ائتمان محمد عبد الرحمن لا يُخفى على أحدٍ الدور الكبير الذي تؤديه المرأة في المجتمع، حيث تضطلع بدورٍ رئيسٍ في تنشئة الأسرة باعتبار الأسرة نواة المجتمع، فهي تمثِّل نصفه وتحمل على عاتقها تنشئة النصف الآخر، لذا قيل إنْ أردت أن تبني أُمة، فابني أولاً امرأة To build a nation, build a women، .من هذا المنطلق جاءت أهمية تفعيل دور المرأة وتدعيم مكانتها في المجتمع.من هنا بدأت المناداة بالجندرية والمساواة بين الجنسين التي انتشر صداها في الدول المتقدمة، بل وأخذت بالانتشار في الدول النامية بعد ما عُرف بأهداف الألفية التنموية التي ألزمت الدول الأعضاء ومن ضمنها بلادنا بتحقيقها بحلول عام 2015م، التي تضمنت إحد مبادئها تحقيق المساواة وتمكين المرأة.في حقيقة الأمر، إنّ مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ليس وليد الساعة لكنّه قديم منذ بزوغ فجر الإسلام الذي صان للمرأة حقوقها وحفظ لها مكانتها بعد أن كانت محرومة منها منذ عهودٍ مضت.فالنساء المسلمات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وما تلاه من عصورٍ زاهية للإسلام كُنّ نساء إيجابيات لهنّ أيدٍ خيّرة في كل ميادين الحياة سواءً في الحرب أو السلم، بل ويؤخذ برأيهنّ ومشورتهن في أمورٍ مهمة، ولنا في رسول الله أسوةُ حسنة. ألم يلجأ عليه الصلاة والسلام لمشورة زوجته خديجة رضي الله عنها وأرضاها في الذهاب لاستشارة ابن عمها ورقة بن نوفل حين نزل عليه الوحي؟ ألم يأخذ برأي زوجته السيدة أم سلمة في أن يحلق رأسه وينحر هديه حتى يقلِّده المسلمون بعد أن رغبوا عن فعل ذلك بُعيد صلح الحديبية؟ ألم يقل صلوات الله عليه : أخطأ عمر وأصابت امرأة؟فهي إذن مساوية لشقيقها الرجل في الحقوق والواجبات في النظرة الإسلامية باستثناء بعض المهام التي لا تصلح أن تقوم بها لتنافي ذلك مع طبيعتها كأنثى، وليس ذلك عيباً في حقها أو اتنقاصاً لها بل إنّ الله سبحانه وتعالى قد خص كل جنس بصفاتٍ خلقية ونفسية معينة تميزه عن الآخر، وبالتالي فلكل حدوده التي لا يمكن تجاوزها، وأن تعدِّيها يعتبر تعدياً على الفطرة البشرية التي جُبلنا عليها.وأما عن وضع المرأة في اليمن (أرض السعيدة) فقد قامت المرأة بدورٍ كان وما زال عظيماً ولا يُستهان به، ويشهد لها التاريخ بذلك منذ عهد الملكة بلقيس وعهد الملكة أروى الصليحية. وقد ازداد الاهتمام بدورها ومكانتها بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة حيث انخرطت في مجالات عدة وتدّرجت في ذلك حتى وصلت لمناصب مهمة أبرزها وزيرة وسفيرة وقاضية، وهي كما نعلم من أعلى المراتب في الدولة.وقد تباينت وجهات النظر وردود الفعل حول تبوء المرأة لهكذا مناصب، فالبعض أيّدها وشجعها ووقف إلى جانبها، وكان هؤلاء من الطبقة المثقفة من الرجال، أما ما دونهم فآثروا بقاءها مهمشة في الظل ولم يتقبلوا فكرة دخولها مجال العمل حيث انجذبوا لعاداتهم ومعتقداتهم وأفكارهم القديمة والمغلوطة والتي تحصر دور المرأة داخل المنزل.نحن لا ننكر عظمة دور المرأة الأم والزوجة في البيت ولكن ما المانع في أن يكون لها إسهامات ونشاطات خارج بيتها تسهم في تنمية ونهضة مجتمعها.فمطلوب منها إتقان عملها في خدمتها لأهل بيتها وتربية أبنائها تربية سليمة ناهيك عن التزاماتها خارج البيت كعضوٍ فاعلٍ في المجتمع، وبذلك تترك بصماتها المؤثرة هنا وهناك.