يشكل العمل بالنسبة للإنسان حيزاً اساسياً في حياته الحاضرة ومستقبله.. والعمل بالنسبة للشباب يكون في أولويات سلم تحقيق الذات بالقدر الذي يرتبط بتوفير سبل العيش.. وبالعمل يحصل الشاب على مكانة اجتماعية في طريق تأمين حياته الزوجية واستقرارهومنطق النجاح المبني على المشروع الفردي لايزال محدود الانتشار بين الشباب، وهو مايجعل الابعاد الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية تمتزج في تقييم العمل وتحديد الاختيارات.. فهناك التقييم التقليدي لعمل بين الشباب والفتيات مثل تفعيل المهن الاجتماعية لدى الفتيات وتفضيل الشباب لمهن مثل الهندسة والمقاولات والتجارة.وهناك حالة من الارتباك لدى كثير من الشباب وعدم الحسم في خيارات العمل وهو امر طبيعي يعود الى العمل والى الرغبة والقدرة على متابعة الدراسة.وبعض اختيارات الشباب للعمل يعبر عن أمنياته وتعكس القيمة التي تحظى فيها بعض المهن، وكذلك مايوفره اللقب مرتبط بالتعليم العالي من أهمية ومكانة اجتماعية مهما كان التخصص.-في الوقت نفسه يختار بعض الشباب تلك المهن التي تعود بالمردود المالي المرتفع والمرتبطة بالسوق.-كما ان قسماً من الشباب يتوجه نحو الاعمال بقناعة سائدة تعبر عن الواقعية والاكتفاء بعمل يضمن الاستقرار والنجاح في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه والذي يقتصر على تكوين أسرة وسمعة جيدة وعلاقات اجتماعية مقبولة وهذه الخيارات المتعددة للشباب للمهن تجعل من المهم التفكير في وضع البرامج والسياسات الموجهة لتشجيع عمل الشباب بحيث تأتي بتوافق وانسجام مع الواقع ومع اختيارات الشباب للمهن.ويكون ذلك بتحسين برامج التوجيه المهني الحكومية وغير الحكومية وإخراجها من طابعها التقليدي.. وابتكار صيغ حية للتفاعل بين المدرسة ومجالات العمل والنشاط الاقتصادي كما انه يتوجب تطوير تشريعات العمل الخاصة لجهة الالتزام بالحد الأدنى والقانون لسن الدخول الى سوق العمل.كما انه يتوجب تصميم وتأمين برامج التدخل الموجهة للشباب مثل المشاريع المدرة للدخل والقروض، والتأهيل المهني.-ان ثقافة تقديس العمل بشكل عام واحترام المهن بمختلف أنواعها يشكل محوراً اساسياً لخلق القيمة الفعلية للعمل عند الشباب .[c1]ثقافة الشباب[/c]قامت الأسرة منذ العقود السابقة بدور حاسم في توفير التنشئة الاجتماعية وفي خلق نماذج التعامل والأنماط التعبير المختلفة على مستوى السلوك والآراء والقيم.هذا الدور بدأ يتقلص بشكل تدريجي لصالح مؤسسات أخرى كالمدرسة والمؤسسة الدينية والمؤسسات الاجتماعية والسياسية على اختلافها، ولصالح جماعة الأقران والأصدقاء ووسائل الإعلام ايضاً تؤدي دوراً واضحاً في تكوين ثقافة وسلوكيات الشباب تحديداً بسبب ماتتمتع به هذه الوسائل من ميزات يصعب توافرها في المصادر الأخرى، فهي تملك القدرة على إيصال رسائل ومضامين بسهولة ويسد وعلى مساحة واسعة ..فوسائل الإعلام المختلفة وخاصة المرئية منها هي التي تكون مصدراً اساسياً لثقافة وسلوكيات الكثير من الشباب فهذه الفضائيات وبقناتها المختلفة وبثها برامجها المتنوعة والمفتوحة تؤدي الى التجاذب والتحول في انساق السلوك والعادات والتي تبين اثراً واضحاً بين مؤثرات البيئة المحلية ومؤثرات القنوات الفضائية المختلفة والتي تتجاذب بين التماهي او الرفض او الإرباك بل والتقليد في بعض الممارسات والسلوكيات التي باتت تؤثر تأثيراً سلبياً.فبدأت تظهر ثقافة هشة عند البعض وسلوكيات واهتمامات بالشكل والنحافة والوسامة حتى ان البعض ذهب الى استخدام مساحيق التجميل وبدأت تظهر ثقافات غذائية ايضاً بما يسمى الوجبات السريعة وطرق الريجيم المختلفة.وبدأ تتغير ثقافة اللباس ايضاً، فهناك تنوع شديد في الأذواق والممارسات وبما يمسى السلوك الاستهلاكي وأمام هذه الموجة من التأثير للقنوات الفضائية المقنعة بالموجات المعولمة انحسرت كثير من علامات الثقافة المحلية وحتى الانتماء لسلوكيات المجتمع المحلي.ومن اجل التقليل من هذه الهجمة التي بات أثرها السلبي واضحاً يتوجب علينا العمل بشكل جاد في توفير فوضى تشجع الشباب على المطالعة واستخدام تكنولوجيا المعلومات والحصول عليها بيسر.. ويمكن إنشاء شبكات في المدارس تسمح بتوسيع استخدام إمكانيات التكنولوجيا وعلينا تفعيل الثقافة العامة باستخدام الوسائل المختلفة من خلال المدارس، وسائل الاعلام، الجمعيات وغيرها.
|
تقرير
الشباب والعمل
أخبار متعلقة