لجملة عقود ويتخلل تلك العقود واحد او أكثر ذهب منظم بسكة مثل عملة (الجنيه الانجليزي) في التدوير إلا انها في الحجم خفيفة وهو ذهب خالص ويطلق على هذه السكه (حرفاً) وقد يتخلل هذا العقد حبوباً من الفضه الخالصة بأشكال هندسية مطلية بماء الذهب أو من حبوب اللؤلؤ أو المرجان وقد تجعل أكثر النساء من ذلك عقداً من الذهب الخالص من دون أن يتخلل حبوب من الفضه أو الأحجار النفيسة فوق جبينها حتى يصل العقد (قشيطه) وهو يشبه عقد الذهب المسمى في مصر بـ (الكردان) وفي أيام الأفراح تجعل المرأة نقوشاً في يدها ورجلها بصبغ لونه أسود مخصوص تسميه النساء (الخطط) ويبقى أياماً لا يزول بالغسل بالماء وفي غير الأفراح نادراً تجعل من هذا النقش في خدودهن وتحت الذقن خطاً صغيراً وتحته وفوقه نقطة من هذا الصباغ الأسود المعروف في عموم بلاد اليمن بـ (الخضاب) .