علي المحلتيفي مدينة "جدة" بالمملكة العربية السعودية وفي عام 1992م كان اللقاء الأول بعد فترة فراق طويلة بين الشاعر الكبير الأستاذ/ احمد الجابري والفنان الدكتور/ عبدالرب إدريس وقد شاءت الأقدار أن تكون "مدينة جدة" محطة لقاء فني مثير لأغنية صنعانية بعنوان " قلبي مع الغيد".. عندما بدأ الأستاذ الشاعر/ أحمد الجابري قائلاً للفنان الدكتور/ عبدالرب إدريس: دكتور عبدالرب إدريس مبروك أولاً بالدكتواره في الإيقاعات الصنعانية.غير أنه انقطع فجأة خاصة بعد عودة الشاعر الأستاذ/ أحمد الجابري من "جدة" إلى عدن مسقط رأس الشاعر.. وذلك بعد عشرين عاماً غاب فيها عن مدينته الوديعة، وكانت عودته تمثل الفرحة التي لم تكن " لتخطر" على باله لولا إعادة تحقيق وحدة شطري اليمن في 22مايو 1990م وبالرغم من الفرحة تلك إلا أنها كانت "متوائمة" مع صدمته وأفراد أسرته الذين "عاملوه" بظلم وقسوة شديدة حين "اغتصبوا" كل ما كان تحت ملكية والده المرحوم والذين تجاوزوا كل شيء حتى منزل والده المتواضع في مدينة التواهي الذي كان يحمل له شاعرنا الجابري أجمل وأحلى شريط ذكريات منذ طفولته الأولى.مع كل ذلك لم يدرك جميعهم مدى حساسية الموقف لدى شاعرنا الطيب القلب والذكر والشعر وصادق النفس حتى اللحظة في كل أحاديثه.ومنذ فارق مدينته التواهي عام 1972م تغيرت سلوكيات الناس وهي فترة 1972- 1992م وهي فترة مليئة بالمتغيرات أمام شاعريته لهذا كان أولى صدماته مع الواقع، ورغماً عن هجمة الصدمات يضطر شاعرنا "مكرهاً" أن يبحث له عن مأوى وهو من قلائل "الخريجين القدماء" والذين يمتلكون أكثر من "موهبة" سواء في مجال التربية أو الأدب أوالشعر أو في مجال "دراسات الجدوى الاقتصادية" للمشاريع الصناعية، إضافة إلى الخبرة الواسعة في مجال الإدارة والمال "لأنه كان من دفعة رئيس وزراء مصر الأسبق الأستاذ/ عاطف عبيد بتجارة عين شمس!! في مصر العربية" وكانت ثالث صدمه "تصعق" شاعرنا الجابري عندما "خذله" واقع اللامبالاة حيث غادر على أثر هذه الصدمة مدينته الوديعة » التواهي" الى مدينته "الراهدة" ليختارها كأفضل "منفى" له حيث يعيش فيها بمفرده زاهداً في كل شيء إلا "الكتاب والكتابة" في الشعر !!وهكذا هي المتغيرات الاجتماعية والتي عصفت به منذ زهاء ربع قرن حرم على أثرها شاعرنا من العيش في هدوء وطمأنينه في منزل والده في التواهي .. وحرمته استعادة شريط ذكرياته في سنوات الطفولة وزهرة شبابه.. مشاعر حبيسه ومعاناة غربة في وطن وعلاقات تفتقر إلى القيم تتحول بين قلب الجابري وقلمه الى رباعيات تفيض روعة، وتمتلئ حركة وعذوبة، وحزناً » نقرؤها" على صفحات الصحف دون أدنى إدراك لبواعت ينابيعها المتدفقة "ألماً ومرارة" ومع ذلك فهو يغني ويطربنا عبر "حناجر" فنانينا الكبار بدءاً من الموسيقار الراحل/ أحمد قاسم والفنان الأكبر محمد مرشد ناجي والفنان الدكتور/ عبدالرب إدريس وأيوب طارش.لذا "لاتلوموه" فهو شا عر الحرف الذي " تتلمذ" على يد استاذنا الشاعر الكبير الراحل الشاعر لطفي جعفر أمان ومربي الجيل الأول الخالد بيننا الأستاذ/ عبداللّه فاضل فارع أطال اللّه في عمره ورعاه.هذا هو شاعرنا الجابري كان وسيظل طائراً يحلق في كل مكان يحتضن من البحر زرقته ولون الخضرة في الجبال وسفوحها وعلى الربى الزاهية بالألوان- ومغرماً بروائح العطر وشذى الرياحين في كل وردة يانعة ومنهلاً فواحاً كقلبه مع الغيد والصبايا فوق بئر المياه والدنيا غبش وهو يطرب مع رائعة أحمد قاسم "باذكرك بالبحر والموج في صيرة".ختاماً إنني أحمد اللّه أني كنت ' شاهداً" على التواصل الذي تجدد بين هذه الهامة الشاعر الكبير أحمد الجابري والقامة الفنية دكتور/ عبدالرب إدريس ، لعل في تواصلهما مايعيد للفن والغناء وخاصة الطرب لمن تشرئب أعناقهم للتذوق والذي كانت روافده هذه العلاقة.
|
ثقافة
اللقاء الفني الجميل بين الجابري وعبدالرب إدريس
أخبار متعلقة