صـباح الخـير
في عالمنا العربي الطفولة معذبه ،وليست هناك قوانين تحميها الحماية الكاملة، فمازال العنف يمارس تجاه الطفل العربي بكافة أشكاله وألوانه ابتداء من عمالة الأطفال ، حرمان الطفل من حقه في التعليم ،العنف الأسري تجاه الطفل بالضرب والاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها سواء من الغرباء أو المقربين، وتساهم مجتمعاتنا العربية المنغلقة، في عدم الإعلان عن كثير من حالات الاعتداء على الأطفال، وبالتالي عدم محاسبة المعتدي، مما قد يعرض أطفالاً آخرين لنفس الفعل.غياب القوانين الرادعة، واغفال المجتمعات العربية لما يرتكب بحق الطفل من عنف دعا بعض الكتاب وذوي الرأي إلى المطالبة بحماية الطفل العربي مما يرتكب في حقه من عسفٍ وظلم، وفي عمودها الاخير في "زهرة الخليج" دعت الكاتبة الخليجية وداد الكواري، وهي واحدة من الأديبات الخليجيات المعروفات، ولها بعض المؤلفات الأدبية التي حولت إلى أعمال تلفزيونية معظمها يحكي عن كثير من المعاناة في المجتمعات الخليجية، تطرقت في عمودها الأسبوعي "على رصيف الذاكرة" والذي ينشر في مجلة "زهرة الخليج" إلى معاناة الطفل في مجتمعاتنا العربية، وإلى القصور الواضح الذي يسهم فيه الجميع في عدم الحد من هذا العنف مهما كان مصدره، وتسهم عاداتنا وتقاليدنا العربية في عدم معرفة كثير من هذه الحالات التي لاتكاد تخرج عن إطار الاسر أو المقربين منهم، ولا يتجرأ أحد عن الإعلان عن كثير من حالات العنف تجاه الطفل العربي، ويتكتم الأهل عن الإعلان عن كثير من الحالات، خوفاً من الفضيحة أو الخوف من مرتكب هذا الفعل خاصة أن كان الفاعل من المقربين. واستشهدت بوضع الطفل في الغرب، والاهتمام والرعاية التي يلقاها لإيمانهم بأن هذا الطفل قد يكون مخترعاً أو نابغة أو مفيداً بشكل ما لهذا المجتمع.وفي اليمن انشئت خدمة الخط الساخن وهي إلى حد ما اوصلت الخدمات الاستشارية النفسية وغيرها إلى كثير ممن يعانون، وحبذا لو ينشأ ايضاً خط ساخن لحماية الأطفال من العنف الأسري أو من خارج نطاق الأسرة الذي يتعرضون له وبشكل يومي، وفي كل مكان وان يطبق نظام الأسر البديلة لبعض ممن يعانون من هذا النوع من العنف من الأطفال أو أن يلحق هؤلاء بمراكز توفر لهم الحماية من أي عنف يمارس ضدهم، فبلدنا كانت سباقة في ادخال خدمة الخط الساخن قبل كثير من الدول العربية، ونتمنى ان تكون سباقة في مجال حماية الطفل والأم ان أمكن، لكونهم أكثر من يوجه نحوهم العنف في الوطن العربي .