فلسطين المحتلة/وكالات:دخلت إسرائيل على خط التجاذبات الإقليمية والدولية بشأن إعادة تشغيل معبر رفح وتحديد الجهة التي ستتولى إدارته حيث أبدت عدم ممانعتها لمعاودة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس السيطرة عليه.وقال مسؤول إسرائيلي في إشارة إلى استعداد مصر والاتحاد الأوروبي لدعم سيطرة سلطة عباس على المعبر «إذا رغب الكل في ذلك فلن نكون نحن من نقوّضه». وأضاف «نظرا لأننا نرى أن محمود عباس القوة الشرعية فلا نريد إضعافه وليس لدينا داع لذلك».لكن المسؤول- الذي رفض الإفصاح عن هويته- شدد على أن إسرائيل لم تمنح موافقتها على سيطرة عباس على المعابر الأخرى. وقال «رفح ليست معبرا إلى داخل إسرائيل والعبور إلى إسرائيل قضية مختلفة تماما».وكان وزير الخارجية المصري قد أعلن أمس الأول أن بلاده تعاود السيطرة بالتدريج على المعابر بين مصر وغزة.. مشيرا إلى أن الصيغة التي تعمل وفقها تقوم على إعادة ولاية السلطة الفلسطينية إلى المعبر وتشغيله من قبل المراقبين الأوروبيين.وأبدى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي موافقتهم على إعادة المراقبين وفق هذه الصيغة التي شجعتها الولايات المتحدة على لسان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.ولم يتضح كيف سيصار إلى إعادة سلطة رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض إلى المعابر علما بأن الحكومة المذكورة شكلت بديلا لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية التي أقالها عباس بعد سيطرة حماس على غزة في يونيو الماضي.
ترميم السياجبين غزة وفح المصرية
ورد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) سامي أبو زهري على تلك التصريحات بوصفها بـ»المؤامرة الدولية التي تديرها إسرائيل بمشاركة بعض الأطراف الإقليمية». وقال «نقول لكل الأطراف لن نسمح بعودة الوضع على المعابر إلى ما كان عليه في السابق».وبينما ينتظر المراقبون الاجتماعات التي سيعقدها المسؤولون المصريون اليوم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومع وفد من حماس قال متحدث باسم الأخيرة إن وزير الخارجية السابق محمود الزهار سيرأس وفدها إلى القاهرة.وقال مصدر في الحكومة المقالة إن الزهار سيرأس وفد الحركة للتباحث مع المسئولين المصريين بناء على دعوة من القاهرة مضيفا أن الوفد سيسافر عبر معبر رفح.وأوضح أن المباحثات بين وفد حماس والمسؤولين المصريين «ستتناول طرح كافة القضايا سواء الحوار بين حماس وفتح أو قضية معبر رفح»، وقال إن «نجاح هذه المباحثات والمشاورات يتوقف على مدى تجاوب الأخ الرئيس أبومازن وتنازله عن شروطه».وأكد أن موقف حماس بشأن قضية معبر رفح الحدودي يتمثل في «أنه يجب أن يكون فلسطينيا مصريا دون أي تدخل أو أي صلاحيات لإسرائيل في شؤون المعبر». وقال «نحن طرحنا أن يدار المعبر من الرئاسة (الفلسطينية) والحكومة (المقالة) ومصر».من جانبه قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن أبرز ما سيناقشه عباس مع الرئيس المصري حسني مبارك في اجتماعهما المزمع عقده اليوم الأربعاء يتمثل في «تطورات الأوضاع في قطاع غزة وضرورة إلزام حماس بالتراجع عن الانقلاب».وفي السياق ذاته أفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود أمس أن قوات الأمن المصرية أصبحت تفرض سيطرة شبه كاملة على معبر رفح وأن تدفق سكان القطاع إلى مصر تقلص بسبب غزارة الأمطار ونفاد البضائع في رفح المصرية وإغلاق مدينتي العريش والشيخ زويد كليا.وقالت المصادر والشهود إن «السلطات المصرية لا تسمح بدخول الفلسطينيين مطلقا إلى الأراضي المصرية، حيث تنتشر قواتها على المعبر وعلى طول الجدار الذي تم تدميره، وتقوم بترحيل جميع الفلسطينيين الموجودين داخل أراضيها» الذين قدموا من قطاع غزة بعد انهيار الحاجز الحدودي.