تتعرض الحوامل عموما لتغيرات جسدية وسيكولوجية كثيرة معظم أسبابها تنجم عن أثر شدة الحمل على جسد المرأة وتجربة الحمل على نفسيتها, وتعتبر ظاهرة الوحام التي تحصل لدى الكثير من النساء في الأشهر الأولى من الحمل من الظواهر المحيرة وذلك بسبب حصول تغيرات في الذوق والشهية تختلف من امرأة لأخرى وتكون بعضها معقدة وغريبة بحيث يصعب تفسيرها بتفسيرات طبية بحتة ولا بد من تحليلها من وجهة النظر النفسية.وترى المدرسة التحليلية بالطب النفسي أن المرأة تكتمل بوضعية الحمل إذ أنها فجأة تمتلك بداخلها ما يميزها عن الرجل وتشعر بانقلاب موازين القوى لصالحها بعد أن كانت غير ذلك بسبب ما يسمى عقدة الخصاء لديها ( حسب مدرسة التحليل النفسي دائما) وهذا بدوره يدفعها بشكل لاواع لديها لتبني وضعية الاكتمال والتميز هذه وتقوم بما يناسبها من فرض شروط وطلبات تبدو أحيانا تعجيزية على الرجل وكأن رغباتها ينبغي أن تتحقق بالحال وما على الرجل أن يأخذ وضعية المنفذ وأن لا يعصى هذه الأوامر.وعينا هنا أن نميز بين هذه الظاهرة المعقدة والمركبة من ناحية وبين بعض الأعراض الجسمانية البسيطة التي تحصل لدى الحامل من إقياءات أو تغير في الشهية والتي تنجم عادة عن تبدلات الشوارد والحموض في جسد المرأة بسبب تفاعلات الجسد مع الجنين والتغيرات الهرمونية التي تحصل, فظاهرة الوحام تتميز في أنها غير ثابتة فقد تختلف من امرأة لأخرى لا بل قد تختلف في تظاهرها لدى المرأة الواحدة من حمل لآخر أو حتى من وقت لآخر في نفس الحمل , كما أنها تختلف من ثقافة لأخرى فنراها نادرة في الثقافات الأوربية بينما تكثر في الثقافات الشرقية ومنها ثقافتنا العربية لدرجة أن الكثير من النوادر تروى عن حالات وصل بها الوحام إلى درجات تعجيزية كأن تشتهي امرأة بعض الفاكهة في غير موسمها وتلزم الرجل بعناء البحث عنها وعمل المستحيل لإحضارها خوفا من أن يحصل أي تشوه في الجنين , كما أن الوحام يكثر في الشخصيات الهيستريائية الشديدة الحساسية والانفعال والتي تحتاج دائما للرعاية والاهتمام كما أنها تكثر في الحمل الأول للمرأة وتلاحظ بشدة حين يكون الحمل مرغوبا به بشدة من الأب أو أن يكون بعد فترة من العقم وعدم الإنجاب.
قراءة نفسية لظاهرة الوحام لدى الحوامل
أخبار متعلقة