الدكتور /حسن الترابي
الخرطوم/ وكالات:اقام الشيخ محمد عبد الكريم عضو هيئة علماء السودان دعوى قضائية امس االأول الثلاثاء تحت المادة (125 ) من القانون الجنائي السوداني ـ حد الردة ـ في مواجهة المفكر الاسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي .وكان الدكتور حسن الترابي وهو واحد من اشهر زعماء الاسلام السياسي في العالم العربي قد افتى بزواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي مسيحيا كان او يهوديا ، ووصف القول بحرمة ذلك بانه مجرد اقاويل وتخرصات واوهام وتضليل، الهدف منها بجواز جر المراة الى الوراء.واعتبر الترابي الحجاب للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المراة، ولا يعني تكميم النساء ، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار ان منع زواج المراة المسلمة من غير المسلم، ليس من الشرع في شيء والاسلام لم يحرمه ولا توجد آية او حديث يحرم زواج المسلمة من الكتابي مطلقا الا ان الترابي نوه الى ان الحرمة التي كانت موجودة، كانت مرتبطة بالحرب والقتال بين المسلمين وغيرهم وتزول بزوال السبب. واضاف الترابي في ندوة بعنوان دور المراة في تأسيس الحكم الراشد اقيمت بدار حزب الامة جناح مبارك الفاضل انه يقدم الاسانيد لما افتى به، وقال ان التخرصات والاباطيل التي تمنع زواج المرأة المسلمة من الكتابي، لا اساس لها في الدين، ولا تقوم علي ساق من الشرع الحنيف ، واضاف "وما تلك الا مجرد اوهام وتضليل وخداع للعقول، الاسلام منها براء" . وزاد الترابي على اقواله السابقة التي جوزت امامة المرأة للرجل في الصلاة، بالقول :"انه من حق المراة المسلمة، ان تؤم الرجال وتتقدم الصفوف للصلاة، اذا كانت اكثر علما وفقها في الدين من الرجال " وابان انه من حقها ذلك. ومضي الترابي الى القول ان شهادة المراة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء علي هذا الامر، بل احيانا تكون افضل منه واعلم واقوى منه.على الصعيد نفسه وجه رجال دين سودانيون اتهامات مشابهة إلى الدكتور حسن الترابي بـ"الزندقة والردة والخروج عن الملة" بعد اصدار فتواه الاخيرة المثيرة للجدل، وطالبوا بعقد جلسة لاعلان توبة الدكتور الترابي ولعودته إلى الإسلام والتبرؤ من فتواه بجواز إمامة المرأة وزواج المسلمة من غير المسلم نصرانيا أو يهوديا وإنكاره وجود نصوص من القرآن والسنة تمنع ذلك.وأشاروا إلى أن أفكار الترابي ليست جديدة ، لكنها تأتي في وقت تحتاج فيه الأمة للتوحد لا للتفرقة ، محذرين في الوقت ذاته عامة الناس من اتباعه وذلك بالبعد عنه ومفارقته.وفي هذا الشأن قال الشيخ صالح التوم أستاذ الثقافة والعلوم الإسلامية بجامعة الخرطوم إن "الرجل معروف بزندقته وهو من الرؤوس الجهال الذين حذرنا الإسلام منهم".وأضاف الدكتور التوم "أن الترابي يسعى إلى ما أسماه تضليل البسطاء من الناس"، ناصحا المواطنين إلى "اتخاذ موقف قوى تجاه هذه الأحاديث التي أنكر فيها الترابي نزول المسيح وظهور المسيخ الدجال"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الترابي سبق له أن سب الصحابة رضي الله عنهم في انتقاده تجارب الحكم لبعض الخلفاء الأمويين والعباسيين وهم من الصحابة الذين يجب توقيرهم بدلا من انتقاد اخطائهم !!كما أعلن بأن كثيرا من البسطاء يتبعونه دون دراية ويسوقهم إلى الضلال والزندقة معتبرا إياه بأنه "ضال عن الطريق المستقيم ويجب عقد جلسة توبة عاجلة لاستتابته والنظر بأمره" ، لمخالفته نهج الأئمة وعلماء المسلمين.من جانبه قال الشيخ يوسف الكودة "إن المتتبع لنهج الترابي في تناوله للقضايا الفقهية يجد أنه مخالف مخالفة صريحة" ، مشيرا الى انه "إذا أخطأ العالم أو المجتهد فليس ذلك بغريب عليه ، ويمكن أن يراجع، لكن ما هو مرفوض أن يجتمع الشر كله في هذا العمل بإنكار ما هو في الدين".وأكد الكودة أن "ما أفتى به الترابي لا علاقة له بالاجتهاد الشرعي" ، معتبر كل تلك الفتاوى بأنها "باطلة" لأنها ناشئة عن باطل وأنه لا مكان لتخرصات الترابي وأقواله الغريبة عن الأمة.من جانبه قال الداعية الإسلامي الشيخ صادق محمد "إن فتاوى الدكتور الترابي فيها جرأة على الدين وتقول على الله بغير علم "، مشيرا الى أن تلك الفتاوى تلزم قائلها التوبة والرجوع إلى الله وعدم الخوض في مثلها من جديد.