منى وفيق وانتصرت صنعاء للشعر .. استضافته مرة ثانية ، كريمة كانت ، اهدتنا وردة شمس وشالا من الفل قبل ان نترك لها القصيدة .. رامبو قال أنه سيتوقف عن الشعر ليبدأ الحياة ، في صنعاء انت فعلاً تتوقف عن الحياة لتبدأ الشعر !قبل أن أغادر إلى صنعاء لتغطية فعاليات ملتقاها الثاني للشعر الجديد لصالح موقع هداية نت ومجلة غزالة الليبية ، توجست من ان يفسد علي عملي الصحافي متعة سرقة التوت الاخضر من جيوب صنعاء .. لكنني كنت واهية جداً .. صنعاء مدينة الارواح الستة ، روح للحياة وروح للألم وروح ثالثة للنزق ورابعة للحب وخامسة للدهشة وسادسة للتصوف .. والشعر كان محج الارواح الستة في ملتقى صنعاء الثاني !!بعيداً كل البعد عن التملق الذي لا احسنه لسوء الحظ ، كنت قد اخبرت عدداً من الطلاب اليمنيين في الرباط أنني اعتز كل الاعتزاز بخالد الوريشان واعتبره من الكوادر الثقافية الناجحة في البلاد العربية اظن جازمة ان اصرار الرجل على اقامة ملتقى للشعر الجديد هو الأول من نوعه لخطوة جديرة بالتقدير والاعجاب ايضاً ! اغبط خالد الرويشان كثيراً على حب المحيطين به ، هؤلاء الذين يتمنون لو يغسلون قلب الوزير الشاب من كل دمعة ويدعون الله لو يأخذ كل فرحهم اليه ! بكل اسف ثمة اشخاص اعتادوا ان يفرغوا كل جميل من محتواه لا لشيء إلا لانه لم يناسب رهانهم الخاص على سبيل المثال ، لذا ما كنت لاتفاجأ من ردود الفعل التي هاجمت الملتقى وهاجمت المشاركين فيه ، أي نعم ما كنت لاتفاجأ ولا لارتاح ان لم يحصل هذا ، فشن الهجوم على الملتقى الشعري ولو كان فارغاً وجاحداً فهو صحي جداً ويؤكد نجاح هذا الملتقى بكل المقاييس !احد الصحافيين اليمنيين سألني عن احساسي بالملتقى وماذا يعني لي تزامنه مع الاحتفالات بالوحدة اليمنية ، قلت له ان الملتقى هذا أتى بوحدة عربية ، بوحدة ابداعية ، بوحدة شعرية تألق فيها الشعر العمودي جنباً إلى جنب مع قصيدة النثر مع شعر التفعيلة .. أتى بوحدة انسانية كونية احسستها بقوة ايام الملتقى .. اذاك تساءلت على جدوى الادب ، الادب الذي يحقق ماهيته ورهانه الاكبر حين يجعلك تتواصل مع كل هذه الذوات المبدعة التي حلقت فراشات ضوء لاتحترق في سماوات الشعر ..!ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الشباب كان المنتصر الاكبر حقيقة ، كان كرنفالاً شعرياً ممتعاً رغم كل شيء ، فهذا وذاك والاخر بتجربة شعرية جديدة تستحق فعلاً الاهتمام والتنويه والتقدير ،والاخرى تبدع نصاً حقيقياً يجعلك تغفل عن نقابها حيث الملكة الشعرية عارية امامك تغويك وتجعلك ماخوذاً بها ، اما ذاك وغيره فتعجب من كونك لم تستأ كل الاستياء من اخطائه اللغوية والفنية حتى انك قد تنهر التساؤل داخلك ان كان ما يقوله شعراً ام شعيراً .قد نسأل صنعاء ان تظل متسامحة وحانية كما هي ، لكننا نأمل شيئاً من الغربلة لبعض المشاركين الذين لايمتون للشعر بصلة لا من قافية ولا وزن ولا صورة شعرية ولاهم يحزنون !! اثق ان الغربلة ولاشك ستقي مدير الجلسة والشاعر تآنياً كثيراً من الحرج ، فلا مدير الجلسة سيشتغل شرطي مرور اتجاه القصيدة القادمة ولا الشاعر سيرمق نصها الذي لم يقرأ بحسرة !!!ملتقى صنعاء للشعراء الشباب تجربة تستحق كل الاحتفاء فهي بادرة متفردة وناجحة ، اتمنى ان تحذو كل وزارات الثقافة العربية حذو مثيلتها اليمنية .. علنا ننتصر للشعر اكثر ، للابداع اكثر ، للمثقف اكثر ، للانسان اكثر !!في ملتقى صنعاء لم تكن لتكثرث ايهم كان الاكثر أهمية ، الضيوف ام المشاركون ، فالكبير كبير بابداعه وانسانيته اولاً واخيراً!هنا اتذكر قيمة يمنية كبرى لايكتمل مهرجان صنعاء دونها !! طبعاً هو الكبير نصاً وشخصاً عبدالعزيز المقالح ، هذا الأب الروحي للملتقى وراعيه الاجمل بفكره وانسانيته وتواضعه ومحبته ، هذا الانسان الذي كان هناك ليؤكد على ان الكبار كبار لا بوصايتهم بل بمقدرتهم على الاستيعاب والاحتواء !!أني لنا ان ننسى لحظات تكريم كمال أبو ديب الذي ظل وفياً لسيجارته حتى وهو فوق منصة التكريم .. انى لنا ان ننسى لحظات الفرح والشعر والحزن والحنق التي تقاسمناها .. انى لكم ان تنسوا لحظات الرحلة إلى المحويت .. انى لهم ان ينسوا احتفاء المقالح ومداخلات حلمي سالم وصلاح فضل ومحمد عبدالمطلب والقاء ميسون صقر ومشبوهي صالح قادربوه .. انى لي ان انساك يا صنعاء وانسى امسيتي القصصية في بهو فندق (حدة رماد) انى لكم ولهم ولي كل ذلك ؟!مدينة وممتنة انا لملتقى صنعاء الثاني بالكثير فلولاه ما كنت لألتقي برفاق الكلمة ، باصدقاء شاركتهم على مدى السنتين واكثر الكثير من الهموم الابداعية والحياتية ، الكثير من الفرح والعدم ، الكثير من ذواتهم!!صنعاء أم عربية لايعنيها وصول قصائد ابنائها /شعرائها سن الرشد، لذا اطمئني تماماً ، هي ستتابعهم عن كثب وان انتهى الملتقى .. كذا همست قارئة ورق الكترونية على النت .هل اكون حالمة اذا تمنيت ان يشمل الملتقى القادم او الذي يليه كل المدن اليمنية لا صنعاء وحدها فيكون احتفالاً يمنياً كبيراً؟؟ هل أكون حالمة اذا منيت النفس ان تتحفنا صنعاء بملتقى للشعراء الشباب في كل العالم .. دعونا نحلم .. دعوا صنعاء تنتصر مجدداً للشعر في ملتقى ثالث !صنعاء ، لك يا مدينة الفل والبياض الاخضر اهدي نص لوركا (حقيقة الأمر) ما أعظمه من جهدان أهواك كما أهواكبسبب هواكتعذبني الانسام وقلبي تؤلمني قبعتيمن مني يبتاع وشاحي هذاوحزني ذاك وقد صيغ من الكتان الابيضكيما يجعله مناديلما أعظمه من جهد أن أهواك كما أهواك