عضون
- محمد المهدي الذي قالت صحيفة إيلاف إنه “ شيخ السلفيين في اليمن” تملكه الغضب جراء الضربات المتلاحقة التي توجهها الدولة لتنظيم (القاعدة)، وقد نشرت له الصحيفة نفسها يوم الثلاثاء الماضي فتوى تحت عنوان “ أجمع العرب والعجم واتباعهم على حرب أهل السنة والقاعدة ولو كانوا في بيوتهم قاعدين “ولكن ما تحت العنوان لا علاقة له بالعرب والعجم ، بل باليمنيين الذين يحاربون تنظيم القاعدة ، وتحديداً من سماهم المهدي العلمانيين ، وهو لم يذكر الرئيس ولا قيادات الأمن القومي وقوى مكافحة الإرهاب بالاسم إلا أنهم مقصودون ، واكتفى فقط بذكر أسماء ثلاثة من العلمانيين أتباع الغرب الذين يحاربون القاعدة ويطالبون “ الدولة بوضع حد لنشاط المدارس الدينية الخارجة عن القانون ، والتي يديرها السلفيون وإن سالموا الدولة “ كما قال وهم : عبد الباري طاهر وفيصل الصوفي وأحمد الحبيشي.- والمهدي محق في الربط بين السلفيين وتنظيم القاعدة الإرهابي لأن الاثنين هما في الحقيقة شيء واحد، فالسلفيون ينظرون ويحشون أدمغة تلاميذهم بالأفكار المفخخة وتنظيم القاعدة ينقل الإرهاب من منطقة الفكر إلى منطقة الحركة بوصفه الجناح العسكري للسلفية الوهابية،ويستقبل انتحاريين تم تجهيزهم عقائدياً في المدارس السلفية . لكن (الشيخ) محمد المهدي تجنى على الدولة وعلينا بقوله إن الدولة التي عرض لها ولم يذكرها بالاسم تحارب كل ما له صلة بأهل السنة ،إلا إذا كان المقصود اختزال الاسلام في أهل السنة ، واختزال أهل السنة في تنظيم القاعدة.- محمد المهدي يرى أن الحرب ضد الإرهاب أو تنظيم القاعدة هي حرب بين الأمة ويجب أطفاؤها وإخمادها ، بينما الحرب هي بين العالم كله و الأمة بأسرها وبين تنظيم القاعدة الذي بدأ الحرب على الجميع ويهدد بالمزيد كل يوم ، ولم يقل المهدي وأصحابه كلمة حق واحدة في العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة حتى الآن ولم يعلقوا تعليقاً قصيراً على بيانات هذا التنظيم الإرهابي ومنها البيان الأخير الذي هدد فيه بعمليات إرهابية وكفر رئيس الجمهورية ووصف الحكومة بالخائنة العميلة، ووصف الشركات النفطية بأنها قواعد متقدمة لليهود والصليبيين يجب تدميرها ، ووصف السياح بأنهم جواسيس وناشرو فسوق يجب قتلهم .- ومحمد المهدي يقول صراحة إن الحرب على تنظيم القاعدة لا تجوز ، وإن عناصر تنظيم القاعدة مساكين “ قاعدين” أو ساكنين في البيوت والكهوف وتحت الثرى والأنفاق ، بينما العلمانيون ( يقصد الدولة) هم من يذهبون إليهم ليقضوا عليهم تنفيذاً لرغبة أمريكا وأوروبا ! - إن المهدي يضحي بالأمان والمصداقية في سبيل الدفاع عن تنظيم القاعدة ، وهو الذي يعرف أن الإرهابيين يتحركون على الأرض اليمنية ويتقاطرون إليها من الخارج ويضربون هنا وهناك .. ونود أن نسأل المهدي: من قتل السياح وفجر السفارات وذبح الضباط في مأرب ونفذ عمليات انتحارية أودت بأرواح رجال أمن في سيئون وغيرها من العمليات الإرهابية وهي كثيرة وضحاياها كثرً؟ڈ في اليوم نفسه الذي نشر محمد المهدي فتواه التي دافع بها عن تنظيم القاعدة أفتى رجل الدين السعودي المشهور عبد المحسن العبيكان ـــ وهو سلفي أيضاً ـــ بحرمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة ، وقال بالحرف: «من ينتمي لهذه الفئة ينتمي لفئة خارجة على مذهب أهل الحق» .. قال العبيكان ذلك في حين يعرف المهدي أن تنظيم القاعدة في السعودية قد أخمدت شروره هناك ، بينما هو يدافع عن تنظيم القاعدة هنا في اليمن حيث قتل ودمر ولا يزال يهدد بالمزيد .. فما ضر المهدي وأصحابه لو قالوا مثلما قال صاحبهم أو على الأقل يتوقفون عن الدفاع الحار عن الإرهابيين؟ وللحديث بقية.