اخترا عات
مانعة الصاعقة هي قضيب مصنوع من النحاس والألمونيوم يوضع أعلى المنازل و السفن والجسور للحماية من الصواعق الناتجة من البرق يرجع الفضل في هذا الاختراع إلى الأميركي بنيامين فرنكلين وبنيامين هو الابن الخامس عشر لرجل فقير من أهل بوسطن بولاية ماساشوستس احترف صناعة الصابون وقد عكف على دراسة المسائل العلمية بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره. في عام1747 كتب فرانكلين يقول: كنا قد أيقنا أن الاحتكاك لا يولد النار الكهربية بل يجمعها فقط، ذلك أن النار الكهربية هي في الحقيقة عنصر منتشر في مواد معينة، وأن هناك مواد مثل الماء والمعادن لها القدرة على اجتذابه. كانت تلك العبارة تتضمن نظرية معقولة عن ماهية الكهرباء. وهي تدلنا على أن فرنكلين كان يتصور أن الصاعقة التي تحدث في أثناء العاصفة عبارة عن تفريغ بين نقطتين لهما جهدان كهربيان مختلفان ، هاتان النقطتان هما السحابة من ناحية والأرض من ناحية الأخرى. وتأكد فرانكلين من أن شرارة التفريغ أي البرق تفضل الانقضاض على المباني العالية والأشجار الطويلة. من هنا تفتقت قريحته عن فكرة تحويل الشرارة الصاعقة على نحو يدرأ خطرها. فقام في صيف عام 1752 بإجراء تجربته الشهيرة لتنفيذ هذه الفكرة. فقد أطلق في الفضاء قبيل اقتراب عاصفة طيارة مصنوعة من الحرير لها طرف معدني في الفضاء وبلل الخيط الممسك بها حتى يزيد من قدرته على توصيل الكهرباء. وبينما قبض على الخيط بإحدى يديه أخذ يدلك الخيط بمفتاح حديدي أمسكه بيده الأخرى وحدث ما توقعه، فقد تطاير الشرر بين الخيط المبلل بالماء والمفتاح الحديدي. وكادت هذه التجربة أن تكون قاتلة لو أن صاعقة انقضت على الطائرة. ثم أجرى على هذا الأساس تجربته الثانية فثبت على الجدار الخارجي لبيته قضيباً من الحديد ووصله بزجاجة ليدن، وتبين أن الزجاجة قد شحنت بما انجذب إليها من الكهرباء الجوية. إلا أن تصميمه هذا كان يقوم على نظرية مفادها أن الأرض تبث في أثناء العاصفة من خلال مانعة الصواعق شحنات مستمرة من الكهرباء تؤدي إلى تعادل الجهدين المختلفين للهواء و الأرض دون حدوث تفريغ عنيف صاعق. إلا إننا اليوم نعرف أن مانعة الصواعق تتيح للكهرباء الجوية طريقاً منخفض المقاومة وأن نظرية فرنكلين تفتقر إلى الصواب. وأياً كان الأمر فقد نجحت مانعة الصواعق التي صممها بنيامين فرانكلين وأدت مهمتها على نحو لا تشوبه شائبة.