غضون
نسمع من الإخوة في أحزاب المشترك كلاماً مثل: لسنا في السلطة وبالتالي لسنا معنيين بحل القضية الفلانية.. لسنا في موقع القرار لكي نوقف حرب صعدة .. ليس بأيدينا وليس وليس .. أفلا تدرك خطورة مثل هذه التصريحات والمواقف التي تخلي بها ذمتها وتظهرها كأنها ليست مهتمة لشيء ، وتعزلها عن الشعب أو عن جمهورها.إن أحزاب المشترك مثلها مثل غيرها معنية بكل ما يحدث في البلد ولديها ما تسهم به في حل كل مشكلة وطنية صغيرة وكبيرة، وليس بالضرورة أن يكون أي حزب حاكماً لكي يكون صاحب قرار أو موقف وليس بالضرورة أن يكون القرار متعلقاً بإيقاف حرب ليس المطلوب إيقافها-، فاذا كانت أحزاب المشترك تتبنى مطالب الجمهور فإن إيقاف الحرب في صعدة ليس مطلباً للجمهور ، ومطالبة المشترك بذلك لا تعكس رأي أغلبية المواطنين الذين أصبحوا يظهرون رغبتهم بإنهاء التمرد .إن ما يعتمل في البلاد اليوم يستوجب على الأحزاب أن لا تعزل نفسها عنه وعليها أن تدرك أن ما يحدث اليوم له ما بعده غداً ، وستكون الأحزاب السياسية هي الخاسر الأكبر إذا أقصت نفسها أو ظلت خارج الملعب فهي بذلك تسمح لآخرين بلعب أدوار مهمة ، وهؤلاء الآخرون هم قوى تقليدية ومتخلفة ، وقد أصبحت طلائعها تبرز بوضوح في هذه المرحلة فهل تفهم أحزاب اللقاء المشترك ذلك؟.إن أكبر عقيدة يلزم الإخوة في المشترك أنفسهم بها هي أكذوبة .. أعني بذلك عقيدتهم في حل كل المشكلات دفعة واحدة .. فهم إذا تطرقوا إلى قضية ما يقولون إن حلها يكمن في إطار الحل الشامل لكل مشكلات اليمن.. إذا تحدثوا عن الإصلاحات الانتخابية قالوا لن تحل إلا في إطار مشروع إصلاح وطني شامل ، وعندهم لا حل لصعدة إلا في إطار وطني شامل ، ولا حل أو إصلاح للأخطاء في الجنوب إلا في إطار حل شامل للأزمات والمشكلات كلها.. بينما لا أحد اليوم في عالم الراشدين يفكر بهذه الطريقة، بل يتجه التفكير الصحيح إلى ترتيب الأولويات والبدء بالملح والممكن .. ألم تلاحظوا أننا منذ عقود نحاول أو ندعو إلى حل مشكلة الثأر أو القضاء على الأمية ، ومع ذلك لم نحقق شيئاً ، ولو فكرنا بطريقة صحيحة وقررنا أن نحل خمس مشكلات هنا هذا العام وعشر غدا ، وحددنا مشكلة الأمية الصغيرة في المديرية المعينة وحللناها نكون قد حللنا جزءاً من المشكلة الكبيرة .إن الأطراف التقدمية وحملة راية التحديث في إطار المشترك بحاجة إلى مراجعة وعملية إنقاذ حتى لا تلحق بالبلد خسارة وطنية .. ألا تلاحظ هذه هذه الأطراف أن الصوت العالي هو صوت التقليديين ؟ ألا تلاحظ أنها أصبحت مقودة تسير وراء مشايخ ؟ وتكذب على نفسها أو تخدع نفسها بحكاية لجنة التشاور والحوار الوطني وغيرها من الحكايات التي لم تنتج إلى الآن فكرة مستقيمة ، باستثناء أنها تروج لأشخاص معروفة طموحاتهم وآفاق تفكيرهم ، أقصى ما يتوقون إليه هو أن يظهروا لهذا أو ذاك الطرف المؤثر في الشأن المحلي أنهم أرقام كبيرة.إن أحزاب المشترك أو قوى التحديث فيها ينبغي أن تسجل حضورها اليوم حتى لا تجد نفسها غداً محشورة في زاوية ضيقة.