جنود أمريكيون يضعون زميلين لهم في طائرة هليكوبتر طبية بعد إصابتهما في انفجار قرب بلدة مرجة بإقليم هلمند في جنوب أفغانستان
أفغانستان/14 أكتوبر/ رويترز : صرح مسؤولون بان القوات الأجنبية والأفغانية صدت هجومين شنا قبل الفجر على قاعدتين بشرق أفغانستان أمس السبت بينما تقول حركة طالبان إن انتحاريين كانوا بين مقاتليها الثلاثين الذين شنوا الهجومين.واستهدف الهجومان قاعدتي تشابمان وساليرنو الامريكيتين للعمليات الامنية في اقليم خوست قرب الحدود الشرقية مع باكستان حيث تصعد القوات الامريكية والاجنبية الاخرى عملياتها ضد طالبان.وقتل مهاجم انتحاري سبعة من ضباط وكالة المخابرات المركزية الامريكية داخل قاعدة تشابمان في ديسمبر كانون الاول الماضي في ثاني ادمى هجوم في تاريخ وكالة المخابرات الامريكية.وبرغم وجود قرابة 150 الف جندي اجنبي فان اعمال العنف في شتى انحاء افغانستان وصلت الى اسوأ مستوى لها منذ ان اطاحت قوات افغانية تدعمها الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة بنهاية عام 2001 .ويشن مقاتلون تقودهم طالبان هجمات تزداد جرأة في شتى انحاء افغانستان في محاولة لاسقاط الحكومة وطرد القوات الاجنبية من البلاد. وقتل اكثر من الفي جندي اجنبي معظمهم امريكيون منذ بدء الصراع.كما يحاصر تبادل اطلاق النار بين الجانبين المئات من المدنيين ويقول تقرير للامم المتحدة ان عدد القتلى المدنيين ارتفع 31 في المئة في الشهور الستة الاولى من هذا العام.وقالت قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي انه جرى استدعاء الدعم الجوي بعدما هوجمت القاعدتين بالاسلحة والصواريخ او قذائف المورتر في حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت جرينتش أمس الاول الجمعة).ووقعت هجمات عديدة مماثلة على قواعد عسكرية اجنبية وعلى مبان للقوات الحكومية في الشرق العام الماضي.وذكرت قوة المعاونة الامنية في بيان في وقت لاحق أمس السبت ان نحو 15 متمردا قتلوا في ساليرنو كما قتل ستة في تشابمان. وقالت ان متمردين تمكنا من اختراق محيط قاعدة ساليرنو لكنهما قتلا على الفور.والقي القبض على خمسة متمردين تحتجزهم قوة المعاونة الامنية حاليا. وقالت القوة ان سيارة ملغومة ومركبة اخرى كانت تقل ذخائر عثر عليهما قرب المعسكرين. واضافت ان اربعة من قواتها اصيبوا.وأضافت قوة المعاونة الامنية ان احد المتمردين القتلى ينتمي الى شبكة حقاني وهي مجموعة على صلة بتنظيم القاعدة تعمل في الشرق.وقال ذبيح الله مجاهد وهو متحدث باسم طالبان ان نحو 30 مقاتلا هاجموا القاعدتين. واردف قائلا لرويترز عبر الهاتف من مكان لم يكشف النقاب عنه ان من بين المهاجمين مفجرين انتحاريين واخرين مسلحين بصواريخ وبنادق لية.واضاف ان نحو 20 من المقاتلين ارسلوا لمهاجمة قاعدة ساليرنو.وقال قائد شرطة خوست عبد الحكيم اسحاق زاي انه جرى العثور على جثث 14 متمردا قرب القاعدتين وتم القبض على خمسة اخرين احدهم مصاب. وتابع انه تمت مصادرة مركبتين محملتين بالذخائر والمتفجرات.وأضاف ان مدنيين قتلا ايضا. ورغم تأكيد قوة المعاونة الامنية صد الهجومين قال سكان ان اطلاق نار وانفجارات متقطعة لا يزال يمكن سماعها بعد عدة ساعات من الهجومين.وقالت قوة المعاونة الامنية يوم السبت ان قواتها قتلت بطريق الخطأ متعاقدين امنيين اثنين بعد ان تعرضت احدى دورياتها لاطلاق نار من جانب مقاتلين في اقليم وردك غربي العاصمة.واضافت في بيان ان سيارة اقتربت من الدورية بسرعة في طريق رئيسي في منطقة ميدان شهر في وردك يوم الجمعة وتسنى رؤية رجلين يطلقان النار من نوافذ السيارة.واطلقت الدورية النار على السيارة وقتلت شخصين داخلها اتضح فيما بعد انهما اثنان من أفراد الامن الخاص.وتابعت «يعتقد ان متعاقدي الامن الخاص كانا يردان اطلاق النار على نفس المتمردين الذين كانوا هاجموا للتو مركبة قوات التحالف».وصرحت وزارة الصحة العامة أمس السبت أيضا بان 48 تلميذة افغانية نقلن الى المستشفى بعد تعرض مدرستهن في العاصمة كابول لما يشتبه بانه هجوم غازي في ثاني هجوم من نوعه خلال الايام الثلاثة المنصرمة.وخرجت 39 منهن بعد تلقي العلاج في حين ابقي على تسعة تحت الملاحظة او لمزيد من العلاج.وحظرت حركة طالبان تعليم الفتيات عندما كانت تحكم أفغانستان بين عامي 1996 و2001 لكنها ادانت هجمات مماثلة في الماضي. غير ان الحركة اشعلت النار في عشرات المدارس وهددت المعلمات بل وهاجمت التلميذات في المناطق الريفية.وسلط الهجوم الانتحاري على قاعدة تشابمان في 30 ديسمبر كانون الاول من العام الماضي الضوء على قدرة المقاتلين على الوصول والتنسيق ولاسيما في معاقلهم في جنوب وشرق البلاد.وشن المقاتلون هجوما مماثلا هذا الشهر على القاعدة الاجنبية الرئيسية في اقليم قندهار بجنوب البلاد وهو المقر الروحي لطالبان.وسوء الاوضاع الامنية احد الاسباب الرئيسية لقلق الافغان قبل الانتخابات البرلمانية في 18 سبتمبر ايلول وهي حدث تاريخي مهم بعد انتخابات الرئاسة التي شابها تلاعب العام الماضي ومع اعتزام الرئيس الامريكي باراك اوباما مراجعة استراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان في ديسمبر كانون الاول.