مرض السكر في شهر رمضان
[/c]أتناول علاج السكر .. فهل يصح صيامي من الناحية الطبية والشرعية؟ [/c]ومن ناحية الطبية الواضح أن السكري عندك من النوع الثاني، ومرضى داء السكري - من النوع الثاني - الذين لا يعانون مضاعفات مرض السكر»كأمراض الكلى المزمنة أو أمراض القلب لا مانع من صيامهم، ولكن بعد استشارة الطبيب المختص، فإن كنت تشعر أن الصيام لا يؤثر عليك ولا يوجد أي إجهاد أو تعب فلا مانع من صيامك. وينصح من يتناول الأنسولين بتعديل مواعيد وكمية الجرعة خلال شهر رمضان؛ فتؤخذ كمية جرعة الصباح عند الإفطار من دون تغيير في الجرعة، وأما جرعة المساء فتؤخذ في السحور، ولكن تنقص إلى النصف، وعلى المريض عند شعوره بعلامات نقص السكر - وهي الدوخة والخفقان والرعشة والتعرق والشعور بالجوع - إجراء فحص منزلي لمستوى السكر في الدم، فإذا كان منخفضاً فإنه يجب عليه الإفطار حالاً وأخذ شيء من الطعام ومراجعة طبيبه لتعديل الجرعات. وهناك حالات لمرض السكري قد يمنع أصحابها طبيًّا من الصوم، مثل المرضى الذين فقدوا القدرة على الإحساس بعلامات هبوط السكر؛ فهؤلاء المرضى قد يدخلون في غيبوبة دون علامات انخفاض السكر، والتي تكون عادة علامات إنذار للمريض، وكذلك المرضى الذين حصلت لهم غيبوبات متعددة في السابق أو المرضى الذين لديهم قصور شديد جداً في وظائف الكلى أو مرضى السكري الذين يعالجون بالغسيل الكلوي. وإذا كان مريض السكري يعاني من مضاعفات مزمنة للمرض، فإن الصوم لا يؤثر في تلك المضاعفات ولا يزيد منها ما عدا اعتلالات الكلى. اما من ناحية الشرعية فأول ما نبدأ به هو أننا نسأل الله عز وجل أن يبارك لكم في شهر رمضان وأن يجعله لكم ولجميع المسلمين شهر عز وتمكين وبركة وخير وفضل، وأن يعينكم على صيامه وقيامه وأن يعينكم على طاعة الرحمن في جميع الأزمنة والأحوال، وكذلك نسأله جل وعلا أن يشفيكم وأن يعافيكم وأن يمدكم بالصحة والعافية، ونوصيكم في هذا المقام بالدعاء فإن الله جل وعلا قد جعل الدعاء سبباً لدفع البلاء، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء) أخرجه الترمذي في سننه. وأما عن سؤالك الكريم فقد أبان لك الطبيب الفاضل المختص أن بإمكانك أن تستخدم الحقنة الخاصة بالأنسولين في أوقات لا تكون فيها صائماً وذلك بمعدل حقنتين عند الاحتياج لذلك، وذلك بحيث تستخدم واحدة عن الإفطار والأخرى قبل الفجر عند السحور، ولكنك قد تحتاج إلى استعمالها في حال صيامك نظراً لحصول ارتفاع في السكر مفاجئ يحدث لك في أثناء الصيام، ففي هذه الحالة لا شيء عليك وصيامك صحيح، بل لو قُدر أنك استخدمت هذه الحقن (حقن الأنسولين) في وقت صيامك فأصح أقوال أهل العلم أنه لا حرج عليك وأن صيامك صحيح وأنه لا يلزمك قضاء هذا اليوم الذي أخذت فيه الحقنة في حال صيامك، فصيامك إذن سليم صحيح سواء كان باستعمال الحقن أو بعدم استعمالها في وقت النهار.