اولمرت الذي تولى رئاسة وزراء الكيان الصهيوني بعد شارون، أبى الا ان يثبت اولا للاسرائيليين، وثانيا للعرب، بانه نسخة كربونية عن سابقه، ومن اجل ذلك يجب ان يقتل ويغتال ويدمر ويرتكب المجازر اكثر مما فعله شارون.يجب ان يتعهد كما تعهد شارون بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، يجب ان يتعهد بالانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية كما انسحب شارون انسحابا احادي الجانب من غزة.اولمرت الذي ولد عام 1945، في احدى المستوطنات الواقعة شمال فلسطين وانخرط في حزب حيروت الصهيوني، تتلمذ على يد مناحيم بيغن الارهابي، الذي لم يكن ليألو جهدا لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين العزل وقت ان كان عضوا في احدى المنظمات الارهابية الصهيونية.اولمرت دخل سجل المجرمين من قبل ان نحكم عليه نحن الفلسطينيون والعرب، ففي كتاب (سقوط اسرائيل - باري شميش) وهو عبارة عن وثيقة يعرضها شاهد من اهله ويفخر بكونه يهوديا اسرائيليا، ويقول : انه لايرغب بسقوط اسرائيل وان مايفعله هو توجيه »نداء مخلص« لاحداث التغيير المطلوب قبل ان يصبح عنوانه للكتاب (سقوط اسرائيل حقيقة واقعة).في هذا الكتاب وفي الفصل الرابع منه بعنوان سجل المجرمين، يتحدث عن هؤلاء المجرمين من وجهة نظره ويبدأ بذكر ارييل (اريك) شارون مرورا باسحق مودعاي، وديفيد ليفي، وموشي ارينز، ثم يصل الى ايهود اولمرت ويقول صاحب الكتاب:ان اولمرت من ابرز المحامين الذين يتقاضون اجور عالية في اسرائيل، وقد اكتشف عرضا انه من اكبر الرجال تجردا من المبادئ الاخلاقية وانعدام الضمير، وذلك عندما تحرت الشرطة عام 1987م، وحققت في ملفات بنك الشمال الامريكي الذي كان متورطا في اختلاس مبلغ (37) مليون دولار على الاقل، فكشفت التحريات معلومات تثبت تورط ايهود اولمرت.يقول باري شميش من الطبيعي ان تشكل قضية فساد كهذه نهاية عمل اولمرت في اي مكان آخر عدا اسرائيل، لكنه في اسرائيل اصبح مرشحا للزعامة.هذا هو اولمرت ، وهذا جزء من تاريخه وليس كل تاريخه، ولهذا ليس من المستغرب ان يقوم اليوم بتنفيذ الاجندة نفسها التي يسعى الى تنفيذها شارون فهما وجهان لعملة واحدة.قد يكون من المفيد كفلسطينيين وعرب ان نعرف من هو اولمرت حتى نعرف كيف نتعامل معه، ومن ثم مايقوم به اليوم من عدوان على قطاع غزة والضفة الغربية ليس بغريب عن هويته الاجرامية وتاريخه، فلو عدنا الى عام 1993م عندما انتخب رئيسا لبلدية القدس الغربية، هذا المنصب الذي بقي فيه حتى عام 2003م، نجده قد سعى جاهدا خلال هذه الفترة الى انجاز مشروع القدس الكبرى عن طريق بناء احياء يهودية جديدة في القدس الشرقية، وكان يهدف من ذلك الى ايصال عدد سكان العاصمة الى مليون نسمة من اليهود تمهيدا للاستيلاء على الجزء الشرقي من القدس، وركز على الاستيطان اليهودي في الاحياء العربية وبناء احياء خاصة باليهود، وتعدى ذلك بطرد السكان العرب من بيوتهم.كم نحن بحاجة الى مزيد من المعرفة لطبيعة هذا الكيان الصهيوني ولقياداته ولاهدافه، عسانا نصل نحن العرب الى قناعة بضرورة وضع استراتيجية عربية لمواجهته، وان كان هذا مطلوب وقبل نصف قرن مضى على الاقل.
ايهود أولمرت .. إثبات الذات من خلال عدوان وارتكاب مجازر
أخبار متعلقة