بلقيس الربيعي:ما نعنيه بالثقافة هو مجموعة الافكار والمفاهيم والمعلومات وكل ما يتعلق بالانسان والطبيعة وماهية العلاقة بينهما عبر مراحل الزمن الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل.وبناء على هذا التعريف يكون المثقف هو ذلك الانسان الذي يتكون تفكيره من تلك الافكار والمفاهيم والمعلومات مضافاً اليها خبرته العامة التي تكونها تجاربه السابقة والناتجة من الاحتكاك المباشر بالواقع الملموس.والمثقف اساساً يجب ان يكون ملتزماً بقضايا الجماهير ، يتعرف على احتياجاتها وامكانياتها والطاقة المدخرة فيها عاملاً في ذات الوقت بالفكر وبالممارسة على الموازنة بين تلك الامكانيات مع ترتيب الاشياء باولويات وثانويات حتى لايستهلك طاقات الجماهير وتضيع هدراً في مسالك غير مسالكها الطبيعية .الجماهير تملك دائماً الحس الثوري ، هي تختزنه في ذاتها ، ينطلق في وقت اشتداد الازمات حركة ثورية تختلف في درجة تنظيمها للوعي السياسي والايدولوجي الذي تمتلكه تلك الجماهير وكثيراً ما يرافق تلك الحركات العفوية والتي ان لم تتوفر لها القيادة الحازمة الواعية فان تلك الحركات تقود احياناً إلى الهلاك وإلى ضياع فرص النجاح .فمهمة المثقف هنا ان يجعل من احتياجات الجماهير منطلقاً لفكره وعمله مستهدياً بالنظرية العلمية في تطبيقاته مهمته ان تكون تطلعات الجماهير الاساسية قائده وان تكون الجماهير بتكتلاتها خلفه.ان يكون قائداً لتلك الجماهير بفكره لا ان تقوده الجماهير بعفويتها وفوضويتها مهما يكون الحس الثوري عالياً لدى الجماهير إلا ان السذاجة في الممارسة تتغلب احياناً كثيرة وتنحرف بها عن اهدافها ان لم تتوفر لها القيادة الحازمة الواعية بغير ذلك لايمكن ان نطلق صفة المثقف على أي كان ومهما تكن درجة الثقافة التي يمتلكها فهو أما ان يكون مجرد مخزن لمعلومات كثيرة أو أن يكون في ممارساته ضد حركة التاريخ وعاملاً معرقلاً في طريق الجماهير .
|
ثقافة
دور المثقف في المجتمع
أخبار متعلقة