واشنطن/14 أكتوبر/كارين بوهان: أشادت بورصة وول ستريت بالرئيس باراك اوباما لاستعانته بالاقتصادي البارز بول فولكر للمساعدة على صياغة السياسة الاقتصادية لكن محللين يتساءلون عما إذا كان قد يصطدم بمستشارين رفيعي المستوى آخرين لأوباما. واشتهر فولكر البالغ طول قامته (203 سنتيمترات) والذي كان رئيسا لمجلس الاحتياطي الاتحادي في معظم فترة الثمانينات بترويض التضخم الذي كانت نسبته عشرة في المئة او أكثر عن طريق رفع اسعار الفائدة وهو ما أدى ايضا الى الكساد وسبب عاصفة من الانتقادات. منذ ذلك الحين لم يتوقف فولكر (81 عاما) عضو الحزب الديمقراطي عن ممارسة السياسة بما في ذلك إجراء تحقيق لحساب الأمم المتحدة والخدمة في مجموعة الثلاثين وهي مجموعة استشارية مالية تكونت من خبراء من البنوك المركزية وخبراء القطاع الخاص. اوباما الذي يقول إنه يريد تجنب التفكير المنعزل وضع فولكر على رأس لجنة من 15 عضوا من الخبراء الخارجيين من قطاعات العمال والتجارة والأكاديميين الذين سيوفرون المشورة لجهوده الرامية إلى معالجة أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد خلال عقود من الزمن. وأعلن اوباما الذي انضم إليه فولكر في البيت الأبيض أمس الأول الجمعة أن اللجنة التي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تضم روبرت وولف رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة يو بي اس جروب اميريكاز المالية إلى جانب عدد آخر من المسئولين التنفيذيين بالشركات. وتضم اللجنة أيضا قيادات عمالية وواضعي سياسات مثل وليام دونالدسون رئيس لجنة لأوراق المالية وأسواق الصرف السابق. لكن بعض المحللين يعتقدون أنه قد تدب خلافات مع كبار المساعدين بالإدارة ومنهم لورانس سامرز المستشار بالبيت الأبيض ووزير الخزانة السابق ووزير الخزانة الحالي تيموثي جيثنر الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الاتحادي بنيويورك. ومن المساعدين المهمين الآخرين لأوباما كريستينا رومر التي ترأس مجلس البيت الأبيض للمستشارين الاقتصاديين وهي خبيرة في شؤون الكساد العظيم. وقال روبرت ماكينتوش كبير الخبراء الاقتصاديين بمؤسسة ايتون فانس مانيجمنت للخدمات المالية في بوسطن «احترم بول فولكر كثيرا لكنني مرتبك بشأن عدد المستشارين الاقتصاديين الذين يبدو أنهم سيشاركون في اتخاذ قرارات البيت الأبيض.» وأضاف ماكينتوش أنه في الوقت الذي يعمل فيه اوباما على تمرير خطة هائلة للتحفيز والقضاء على الاضطراب في القطاع المصرفي وإصلاح القواعد المنظمة لبورصة وول ستريت ربما يكون هناك «عدد أكثر من اللازم من الطهاة» بالمطبخ. ومن المعروف عن فولكر افتقاره للمرونة ومن بين هذا اعتياده عندما كان رئيسا لبنك الاحتياطي الاتحادي التنقل بين واشنطن ونيويورك في سيارة فورد قديمة وقد كان واحدا من أكثر مستشاري السياسة الذين يثق بهم اوباما خلال حملة الانتخابات الرئاسية. كان قد التقى باوباما في منتصف عام 2007 حين ذهب الرئيس الأمريكي إلى نيويورك للاجتماع مع شخصيات من بورصة وول ستريت. كان فولكر قد قرأ كتاب اوباما «جرأة الأمل» الذي يحدد ملامح الفلسفة السياسية لاوباما وذكر مسئول بالإدارة أن الكتاب أعجبه. وعلى مدار خريف وشتاء ذلك العام التمس اوباما المشورة من الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الاتحادي وقد دعم فولكر حملته الانتخابية فيما بعد بإعلانه تأييد اوباما. وقال المسئول بالإدارة إن اوباما وفولكر يشتركان في الرؤية نفسها خاصة فيما يتعلق بالاعتقاد بالحاجة إلى إصلاح نظام الوكالات الأمريكية المنظمة وتقويته من أجل الحقبة الحديثة. وأصبح سامرز أيضا مستشارا رئيسيا لأوباما لكن هذا لم يحدث إلا في وقت متأخر من الحملة. ومن المقرر أن يكشف جيثنر النقاب يوم غد الاثنين عن خطة إدارة اوباما لتحقيق الاستقرار للنظام المالي. ويضاهي الفريق الاقتصادي لاوباما أعضاء الفريق الذين يقدمون له الاستشارات فيما يخص قضايا الأمن القومي. ويضم هذا الفريق وزيرة الخارجية والسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون التي خاضت المنافسة ضد اوباما العام الماضي للفوز بالبيت الأبيض ومستشار الأمن القومي جيمس جونز وهو قائد سابق بالبحرية ووزير الدفاع روبرت جيتس الذي كان يشغل نفس المنصب في إدارة بوش. وقلل المسئول بالإدارة الذي طلب عدم نشر اسمه من احتمال التنافس داخل الفريق الاقتصادي. وسيلقي المجلس الاستشاري للإنعاش الاقتصادي نظرة على الصورة العامة للسياسة. وقال المسئول الأمريكي «لن ينخرطوا في اتخاذ القرارات اليومية للحكومة عمدا.» وقال اوباما إن الهدف من المجلس هو الاستماع إلى «الأصوات التي تتجاوز الأفكار التي تتردد في واشنطن.»