أما بعض آخر من الرجال فيخشى منافسة المرأة له، حيث تُثير غيرة بعض الشباب باعتبارها أضحت تشغل مواقع مختلفة في العمل والإنتاج، وهم بذلك يعتقدون بأنّها تقلّص فرص العمل للرجال بل وقد يشعر بعض بأنّها تأخذ مكانهم وتسلبهم حقوقهم في شغل تلك المراكز، والمنطق حقيقةً لا يكون كذلك، فاستحقاق تلك الوظائف والمناصب لا يقيَّم بالجنس أو النوع وإنّما يقيّم بالكفاءات والقدرات والمهارات.ويضطلع المجتمع بدورٍ مهم في تشجيع المرأة في تفعيل قدراتها ودفعها للمشاركة في الأنشطة الخيرية والتوعوية بفاعلية أكبر لبناء مجتمعها والنهوض به نحو مستقبلٍ أفضل، ويُترجم هذا التشجيع من خلال :* توفير فرص التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي لكل البنات.* الاهتمام البالغ بصفوف محو الأمية للنساء اللائي لم يتمكن من الالتحاق بالتعليم المنتظم خصوصاً في الريف.* منحها الفرصة لأن تعمل في كل المجالات الممكنة وتسهم في عمليات الإنتاج ومساعدتها لكي تقدم أحسن ما عندها.* تقوية حضورها في الحياة السياسة والحزبية وتوليها للمواقع القيادية سواءً في المنظمات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني، وبالتالي تتمكن من المشاركة في صنع القرار.* تسخير كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها وأهمية دورها في نهضة مجتمعها وبلدها وتوعية أخيها الرجل بضرورة دعمها وإعانتها في تحقيق هذا الدور.* حمايتها من أولئك الذين يتعرضون لها بالأذى أو المضايقات وهي تمارس عملها خارج المنزل.* إنّ رُقي ونهوض المجتمع وتحسين وتطوير أوضاعه المعيشية إذن لا يتحقق إلا باشتراك الرجل والمرأة معاً في الحياة العملية بفاعلية كبيرة، ولا ننسى أنّ تقدم المرأة في مجتمع ما يعكس الصورة الحضارية لذلك المجتمع.ائتمان محمد عبد الرحمنتقبُّل المرأة كشريكٍ حقيقيٍ في المجتمع للدفع بعجلة التنميةلا يُخفى على أحدٍ الدور الكبير الذي تؤديه المرأة في المجتمع، حيث تضطلع بدورٍ رئيسٍ في تنشئة الأسرة باعتبار الأسرة نواة المجتمع، فهي تمثِّل نصفه وتحمل على عاتقها تنشئة النصف الآخر، لذا قيل إنْ أردت أن تبني أُمة، فابني أولاً امرأة To build a nation, build a women، .من هذا المنطلق جاءت أهمية تفعيل دور المرأة وتدعيم مكانتها في المجتمع.من هنا بدأت المناداة بالجندرية والمساواة بين الجنسين التي انتشر صداها في الدول المتقدمة، بل وأخذت بالانتشار في الدول النامية بعد ما عُرف بأهداف الألفية التنموية التي ألزمت الدول الأعضاء ومن ضمنها بلادنا بتحقيقها بحلول عام 2015م، التي تضمنت إحدى مبادئها تحقيق المساواة وتمكين المرأة.في حقيقة الأمر، إنّ مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ليس وليد الساعة لكنّه قديم منذ بزوغ فجر الإسلام الذي صان للمرأة حقوقها وحفظ لها مكانتها بعد أن كانت محرومة منها منذ عهودٍ مضت.فالنساء المسلمات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وما تلاه من عصورٍ زاهية للإسلام كُنّ نساء إيجابيات لهنّ أيدٍ خيّرة في كل ميادين الحياة سواءً في الحرب أو السلم، بل ويؤخذ برأيهنّ ومشورتهن في أمورٍ مهمة، ولنا في رسول الله أسوةُ حسنة. ألم يلجأ عليه الصلاة والسلام لمشورة زوجته خديجة رضي الله عنها وأرضاها في الذهاب لاستشارة ابن عمها ورقة بن نوفل حين نزل عليه الوحي؟ ألم يأخذ برأي زوجته السيدة أم سلمة في أن يحلق رأسه وينحر هديه حتى يقلِّده المسلمون بعد أن رغبوا عن فعل ذلك بُعيد صلح الحديبية؟ ألم يقل صلوات الله عليه : أخطأ عمر وأصابت امرأة؟