في رحاب الوحدة والديمقراطية
كلمة 14 اكتوبرتحتضن مدينة عدن - في هذا اليوم - المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي يقود السلطة التنفيذية في الجمهورية اليمنية بموجب تفويض دستوري من غالبية الناخبين الذين منحوه ثقتهم في انتخابات حرة وديمقراطية في أبريل عام 2003م، حيث فاز بغالبية مقاعد مجلس النواب الذي يمثل السلطة التشريعية في النظام السياسي القائم على مبادئ التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة عبر صندوق الاقتراع، بالإضافة إلى فوزه بغالبية أصوات الناخبين في انتخابات المجالس المحلية التي شهدتها البلاد في 20 فبراير 2001م كتسجيد لمبدأ المشاركة الشعبية في إدارة شؤون الدولة والمجتمع، وهي من أبرز مظاهر العملية الديمقراطية التي أرتبطت بقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، ذلك اليوم الذي أنهى فيه شعبنا - وإلى الأبد - عهود التشطير والتجزئة التي ارتبطت بحقبة الاستبداد الإمامي في شمال الوطن والحكم الاستعماري الأنجلو سلاطيني في جنوبه، متوجًا بهذا الإنجاز الوطني التاريخي واحدًا من أبرز الأهداف الإستراتيجية للثورة اليمنية (26 سبتمبر - 14 أكتوبر) التي استهدفت إزالة الاستبداد والاستعمار وإعادة وحدة الوطن أرضًا وشعبًا وبناء المجتمع الديمقراطي، حيث عمد شعبنا بكفاحه وتضحياته هذه الإنجازات العظيمة بدماء الشهداء الأبرار الذين استرخصوا حياتهم من أجل تحقيق أهداف الثورة اليمنية الخالدة وحمايتها والدفاع عن مكاسبها وفي مقدمتها النظام الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي الشامل.ويأتي انعقاد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي كان شريكًا أساسيًا في تحقيق الوحدة اليمنية يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م بقيادة رائد الوحدة والديمقراطية والتنمية المناضل الوحدوي الرئيس/ علي عبدالله صالح/ رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام، ليجسّد المكانة الوطنية والتاريخية لمدينة عدن التي أدت أدوارًا مشرفة في مجرى نضال الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة ضد الاستبداد والاستعمار والحكم السلاطيني، ومن أجل التحرير الوطني والوحدة والديمقراطية وتأكيدًا على الأهمية الإستراتيجية لهذه المدينة العظيمة في مواصلة مسيرة شعبنا على طريق البناء الوطني والتقدم الاجتماعي والديمقراطي.ويكتسب انعقاد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام في عدن معاني عميقة، إذ يتم بعد أن تحولت إلى عاصمة اقتصادية وتجارية للجمهورية اليمنية، حيث أصبحت مزدانة ومتوهجة بالمشاريع التنموية الضخمة في أساسيات البنية التحتية التي غيّرت وجه الحياة فيها خلال سنوات الوحدة المباركة تحت قيادة موحد اليمن وباني نهضته الحديثة فخامة الرئيس/ علي عبد الله صالح/ رئيس الجمهورية.وبوسعنا القول إنّه بقدر ما أعادت الوحدة اليمنية بإنجازاتها المتعاظمة الاعتبار لمدينة عدن التي تعرض موقعها الإستراتيجي وقدراتها الاقتصادية للتهميش محليًا وإقليميًا وعالميًا، بسبب السياسات الشمولية التي عطلت نموها وتطورها خلال حقبة التشطير بعد رحيل الاستعمار البريطاني، بقدر ما يعد اختيار مدينة عدن مكانًا لانعقاد المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام بوصفه أكبر قوة سياسية وطنية منظمة في البلاد، اعترافًا بدورها في الحركة الوطنية اليمنية، وتأكيدًا على ضرورة استعادة هذا الدور في مجرى تطور العمل الوطني الديمقراطي الذي دشن في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م المجيد مرحلة تاريخية جديدة ونوعية في مسار تطور الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة على طريق بناء الدولة الوطنية الحديثة والمجتمع الديمقراطي الجديد.