أضواء
بشار محمد حول الاختباء عن أعين الناس وظنونهم وتوقعاتهم هاجسا لدى أغلب النساء السعوديات حتى سيطر عليهن، بل وحتى بعض المثقفات منهن واللواتي يرددن أن الثقة بالنفس أساس النجاح، ويؤمن بالمثل المعروف في التراث الكويتي (لا تبوق لاتخاف) لم يستطعن الخلاص من هذا الهاجس، لذلك أصبح لكل سعودية وجهان وجه منقب وآخر بلا نقاب.فترى العديد منهن واللواتي تستطيع أن تصافح محياهن البشوش في الكثير من الدول العربية والإسلامية، تجدهن قد اختبأن خلف النقاب في اجتماعاتنا في الداخل، ومن نظرة واحدة إلى ما ظهر من خلف النقاب من أعين كحيلة وجفون ملونة وعدسات مشعة نستطيع الجزم بأن سبب هذا الاختباء ليس شرعيا أو بدافع التدين، وإلا لما كانت هذه الازدواجية والتناقض.لكن بسؤال بعض ممن يرتدين النقاب في أوقات محددة عن السبب يزول سوء الفهم حيث تخبرك ببساطة لا تقدر عليها إلا المثقفات غالبا ممن يؤلمها العيش بوجهين أحدهما منقب والآخر بلا نقاب؛ إنها لا تريد أن تلتقي رجالا تعرفهم ويعرفونها في مجال العمل، أو ممن زرعت في أذهانهم أن لها توجها محافظا مخالفا لما هي عليه في الحقيقة لأسباب اجتماعية بحتة تخصها وحدها، بل وتترسخ نظرية اختباء المرأة حتى عن نظيراتها من السيدات خوفا على نفسها من محاولة الكيد لها وتشويه صورتها في مجتمعها وبين أقربائها.لذلك صار النقاب أو البرقع مألوفا حتى في التجمعات النسائية بعيدا عن أعين الرجال كما يحدث في الجلسات الهامشية الخاصة بالسيدات في المؤتمرات مثلا، حيث تسمع التحية المضحكة عند التقاء إحداهن بأخرى بهذه الصيغة: ( السلام عليكم .. من معي؟)، وكأننا نتحادث وبيننا آلاف الكيلو مترات فتعرف الأخرى بنفسها كما يحدث تماما في الحفلات التنكرية، ولعله من ذات المنطلق نفسه ولعدم إيماني بأهمية النقاب في مثل هذه الحالة إلا أنني نصحت الأخت العزيزة حليمة مظفر بارتدائه في فترة من الفترات الحرجة التي مرت بها من باب الحرص على سلامتها وخوفا عليها من أن يعرفها من يريد بها شرا. إلا أنها على ما يبدو لم تكن تملك وجها آخر غير الذي تظهر به دائما . لكنني على قناعة تامة أن بعض النساء يملكن أكثر من خمسة أوجه مختلفة يبدلنها كالحرباء حسب الزمان والمكان فلننظر إلى أنفسنا. [c1]*عن/ صحيفة «الوطن» السعودية [/c]