فهي إذن مساوية لشقيقها الرجل في الحقوق والواجبات في النظرة الإسلامية باستثناء بعض المهام التي لا تصلح أن تقوم بها لتنافي ذلك مع طبيعتها كأنثى، وليس ذلك عيباً في حقها أو استنقاصاً بها بل إنّ الله سبحانه وتعالى قد خص كل جنس بصفاتٍ خلقية ونفسية معينة تميزه عن الآخر، وبالتالي فلكل حدوده التي لا يمكن تجاوزها، وأن تعدِّيها يعتبر تعدٍ على الفطرة البشرية التي جُبلنا عليها.وأما عن وضع المرأة في اليمن (أرض السعيدة) فقد قامت المرأة بدورٍ كان وما زال عظيماً ولا يُستهان به، ويشهد لها التاريخ بذلك منذ عهد الملكة بلقيس وعهد الملكة أروى الصليحية. وقد ازداد الاهتمام بدورها ومكانتها بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة حيث انخرطت في مجالات عدة وتدّرجت في ذلك حتى وصلت لمناصب مهمة أبرزها وزيرة وسفيرة وقاضية، وهي كما نعلم من أعلى المراتب في الدولة.وقد تباينت وجهات النظر وردود الفعل حول تبوء المرأة لهكذا مناصب، فبعض أيّدها وشجعها ووقف إلى جانبها، وكان هؤلاء من الطبقة المثقفة من الرجال، أما ما دونهم فآثروا بقائها مهمشة في الظل ولم يتقبلوا فكرة دخولها مجال العمل حيث انجذبوا لعاداتهم ومعتقداتهم وأفكارهم القديمة والمغلوطة والتي تحصر دور المرأة داخل المنزل.نحن لا ننكر عظيم دور المرأة الأم والزوجة في البيت ولكن ما المانع في أن يكون لها إسهامات ونشاطات خارج بيتها تسهم في تنمية ونهضة مجتمعها.فمطلوب منها إتقان عملها في خدمتها لأهل بيتها وتربية أبناءها تربية سليمة ناهيك عن التزاماتها خارج البيت كعضوٍ فاعلٍ في المجتمع، وبذلك تترك بصماتها المؤثرة هنا وهناك.أما بعض آخر من الرجال فيخشى منافسة المرأة له، حيث تُثير غيرة بعض الشباب باعتبارها أضحت تشغل مواقع مختلفة في العمل والإنتاج، وهم بذلك يعتقدون بأنّها تقلّص فرص العمل للرجال بل وقد يشعر بعض بأنّها تأخذ مكانهم وتسلبهم حقوقهم في شغل تلك المراكز، والمنطق حقيقةً لا يكون كذلك، فاستحقاق تلك الوظائف والمناصب لا يقيَّم بالجنس أو النوع وإنّما يقيّم بالكفاءات والقدرات والمهارات.ويضطلع المجتمع بدورٍ مهم في تشجيع المرأة في تفعيل قدراتها ودفعها للمشاركة في الأنشطة الخيرية والتوعوية بفاعلية أكبر لبناء مجتمعها والنهوض به نحو مستقبلٍ أفضل، ويُترجم هذا التشجيع من خلال :* توفير فرص التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي لكل البنات.* الاهتمام البالغ بصفوف محو الأمية للنساء اللائي لم يتمكن من الالتحاق بالتعليم المنتظم خصوصاً في الريف.* منحها الفرصة لأن تعمل في كل المجالات الممكنة وتسهم في عمليات الإنتاج ومساعدتها لكي تقدم أحسن ما عندها.* تقوية حضورها في الحياة السياسة والحزبية وتوليها للمواقع القيادية سواءً في المنظمات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني، وبالتالي تتمكن من المشاركة في صنع القرار.* تسخير كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها وأهمية دورها في نهضة مجتمعها وبلدها وتوعية أخيها الرجل بضرورة دعمها وإعانتها في تحقيق هذا الدور.* حمايتها من أولئك الذين يتعرضون لها بالأذى أو المضايقات وهي تمارس عملها خارج المنزل.* إنّ رُقي ونهوض المجتمع وتحسين وتطوير أوضاعه المعيشية إذن لا يتحقق إلا باشتراك الرجل والمرأة معاً في الحياة العملية بفاعلية كبيرة، ولا ننسى أنّ تقدم المرأة في مجتمع ما يعكس الصورة الحضارية لذلك المجتمع.
تقبُّل المرأة كشريك حقيقي في المجتمع
أخبار متعلقة