سهير بلال:تمر الأيام بخطى متسارعة وإذا بالعام يمضي على رحيل إحدى القامات التربوية والإعلامية الشامخة المغفور له بإذن الله تعالى الفقيد احمد راجح سعيد الذي وافته المنية في السابع من مايو العام الماضي 2009 ، ورحل إلى جوار المولى عز وجل تاركا الغصة في قلوب أهله ومحبيه ، كما ترك إرثا من المبادئ الإنسانية والأخلاق الرفيعة التي عرف بها على صعيد العمل وفي الحياة العامة.لقد كان فقيدنا منارا متوهجا يسير على هديه تلاميذه ومحبوه وقراؤه الذين طالما تعايشوا مع كتاباته المتميزة ، وخصوصا الرياضية منها باعتباره كان عاشقا متيما بالرياضة عموما وبكرة القدم خاصة ، وبنادي شمسان الذي انتمى إليه جسدا وروحا ولم يعرف ولاء رياضيا غير الولاء له.ومن حبه للرياضة وتعاطيه معها عن طريق الكتابة توطدت علاقته بصحيفة (14أكتوبر) التي احتلت حيزا مهما في حياته إلى جانب اهتماماته الأخرى وحضوره الدائم في المنتديات والملتقيات وإسهامه في النقاشات بأسلوبه الحواري المتميز الذي يجعلك تستمع إليه دونما ملل ، كيف لا وهو المتحدث البارع المتمتع بروح النكتة الذي غالبا مايجعل الجميع يتطلع إليه ويتلهف لسماع مايقوله.لطالما كنت مولعة بالكتابة الصحفية منذ صغري ، وكنت أنت يا « خالي العزيز « معلمي واهم أسباب ولعي بمهنة المتاعب ، وحين كبرت وقررت صقل موهبة الكتابة بدراسة الإعلام كنت أنت معيني وسندي.اليوم .. وبعد رحيلك عن الدنيا مازلت أتذكر أولى خطواتي في الدراسة وروضة « حافون » وانتظارك الحافلة التي تقلني إلى الروضة لتودعني بفرح غامر وفي يديك « سندوتش الإفطار والشوكلاتة » وماتيسر من النقود.ولن أنسى ماحييت آخر اللحظات التي رأيتك فيها وأنت تطلب ( كتاب الله ) لتتلو ماتيسر من الذكر رغم آلامك ، قبل أن تودع دنيا الفناء إلى دار البقاء .. وسبحان الذي بيده الحياة والممات القادر على كل شيء.إنها محطات لاأزال أتذكرها وسيتذكرها كل محبيك الذين آلمهم فراقك ، ومع الذكريات اختم بعد الدعاء إلى الله عز وجل أن يجعل مثواك الجنة ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان.* معدة ومقدمة برامج في قناة ( عدن) الفضائية.
أخبار متعلقة