مع الأحداث
المؤتمرات الإسلامية, والقمم العربية صارت تنعقد بصورة مستمرة وبصورة دورية في كل الدول الإسلامية والعربية, ومع هذا لا جديد على الصعيد العملي, ولم ننقل الممارسة السياسية إلى طور الفعل والمواقف المؤثرة في الأوضاع المأساوية التي نعيشها كمسلمين وكعرب, لم نتذوق بعد نحن الشعوب طعم الحرية والاستقلال والسيادة, ولا طعم العدالة والديمقراطية والمساواة, ولم تتحرر قياداتنا بعد حتى الآن من الوصاية والإملاء والهيمنة الأجنبية على قراراتنا المصيرية, وكدنا نصاب بالإحباط واليأس وعدم الثقة بأنفسنا كشعوب وكقيادات سياسية وهذه من أكبر أخطائنا وخطايانا حتى الآن.كلنا ضحايا لعاداتنا وتقاليدنا البهائمية القديمة والبالية, ولا زلنا نحاكي أنماط الحياة الغربية ونتقبلها من دون تفكير ومن دون أي اعتراض, لا زلنا مجرد مستهلكين لكل شيء يأتي من الغرب, ونحن لم نتحول بعد حتى الآن إلى منتجين ومبدعين ومبادرين لحاجاتنا ومصالحنا وأن من حقنا أن نتميز ونكون نحن كما نريد لا كما يريده الآخرون لنا, وينبغي أن نصل إلى أن نأكل مما تزرعه أيادينا داخل أراضينا ونصنع كل ما نحتاجه بدلاً من استيراده من الخارج, ونصدر فقط ما يفيض عن مخزوناتنا وحاجاتنا اليومية, وأن لا نظل نبعث طلبتنا للدراسة في الخارج وكذا مرضاناً, فالاعتماد على الذات فضيلة, ومن هنا يبدأ التصحيح.إلى متى سنظل فقط في موقع الدفاع عن الذات, إلى متى سنظل مشتتين منقسمين على أنفسنا لينتصر علينا أعداؤنا باستمرار, لماذا صمدت إيران وكوريا وأوروبا والصين وغيرها أمام الضغوطات الأمريكية ونحن لم نصمد مثلها؟ لقد استخدموا العرب ضد أنفسهم مراراً ومع هذا لم يستوعبوا اللعبة على مدى قرون مضت, متى ستتوحد القيادات الإسلامية والعربية بشعوبها. ومتى تخرج من دوائر التوترات وعدم الاستقرار, ونبني الإنسان المسلم والعربي الجديد, المتحرر من الفقر والجهل والمرض؟ متى نعيد الاعتبار لأمتنا ومواطنينا, ونضع مجدنا الجديد القائم على العلم والثقافة والمعرفة وتكون أراضينا وثرواتنا لنا نحن وليس للآخرين؟.تلك هي بعض من أخطائنا وخطايانا السابقة, فهل نفيق اليوم قبل فوات الأوان؟ لنجد أنفسنا كماً مهملاً من الرعاع والأتباع الذين لا يملكون شيئاً في هذا الوجود, فنحن اليوم أمام تحدٍ تاريخي كبير «إما أن نكون أو لا نكون».ولابد أن نتحرر من عقدة المغلوب على أمره, ونرفض الأمر الواقع المتعسف بحقنا وحقوقنا, وأن لا نسمح بعد الآن باستنزاف قوانا وثرواتنا, تحت مرآنا ومسامعنا من دون حراك ومن دون ردة فعل مواجه ومصادم لانتزاع الحقوق واستعادة الكرامة والرجولة مهما بلغت التضحيات, وبهذا فقط نكفر عن أخطائنا وخطايانا وتغافلنا ولا مبالاتنا السابقة لنأخذ مكاننا الحقيقي تحت الشمس.