ومضة
من أجل صُنع الغد المشرق للشباب لابد من توافر الرغبة والاتجاه الصريح والصادق نحو التغيير، ولابد من التشدد بالمُثل والاستقامة والمبدأ ضد السلوك المنحرف والكذب والمصالح الذاتية ولابد من التأكيد على الصفاء الأخلاقي والمثالية في السلوك، ولابد للشباب الارتفاع إلى مستوى عالٍ حيث تستقيم الأخلاق وتتنزه النفس وتتحرز مما هو منخفض في أخلاقها وتفكيرها.لابد للشباب أن يرتفع إلى مستوى الإنسان وتسميته ليكون فعلاً إنساناً.كما على الشباب أن يتجاوز حالة التقليد للغرب وإلا ستبقى مثل هذه الأحوال سائدة تؤدي إلى انحلال وتفكك المجتمع.لذا وجب على الشباب أن يتخلق بأخلاق الأنبياء ليكوّن مجتمعاً جديداً يرفض الاسترخاء والاحتضار.نحن أحوج إلى الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة والإيمان والعطاء الغزير ليستحق لقب الأبطال.ولسنا بحاجةٍ إلى شباب النظرية والأقوال بل بحاجةٍ إلى شباب الممارسة والعمل والكفاح المتواصل لقتل الفراغ، لأنّ الدور الذي يؤديه الشباب اليوم مهم وخطير يتوقف عليه نجاح المجتمع أو فشله.فالمطلوب أن يحقق الشباب وثبة فكرية ويساهم في رسم الطريق الذي يحول الفشل إلى نجاحٍ والصحراء إلى أرض خضراء والأرض المقفرة إلى عمران.الشباب متهم بعيوب كثيرة منها الضعف واللهو والهزل والتقليد.فالضعف أورثهم تخاذلاً في الهمم واللهو أبعدهم عن حياة الجد، والهزل جعلهم ينتجون أقوالاً لا أعمالاً، والطفولة تغلبت على رجولتهم، والتقليد جعلهم أقرب إلى الحيوان الذي يحاكي ولا يفكر.فعلى الشباب أن يكونوا شباباً حقاً، فالشمس تملأ النهار في أوله. أما في آخره فلا تستطيع أن تملؤه نوراً، والشجرة الشابة تعطي خير الثمرات، أما إذا كبرت فماذا تعطي؟لكل شيء ثمن.. وثمن النصر كفاح، ولا ينبغي للشباب أن يتخاذل إذا انكسر مرة، فانكسار قطعة من الحجر الصلد دليل على أنّه حجر صلد، ولو لم يكن كذلك لطحن أو تناثر.لابد من القوة سلاحاً يقتل الشباب به الترف والميوعة ويقول (نعم) عندما يريد و (لا) عندما يريد.إنّ مستقبلك في يدك ولك دخل كبير في صياغته، فإن شئت تكن سعيداً، وإن شئت تكن شقياً، وعلى الشباب أن يمتلك الإرادة فخير لك أن تأمل طلوع الشمس غداً من أن تذكر طلوعها أمس.فاطمة علي حسين