فؤاد الكبسي في حوار صريح مع أحمد الظامري 1 - 2
[c1]* أنا غير متفرغ للغناء.. ولا أعطيه إلا (10%) من وقتي!!* مستوى الأغنية عند عبدالرب إدريس وأحمد فتحي بدأ في الانخفاض!! [/c]قيل ان الرازي بدأ حياته مغنياً.. لكنه هجر الغناء، وعندما سئل عن سبب ذلك، أجاب: كل غناء يخرج من بين لحية وشارب لا يستعذب!!هذه المقوله لم تصبح قاعدة.. لاننا استعدبنا فيما بعد وحتى في ايامنا هذه كثيراً من الاصوات العربية وحتى اليمنية!!ذلك فؤاد وجيله من الشباب متهمون بانهم لم يستطيعوا ترك بصمة خاصة بهم في الاغنية اليمنية، وان كل مافعلوه هو ترديد اغاني التراث التي تركها الفنانون الرواد.. هذه الاتهامات وغيرها دافع عنها فؤاد بقوة في اللقاء الذي اجراه معه الزميل المتميز/ احمد الظامري/.. وهاكم حصيلة الحوار بين /الكبسي والظامري/.* انت وجيل الفنانين الشباب متهمون بإنغماسكم في التراث، دون ان تكون لكم بصمة مميزة في الاغنية اليمنية قياساً بجيل الفنانين الكبار امثال الانسي والسمة والمرشدي والسنيدار وغيرهم.. وما تعليقك على هذا الاتهام؟* التراث هو الاساسي في الحقيقة، لان من ليس له ماضي ليس له حاضر.. لاي فنان اذا اراد ان ينطلق وتكون له شخصية خاصة به دون ان يكون لديه مخزون من التراث..بدأت اعمل الكثير من الاعمال الجديدة، ولكن يبدو ان الناس لم يدركوا بعد هذه المسألة!.. هناك ناس متابعون للحركة الفنية، الاغاني الجديدة والقديمة.. لكن هناك شريحة من الناس لم تردد على مسامعهم سوى الاغنية التراثية.. لذلك فان الاغنية التراثية مازالت هي السائدة والمسيطرة.. والسبب في ذلك راجع لضعف الانتاج الفني في اليمن، بالاضافة الى ان الفنان لا يستطيع ان يعيش حياته الفنية بالشكل الصحيح الذي يجعله يتعلم ويتابع ويطور نفسه.. تجد الفنان يعيش وسط مجموعة من الاحباطات والمعوقات التي بدورها تؤثر على الابداع.. ونحن نعمل بقدر المستطاع بحسب ظروفنا وامكانياتنا والوقت المتاح لنا.انا مثلاً.. قد لا استطيع ان اعطي الجانب الفني سوى (10%) من وقتي!!.. فحقوق الفنان منهوبة، ومكانته في بلادنا ضائعة للأسف، الا من الناس المحبين من الجماهير البسيطة.. فالدولة متمثلة بالجهات المسؤولة عن الجانب الفني تمثل حاجزاً كبيراً جداً بين الفنان وجمهوره.. لانه لا وجود لمسرح او مراكز ثقافية اوحفلات فنية... الخ، وهذه المسألة تؤثر على الابداع، وخلاصة لذلك ان المناخ الفني غير صحي!!< انت قلت بانك لاتبذل من وقتك سوى (10%) فقط للفن.. فكيف توفق بين ال(10%) من وقتك المتاح وطموحك الفني؟* الحقيقة.. يوجد طموح، ولكن كما ذكرت هناك عوائق كثيرة جداً، وهناك مشاغل وقضايا كثيرة تلهيك عن التفرغ.. مجالس القات تلهيك عن التفرغ لعلاقاتك الاجتماعية والاسرية، وكذا عملك ومستقبلك.. هذه كلها عوامل تضيف التفرغ الفني.. وعندنا هنا في اليمن، عندما تتفرغ لفنك وتعزل نفسك لفترة ممن حولك عى اساس ان معك عمل فني جديد، تقابل بسيل من الانتقادات ممن حولك حتى الناس المحيطين بك عندما تقول لهم انك مشغول بالتسجيل، تجدهم مثلاً يقولون هيا عيصنع صواريخ!!.. فهذه اجواء نفسية محبطة تحيط بالفنان وتؤثر عليه حتى وان وجدت لديه الرغبة في العمل الفني، بيتكاسل ثم يترك.. وهكذا!![c1]أزمة النص الغنائي [/c]الكلمة الغنائية اليمنية، او المفردة.. ظلت كلمة راقية منذ سنين، وحققت انتشاراً واسعاً في الخليج والوطن العربي.. ولكن الملاحظ الان سيجد ان هناك ضعفاً في مستوى الكلمة..* هل الازمة ازمة نص ام ازمة شعراء؟.. ام يرجع ذلك ان الفنان مطلوب منه البحث اشعار معينة بمواصفات خاصة مثلاً؟