(أقصوصة)
فاطمة نعيميغسق يتلو السكون في حضرة ظل أنثى بقلبٍ حائر تحت رحمة الهواجس لا يعي الوجود حوله.. هناك..تحت زخات المطر تنتظر لا شيء هنا.. سوى ارتجافات الأسئلة الممتزجة برائحة الأديم الرطب شقت صرخة قلبها السكون :آه..متى؟ ...لماذا؟ ولم تجبها السماء سوى بمزيد من الزخات أرخت رأسها الصغير على ركبتيها منهكة وكحلمها المبعثر ..انهمر مطر مقلتيها الراعشتين كشمعة لم تحتمل الظلمة فأبت إلا أن تشرع بالبكاء.يناظر وجهها المحبب إليه من وراء الزجاج البلوري عاشق مرتحل..دون وجهة محددة وأهزوجة الصمت تدوي في المكان مخلفة غصة في حلقه يراها وهي تعود إدراجها يائسةويعود هو إلى حيث طاولته..وقصاصات أوراقه المليئة بفوضى حروفه والصمت المميت منتش بالمواعيد المتكسرة في العتمة..وحده القدر المطل عليهما يقهقه وينتهك على قارعة ذاك الطريق حزنهما المغتص بالحيرة.ليلة بعد ليلة..سيجارة تدخن بقايا رجل وحزن يمضغ بقايا امرأة منذ تاريخ فقدهما..