قصة قصيرة
فاطمة رشاد..تحسستْ أحشاءها المنتفخة، كانت تعيش فضيحتها وحدها وتنعي نفسها بالصمت، لأنها تؤمن أن النساء فقط من يملكن حق الفضيحة.تتذكر أنها ذات زفاف تربعت على عرش الفضيحة واللكمات تنهال على جسدها المتعب؛ كل أجساد النساء تتعب، وتبقى تبرمهن في انكساراتهن.تنازعوا في حمل جسدها؛ كان المطر يضرب الأرض والأرض تتبلل وهم يعدون لها سريراً تحت المطر.تسأل نفسها :- هل للمطر لون أو رائحة ؟، المطر لا لون له ولا رائحة، لا تبقى رائحته إلا على الأرض ؛بعد ذلك نشم رائحته وانتصاره عليها .ليلة زفاف مليئة بالأمطارشهد الجميع زفافها وسريرها المعد ،انتظروا أن تثبت لهم كيف تكون فضيحة المطر؟.تمددت وتمدد هو بجانبها ،حاولت الفرار، أعادوها إليه ،كانوا قد التفوا حولها ،أهل الحي وأغلبهم كانوا رجالاً ؛هكذا الرجال يشهدون فضائح النساء سراً وعلناً، ويستمتعون بتناقلها أكثر من النساء.دموع ساخنة غطت السرير الأبيض؛ كان قد انكسر شيء في داخلها حين تمددت على سريرها المطري.احتواها الخجل، كم كانت جميلة بثوبها الخجولي وابتسامتها الطفولية.قبل أعوام ارتدت ثوب الفرح الطفولي وأخفت أنوثتها، وهاهي اليوم يشهد الجميع خجلها الأنثوي.كم أخفوها بالسواد واليوم يعلنون فضيحة خجلها وجسدها تحت المطر .لكمات المطر تمزقها تردد أنشودة المطر للسياب بكل حزن:مطر مطر مطريتثاءب المساء والغيوم ما تزال تسح ما تسح من دموعها الثقالذلك المطر المفعم بدمائها كان يغطي مساحة السرير ،اكتملت فضيحتها و لم يغطَِ جسدها أحد من الذين شهدوا زفافها .عاد من حيث لم يأت، و اكتملت أنشودة المطر، قلب الجميع أكفهم:-مسكينة هذه المرأة.ترحموا عليها بعدما تأكدوا أنها امرأة؛ ذهب كل واحد منهم إلى وجهته؛ وأما هي فقد ظلت تتجرع مرارة نكستها وحدها.بكت بحرقة استوحشت سريرها الأبيض.دماء وأمطار مختلطةأدخلوا سريرها وعاشت تتذكر فضيحتها الماطرة.هكذا يتم قتل النساء في ذلك الحي وفي وضح الأمطار.لم تكن تدرك لماذا تم زفافها وسط سيل عارم من مياه الغيوم؟ ذلك الزفاف حفر ذاكرة جسدية مؤلمة لنساء الحي فحين يتذكرن زفافها يخفن من أن يكون زفافهن مثل زفافها.التفوا حول جسدها وراحت تفسر لغة الرجال:- الرجال يخرجون من أصلاب النساء؛ وتخيط أجسادهم دماءهن وترتفع مقاماتهم فوق الجبال ... الجبال هي النساء.تبدأ بقول الحقيقة للجميع :ـ لقد أخاط جسدي في معركته الأولى تحت المطر؛ أسماني حُسن المطر؛ فغزلت شعري الطويل في ليلة وتركت بعض من حلمي فوق سريري المتهالك وصمت كثيراً.والمطر يطلني دوماً مع كل انتفاخة لي.تغمض عينيها وهي تحاول نسيان ما جادت به تلك الغيوم الرمادية في يوم ارتدت ثوبها الأبيض فسقطت أحلامها مع أول قطرة ظهرت على سريرها المعد يوم زفافها المطري؛ كانت تسأل نفسها دائماً:ـ لماذا صرت امرأة تحت المطر؟.