* طبعاً الازمة ازمة نص، وبالتالي ازمة شعراء واذا كان الفنان يبحث عن قصائد، فهناك من الكلمات والقصائد القديمة الكثير.. وهذا عائد لعدم وجود شعراء غنائيين متخصصين!!فالشعر الغنائي شعر متخصص، وبالتالي الشاعر الغنائي شاعر متخصص.. هناك من الشعر من يعطيك قصيدة مركبة متتابعة الابيات يحكي فيها موضوعاً معيناً او قصة، وتحس بان الابيات مترابطة والايقاع والجرس الموسيقي متوفر فيها.. ولكن عندما تأتي وتنظر لها من الناحية اللحنية الغنائية تجد ان الفاظها معقدة التركيب وليست مرنة بالشكل المطلوب!هناك مسائل فنية داخلية كثيرة هي التي تميز الشعر الغنائي عن غيره، مع ان كثير من الناس يدعون ان ما يكتبونه شعراً غنائياً لذلك تلاقي في لوم من مثل هؤلاء الشعراء الذين يعطونا شعرهم دون المستوى.. الشعر القديم ما يزال فارض نفسه لان الشعراء كانو علماء ورجال دين وفقه وعلم وادب.. بينما الان نجد الشاعر بدون مستوى علمي او ثقافي او ادبي، فنلاحظ ان شعره ركيك ويريد ان يفرض عليك كلماته!!* هناك من الفنانين من يحاول اثناء انتقائه لنص اغنية سيؤديها مسقبلاً يبحث عن موضوع جديد.. فنجد بعض الفنانين يتصلون بشعراء معنيين ويطلبون منهم موضوع غير مألوف.. هل فؤاد الكبسي يتمهل في قبول اي نص جديد مالم يكن يتضمن افكاراً جديدة بحيث لاتكون الاغنية لمجرد التغني بالمحبوبة والتغزل بها؟* هناك مواضيع كثيرة جداً جديرة بالتغني.. الا انه كما ذكرت انت هناك مشكلة نص ومشكلة شاعر، افكارهم محدودة عندما تريد ان تعالج قضية اجتماعية او ثقافية او رياضية او وطنية.. والاغنية محتفظة بالشكل الحماسي"براكين مدافع" لكن تفتقد ايضاً للاناشيد الوطنية التي فيها تغزل بالوطن بشكل جميل، وهذه نادرة "زي تجارب عبدالوهاب وطني حبيبي وطني الاكبر".. هي ازمة نص في الحقيقة، وكما قلت لك ان شعراء الاغنية يجب ان يكونوا متخصصين.. والان نحس ان مافيش في الساحة شعراء مبرزين!!"علي بن علي صبره" سكت .. "عباس المطاع" توفي رحمه اللَّّه. "عبداللَّه هاشم الكبسي" تحول شعره الى الشعر السياسي.. "عباس الديلمي" انشغل بالاعلام!!* كل من راقب مسيرة فؤاد الكبسي تنبأ له بان تكون شهرته اكبر من ذلك على مستوى الوطن العربي.. لماذا لم يحاول فؤاد الخروج من القالب الذي وضع نفسه فيه ويتعاون مع ملحنون كبار.. لان الخدمة الصوتية الجميلة تحتاج لملحن يفهم ابعاد هذا الصوت.. خاصة وان الفنان احمد فتحي قد ذكر لي في احدى المرات انه يرغب في ان يتعاون مع فؤاد الكبسي؟* الاستاذ احمد فتحي تربطني به علاقة طيبة منذ فترة طويلة في القاهرة والامارات وتحدثنا في هذا الجانب.. لكن كما قلت انشغلت بقضايا الحياة!!ما تسمعونه الان هو عبارة عن خلجات وما سرقت من وقتي لتقديم بعض الاغاني العاطفية او غيرها من الاعمال كل فترة واخرى.. فاتمنى فعلاً ان يكون في ملحنيين اخرين اتعاون معهم.. وعندي خطة- ان شاء اللَّه- في الشهور القادمة للخروج والتعاون مع ملحنين يمنيين كبار مثل الدكتور عبدالرب ادريس واحمد فتحي وغيرهم.. وهؤلاء ملحنين يقتدى بهم.. ولو ان مستوى الاغنية عند عبدالرب ادريس واحمد فتحي بدأ في الانخفاض عما كان عليه في السابق!! الا انه مع البحث سنصل الى نتيجة.. وهذا هو ما يعاني منه الفنان اليمني الذي لم يقدر ان يخرج من بوثقته لانه ان ظل جالساً في الديار لن يستطيع عمل شيء..ان خرج فانه يريد ان يستوطن!!.. والعملية لاتستطيع ان تعملها في شهر ولا شهرين.. تريد ام تستوطن وتعمل لك قاعدة جديدة، ومجتمع جديد، واصدقاء جدد!!