أضواء
«إن التفريق بين زوجين لعدم كفاءة النسب قد يزيد من الفرقة بين الشعوب الإسلامية ويعزز البغضاء في ما بينهم»، ذلك سيناريو خطاب متوقع لأيمن الظواهري خلال الفترة المقبلة، لِم لا مادام ابن لادن يتحدث عن الاحتباس الحراري!شخصياً اعتقد انه إذا صحت الأنباء التي تحدثت في السابق عن إصابة ابن لادن خلال إحدى معاركه مع قوات التحالف، فإن ذلك يوحي بأن خبيراً بيئياً تبرع له بالدم، وإلا ماذا يدفع مجرماً معزولاً بين الجبال للحديث عن اتفاق كيوتو والاحتباس الحراري؟ بل كيف عرف عن ذلك الاتفاق وهو منقطع عن العالم، فلا «برودباند» ولا «جود بلس» متوفر لديه؟الغريب في الأمر انه كان قبل تلك الخطبة بأيام بث خطبة أخرى، أو بالأحرى رسالة، إلى الرئيس الأميركي اوباما تبنى فيها محاولة التفجير الفاشلة فوق «ديترويت»، وعزا تلك العملية لسبب أن الكلمات لم تعد توصل رسائلهم وكلماتهم، فأراد أن يوصلها بعوراتهم، وهو نوع جديد من أنواع البريد المستعجل ابتكرته «القاعدة» على ذمة أجهزة الأمن الأميركية، لكن في الحقيقة أن هذا النوع من البريد لا يعد صديقاً للبيئة التي سعى ابن لادن للحفاظ عليها في رسالته الثانية، إذاً ماذا يريد ابن لادن من خلال تحوله إلى خبير بيئي؟الأمر يبدو محيراً، فمن جهة يصعب على المرء أن يتقبل ابن لادن «فكاهياً» وهو الدموي الذي يقتات على الجيف فوق الجبال، وأيضاً لا يبدو انه يسعى لتحويل تنظيمه إلى صديق للبيئة، لأنه اكبر أعدائها، بالتالي فما اعتقده أن الرجل تأثر بالعزلة التي يعيش بها، وليس من المستبعد أن يخرج علينا بعد فترة بخطاب فلكي يتحدث فيه عن النجوم وأعدادها، مادام يعيش بطالة بين الجبال، لكن على رغم مفاجأة الخطاب إلا انه يبقى أخف وطأة من الهوس الأميركي والتخبط الأمني هناك، فقد خرجوا علينا أخيراً بابتكار سيتم اعتماده يقال إنه يستطيع قراءة ما يفكر فيه المسافر في المطار من خلال بث صور ومشاهد لمعرفة ما سيشده منها، ومن ثم التقرير إذا ما كان إرهابياً أم لا؟ وهذه اشد وطأة مما قاله الخبير البيئي، فإذا كان ابن لادن أحمق فلعمري هؤلاء أشد حمقاً، وللدلالة على ما أقول فهم يستعدون لمتفجرات أكثر إباحية تزرع في صدور النساء وفي الأحواض البشرية، ومعلوماتهم تلك استقوها - على حد قولهم - من احد المنتديات، ما يعني بصريح العبارة أن يخرج احد مراهقي الانترنت «وما أكثرهم» بدعابة ويتم نشرها في احد المنتديات فتأخذها الأجهزة الأمنية الأميركية على محمل الجد، وبذلك فعلينا ان نتوقع المزيد من السيناريوهات مثل تحديد نسب المسلمين في كل طائرة متجهة إلى أميركا، ووضع تلك النسبة مع العفش مع تشديد الحراسة عليهم لضمان عدم القيام بأي عمل إرهابي، ولدى الوصول إلى المطارات الأميركية يتم تخصيص مسارات خاصة خارج مبنى المطار، ويتبقى تفتيش المؤخرات في الصالات، ولهذا أنا اقترح على السلطات الأميركية أن يوظفوا بعض جميلات هوليود للقيام بهذا الإجراء، عندها سيتيقنون أننا جميعاً نحرص على امن الولايات المتحدة الأميركية مــن خلال تجاوبنا مع إجراءات التفتيش، فأمنهم يهمنا.بقي أن ننبه إلى خطورة ما آل إليه الوضع، فالغطرسة اللادنية ونظيرتها الأميركية تمرغتا في الوحل، لذلك إذا كانت حربهم مع ابن لادن فلتبق كذلك، أما إذا كانت مع العرب والإسلام بشكل عام، فلماذا لا يعلنوها صراحة؟ ومادامت الانتقائية متواصلة ضد دول من دون أخرى فأدعو إلى التركيز على ابتعاث أبنائنا إلى الجامعات الأوروبية والآسيوية عوضاً عن الأميركية، على رغم تميز هذه الأخيرة، لأنه لا يفترض أن تكون ضريبة ذلك التميز امتهان الكرامة التي يعاني منها المبتعثون التي تتضح في رسائلهم، حتى وإن تم الدفاع عن تلك الإجراءات رسمياً من البعض، فالانتقائية بحد ذاتها تعد امتهاناً للكرامة واتهاماً بالإرهاب، ثم هناك أمر آخر، أي فائدة ترجى من دولة أمنها في مؤخرات الآخرين؟[c1]-----------------* كاتب سعودي[/c]