أقواس
أحب ان اردد هنا، ما أورده الكاتب الروسي العظيم تشيخوف- وقد كان طبيباً ناجحاً الى جانب كونه كاتب قصة، حيث قال: الطب هو زوجتي الشرعية أما الأدب فعشيقتي فأقول أنا بدوري: “ أنا عملي الصحفي هو كل حياتي وبدونه لا أقوى على العيش.فهو ليس فقط مصدر رزقي بل هو الذي فسح لي آفاقاً جديدة لمعرفة الناس وأمدني بثقافة خصبة وأتاح لي ان أتقن لغات عديدة حتى أتعرف على الثقافات الأجنبية وان أصحافة هي تجربة في حياتي جعلتني اهتم بالأدب والفنون بأنواعها ولأن العمر قصير مهما امتد ودراسة الأدب تعد ثروة غنية والعمل الصحفي جعلني أتوسع في هذا المجال الأدبي والثقافي أثر في نفسيتي وتشجعت في كتابة المزيد والمزيد وأصبح القلم كل شيء في حياتي والأحب الى قلبي بين جميع الأهل والأصدقاء..ان العمل الصحفي بالنسبة لي أشبه برحلة تملؤها المغامرة المجهولة لاكتشاف قارة في متاهات النفس الإنسانية الرحيبة والتعرف على اكبر عدد من الناس.في البدء عندما كنت ابلغ الخامسة عشرة من عمري إميل الى كتابة القصيدة النثرية، وأشارك في العديد من الأمسيات الشعرية ضمن جمعية الأدباء الشباب التي أنشئت في السبعينات من القرن الماضي أما البداية في الصحافة فهي تعود الى جريدة يومية تصدر باللغة الروسية حيث كانت البداية مع رحلتي الصحفية.وأتذكر هذا اليوم الممطر حيث كان المطر غزيراً وقد كانت ليلة عاصفة أنشب فيها البرق مخالبه في قطيع الغيوم وتهزم الرعد مدوياً رهيباً وتدفق المطر غزيراً وعشت خلال هذه الدقائق بين الرعب والسرور والتعجب من تقلب الطقس في مدينة موسكو الرائعة.ومسكت قلمي وسجلت مشاعري وإعجابي بهذه المدينة الرائعة وبالذات إعجابي بالساحة الحمراء (الكرملين) وعندما قرأت معلمتي موضوعي هذا قامت بارساله إلى إحدى الصحف الرسمية والتي قامت بنشر موضوعي باللغة الروسية.وكانت هذه بداية اهتمامي الشديد بالصحافة وإتقان اللغة الروسية.. ثم عدت الى ارض الوطن وبدأت كتابتي في صحيفة 14 أكتوبر والجمهورية في الثمانينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، وظلت الصحافة تستأثر باهتمامي ووسواسي.واليوم وانا أرى التطور التكنولوجي الذي أصبحت عليه صحيفة 14 أكتوبر وذلك بفضل العاملين فيها والجهود التي يبذلها رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير الأستاذ احمد محمد الحبيشي وإصدار العديد من الملاحق التابعة للصحيفة والنهضة الإعلامية التي رافقتها هذه النهضة التي جعلت دموع التأثر تفيض متدفقة على وجنتي معانقة هدير التصفيق المدوي من كل محبي صحيفة 14 أكتوبر الغراء والأقلام الشابة التي برزت على صفحاتها وتحية وفاء للأقلام التي رحلت عنا وأنارت لنا الطريق الذين يعرفون كيف يقدرون وكيف يحبون؟واني لاعتز انا أكون صحفية في هذه الصحيفة الرائعة هنا يطيب لي ان أقدم إبداعات قلمي ورحلتي مع الصحافة الشائقة والممتعة.والتي استفدت من خلال رحلتي فيها، ويخيل إلى ان فنون الصحافة جميعها تبدأ من كل حرف من حروف صحيفة 14 أكتوبر الغراء التي ابتدعها الصحفي اليمني في مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الوحدة اليمنية المباركة.