تابعت كغيري ما قدمته البعثة الألمانية الأخيرة في مجال عمليات تجميل وإصلاح الشفة الأرنبية وهي عبارة عن تشوه في وجه الطفل وقضم جزء كبير من أنفه وفكه ولثته وأسنانه ما يظهره مشوهاً للغاية في منظر يستدعي الحزن والأسف العميقين والاشفاق على حال المريض الذي لم يختر صورته ولا شكله ولا لونه ولو كان شيء من ذلك بيد الإنسان لرسم لنفسه أحلى صورة وأجمل صحة وهو لم يزل في بطن أمه ولكن الله يفعل ما يشاء .. ولايسأل عما يفعل وهم يسألون !! وهو القائل : ( في أي صورة ماشاء ركبك ) .. وهو القائل : ( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين ) .وأثبتت البعثة الألمانية من غير شك ومعهم الفريق الطبي اليمني ممثلاً بالدكتورة / أحلام هبة الله رئيسة مركز الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك والدكتورة مهجت أحمد علي وهما قامتان كبيرتان في مجال طب وجراحة الوجه والأسنان وبقية الأطباء والممرضين والفنيين .. لقد أثبتت البعثة بعملها الخيري هذا مجاناً لعمليات تتطلب في الخارج أكثر من مئة وعشرين ألف دولار حسب تصريح الدكتورة أحلام لصحيفة “14 أكتوبر” في وقت سابق بأن الخير في الإنسانية كثير وغير محجوب! ودحضت مزاعم وأباطيل أبواق وطبول دعاة الحرب بين الأديان وبين الإنسانية وأعداء حقوق الإنسان والتعايش السلمي الذين أكثروا من الزعم بأن هدف هذه البعثات إنما هو التنصير ورد المسلمين عن دينهم “!” .. وأي تنصير ترى سيكون لأطفال لم يتجاوزوا الثامنة من أعمارهم ؟! وأي تنصير من بعثة مقامها بين المسلمين لايتجاوز ثلاثة أسابيع ؟! وهم فيها مشغولون صباح مساء بعمليات جراحية ومهام عمل خطيرة تصب جميعها في خدمة الإنسانية ؟ .بينما أطباء مسلمون في عدد من المستشفيات الإسلامية في العالم العربي قد تحولوا إلى وحوش بشرية ؟ وجباة أثمان بيع القيم والمثل والضمير والاخلاق والمشاعر الإنسانية في أسواق الطب الفندقي ؟!ولم تفدهم تعاليم الإسلام في كتاب الله وسنة رسوله “صلى الله عليه وسلم “ شيئاً غير مزيد من الاعراض عن دار الآخرة والإقبال بشره الكفرة والطواغيت على حطام الدنيا الفانية !! ولا امتثلوا شيئاً من قول الله تعالى : (وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ) وقوله عز وجل : (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ولا امتثلوا قوله “ صلى الله عليه وآله وسلم “ : ( من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ) . واخباره - صلى الله عليه وسلم - ان امرأة بغياً غفر الله لها لرحمتها كلباً رأته عطشاناً يحوم حول بئر فنزعت بخفها الماء من تلك البئر وسقته فغفر الله لها !! وليس في هذا انكار للدور الإنساني الذي يقوم به أطباء مسلمون وجمعيات خيرية في الوطن العربي والإسلامي ولكن السوء طم وعم والجشع غالب على سوقه “!” .. والطمع قد استعبد رجاله “!” .. فألف تحية أقدمها للبعثة الألمانية الإنسانية ومعها الفريق الطبي اليمني وكل من ساهم في إنجاح هذا المسعى الخيري الإنساني والذي أسأل الله أن يثقل بها موازينهم يوم القيامة .. وشفاءً وعافية مقرونين بالأماني الصادقة بالنجاح لكل أحباب الله من الأطفال القُصر الذين تم ويتم زرع الابتسامة في وجوههم ووجوه والديهم .. هذه الابتسامة التي تستحق منا أن نسهر لها الليالي ونتحمل الأثقال ونبذل الغالي والنفيس من أجل أن نراها ولا نفتقدها “!” ومرحباً بالتعاون على البر والتقوى وتعاون الإنسانية جمعاء من أجل القضاء على الفقر والمرض والبؤس والحرب وخلق العافية والسلام في الأرض بين الناس جميعاً !.واتمنى أن ننشغل نحن المسلمين بالبحث عن سبل الخير أو تشجيعه عندما نجده في غيرنا بدلاً من التهويل والعويل والعيش في أحضان الأوهام التي اضاعت علينا فرصاً من النجاح وحبستنا في جحر الخرافة وحجبت عنا أشواق التطلع إلى المستقبل !! .
أخبار متعلقة