الائتلاف الشيعي يختار الجعفري رئيسا لوزراء العراق
لندن / اف ب:ذكرت وزارة الدفاع البريطانية انها امرت بفتح "تحقيق عاجل" حول شريط فيديو يظهر فيه عسكريون بريطانيون في العراق يعتدون بوحشية على شبان عراقيين عزل.وقد نشرت صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" امس الاحد تفاصيل عن شريط الفيديو وصورا اخذت منه تظهر جنودا بريطانيين يهاجمهون مجموعة من الشبان العراقيين. وقالت الصحيفة ان الشريط صوره عريف في الجيش سمع صوته وهو يشجع زملائه على الاعتداء على الشبان العراقيين.ووصفت الصحيفة الواسعة الانتشار هؤلاء الجنود بانهم "فرقة مارقة من الجنود البريطانيين".وبعد صدور الاعداد الاولى من الصحيفة اعلنت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية ان الوزارة تنظر الى هذه المعلومات "باقصى درجة من الجدية".وقالت المتحدثة "نحن على علم بهذه الادعاءات الخطيرة ويمكننا ان نؤكد انها حاليا موضوع تحقيق عاجل من قبل الشرطة العسكرية". واضافت "ندين اي اساءة معاملة او عمل وحشي ونأخذ باستمرار اي ادعاء بحصول تجاوزات على محمل الجد البالغ".واشارت الى ان "اكثر من ثمانين الف جندي من رجال ونساء (من القوات المسلحة البريطانية) خدموا في العراق منذ بدء العمليات العسكرية في هذا البلد" مؤكدة ان "اقلية لا تذكر ضالعة في حوادث اساءة معاملة بشكل متعمد".ويظهر في شريط الفيديو الذي صور في 2004 خلال مواجهات في جنوب العراق حيث تنتشر القوات البريطانية ومدته دقيقة واحدة جنود بريطانيون يوجهون 42 ضربة الى الشبان العراقيين.وقالت الصحيفة ان الشريط يضم لقطات لجنود يطاردون متظاهرين شباب في الشوارع ويجرونهم الى معسكر حيث قاموا بلكمهم وركلهم وضربهم بالهروات. واضافت ان الشريط يضم لقطة لجندي يركل وجه عراقي ميت.وتابعت ان صوت الشخص الذي صور الشريط يسمع وهو يقول للشبان العراقيين "نعم تستحقون ذلك (...) قذرون".واكدت الصحيفة ان الشريط عرض على القوات في قواعد في بريطانيا شاهدت الشريط قبل ان يسلمه احد الاشخاص للصحيفة.ولم تكشف المجلة المكان الذي جرت فيه هذه الممارسات او الكتيبة التي قام افرادها بهذه الاعمال.ويرجح ان يؤدي كشف هذه المعلومات الى تأجيج الجدل حول سلوك القوات الاميركية والبريطانية والحليفة منذ التدخل العسكري في العراق في مارس 2003 .على صعيد اخر فاز رئيس الوزراء الانتقالي إبراهيم الجعفري بترشيح كتلة الائتلاف العراقي الموحد لمنصب رئيس الحكومة الجديدة التي ستكون ولايتها كاملة من أربع سنوات.وقال مصدر في الائتلاف إن نتيجة فرز الأصوات أظهرت أن الجعفري حصل على 64 صوتا مقابل 63 لنائب الريس الانتقالي الحالي عادل عبد المهدي. وكانت توقعات كثيرة تشير إلى إمكانية ترشيح عبد المهدي للمنصب إذا تم الاختيار عن طريق التوافق وليس التصويت.ويأتي اختيار الجعفري أمس الاحد ليطوي صفحة من الخلافات استمرت أسابيع بعد أن تقدم للترشيح أربعة كلهم من الائتلاف الشيعي الموحد، الذي يشكل أكبر كتلة داخل الجمعية الوطنية ويحتفظ بـ 128 مقعدا من مقاعد الجمعية الـ 275. وينتمي الجعفري لحزب الدعوة وهو شريك كبير في الائتلاف, كما أنه يحظى بدعم التيار الصدري والمجموعة المتحالفة معه في الجمعية الوطنية.ويتعين على الجعفري الآن البدء بمساعيه لتشكيل حكومة جديدة وسط توقعات بأنها قد تستغرق وقتا غير قليل بسبب تعقيدات المشهد السياسي وطبيعة التحالفات وتدهور الوضع الأمني. وناشدت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية القادة العراقيين الإسراع بتشكيل حكومة جديدة موسعة تضم كافة أطياف المجتمع العراقي. وعلى صعيد التطورات الميدانية تواصلت الهجمات والمواجهات وأعمال العنف في أنحاء متفرقة من العراق.ففي بغداد سقطت أمس قذائف هاون على المنطقة الخضراء التي تضم مقر القيادة العسكرية الأميركية والسفارتين الأميركية والبريطانية إضافة لمقر الحكومة العراقية. وذكر شهود أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المنطقة عقب الانفجار الذي قالت القوات الأميركية إنه لم يؤد إلى وقوع خسائر.كما قتل عنصران من عناصر مغاوير الداخلية وجرح أربعة آخرون في هجوم شنه شخص يرتدي حزاما ناسفا على نقطة تفتيش تقع جنوب بغداد امس. وأصيب 12 شخصا في انفجار قنبلتين وسط بغداد استهدفت قافلة للشرطة.وفي سامراء شمال العاصمة اختطف مجهولون تسعة إيرانيين كانوا يقومون بزيارة لمراقد مقدسة في المدينة. وفي كركوك شمال بغداد أصيب سبعة من عناصر الشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين جنوب المدينة, إصابات ثلاثة منهم خطيرة. كما عثرت الشرطة على جثة مقاول خطف أمس الاول في المدينة.وفي الحويجة جنوب غرب كركوك قتل طبيب وأصيب موظف صحي بأيدي مسلحين مجهولين.وفي الرمادي ذكرت الشرطة العراقية أن عددا من الجنود الأميركيين أصيبوا لدى انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب قافلة أميركية بالقرب من بلدة عانه غربي العراق.