تزامناً مع ماتشهده بلادنا من انتخابات محلية ورئاسية
لقاءات / أثمار هاشم تصوير / عبدالواحد سيف تعد المرأة نصف المجتمع الذي ينشئ النصف الآخر بالتالي تقع عليها أعباء ومسؤوليات كثيرة جعلتها شريكاً أساسياً في عملية التنمية وعضواً فاعلاً في رسم السياسات العامة للبلد.. وللتعرف على ما حققته النساء اللاتي استفدن من الحق الدستوري الذي منحته لهن القيادة السياسية وتبوأن مناصب عالية التقينا بعدد منهن للتعرف على آرائهن .[c1]المرأة جزء من المجتمع * الأخت / انتصار العراشة ـ مدير الشؤون الادارية ـ شركة النفط فرع عدن بدأت حديثها قائلة :[/c]
انتصار العراشة
قبل الحديث عن المجالس المحلية واداء النساء فيها ينبغي الاشارة إلى أن المشاركة السياسية كحق من حقوق الانسان اصبحت اليوم موضوعاً جوهرياً في كافة دساتير الدول وبرامج الاحزاب السياسية ونقصد بالمشاركة السياسية إشراك المواطنين في رسم السياسات العامة ووضع القرارات في بلدانهم وبالتالي قيامهم بممارسة الرقابة على ما يقومون به من عمل وباعتبار المرأة جزءاً من المجتمع فقد كفل لها الدستور حق المشاركة السياسية على أساس المساواة بين المواطنين باعتباره مبدأ دستوري ودون شك فإن أداء النساء في المجالس المحلية يتوقف على عدة اعتبارات أهمها وعي المجتمع لأن المرأة دون تفهم المجتمع ، سواء مجتمع العائلة أو المجتمع بمفهومه العام لن تستطيع تحقيق هذه المشاركة السياسية ، ثانياً ان تجربة المجالس المحلية لازالت في بداياتها الأولى وتواجه معوقات كثيرة ولكن مع الاستمرار بدعم المرأة والدفع بها إلى المجالس المحلية ستتراكم الخبرة والمعارف وستطرح مشاريع في هذه المجالس لاعهد للمجالس بها فلاشك أن المرأة أفكارها واهتماماتها، فالنساء أقرب إلى نبض المجتمع من الرجل مما يعني الاهتمام بالمرأة والأسرة والجوانب الاجتماعية لهذه الرعاية لازالت بعيدة عن برامج المجالس المحلية ، ووجود المرأة من المؤكد سيضيف جديداً لذلك .وأضافت الأخت / انتصار أن الحديث عن المرأة في المجالس المحلية يرتبط بتحويل توجه الدولة والقوى السياسية بشأن دعم المرأة وزيادة حجم مشاركتها في هذه المجالس إلى واقع بحيث يتساوى على الأقل حجم تعداد المرأة في المجالس المحلية مع حجم تعداد السكان ، وحتى تضمن المرأة وجودها الفاعل في هذه المجالس فان عليها ان تستقل بقضيتها ، أي قضية المرأة دون اعتبار للانتماءات السياسية لكل واحدة منهن ، فوصول المرأة إلى المجالس يعتبر الخطوة الاولى في تحقيق المطالب المطروحة للمرأة اليمنية فوجود النساء في المجالس يحتاج إلى احترام الكيف بما يعني وجود نساء لديهن القدرة على النضال داخل هذه المجالس حتى ينلن ثقة الناخبين رجالاً ونساءٍ .[c1]أداء النساء مازال في البداية
د. رخصانة إسماعيل
* أما د. رخصانة اسماعيل ـ مدير مركز المرأة للدراسات جامعة عدن فقد تحدثت الينا قائلة :[/c]بالنسبة لاداء النساء في المجالس المحلية مازال في البداية ويحتاج إلى نضوج وإلى ممارسة فعلية للاستفادة من هذا الاستحقاق الديمقراطي والاستحقاق الدستوري ولكن نجد ان الكثيرات لايستطعن العمل في اطار هذا النظام لاسباب عديدة منها المركزية المطلقة من الدولة وعدم اعطاء الحرية والاستقلالية للمجالس المحلية وعدم المساواة في طرح الأمور والميزانيات في كل المحافظات كذلك فان كثيراً من الامور تحل في مجالس القات وبالتالي تحرم المرأة من حضور المجالس وهذه اشياء يجب النظر فيها. وأضافت قائلة : ان وصول الشخص إلى هذه المناصب يفترض ان يكون للشخص المناسب رجلاً كان أم امرأة وليس كديكور أو مصلحة شخصية ولكن يجب ان يتقدم لهذه المواقع من لديهم القدرة الدائمة على التضحية والإيثار من اجل تقديم الخدمات للمواطن الذي أعطاه صوته ولكن للأسف نحن لانلمس هذا الشيء في كثير من المواقع سواء أكان في عدن أو في محافظات اخرى ولكن ما يحدث ان بعض الأحزاب وبعض الشخصيات الذكورية طالبت بعض النساء بالانسحاب من الانتخابات لصالح الرجل وهذه المسألة نحن نعاني منها .أما فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية فيمكن القول بكل صراحة إن لدينا الآن تجربة ديمقراطية بكل شفافية وتنوعت الطروحات من الواقع اليمني فنحن نسمع من التلفزيون ومن وسائل الإعلام المختلفة اشياء كثيرة بعضها صادق وبعضها مجحف في النظام ولكن الديمقراطية وعلى الانسان اليمني ان يكون لديه القناعة والايمان والصدق في الشخصية التي سيختارها فهذا الاستحقاق الديمقراطي لايوجد في كثير من الدول العربية ونحن نفتخر بهذه التجربة الفريدة من نوعها لانه في الاخير لن يصح إلا الصحيح ولن يظهر على كرسي الحكم إلا الشخصية التي تستحق ان تكون وتدير دفة الحكم إلى النهاية بحيث لن يحصل أي خلل أو ارباك لهذه المنظومة كلها سواء مواطن أو نظام لأن مسألة الحكم ليست سهلة فبالرغم من اننا نعاني من الفساد الذي اصبح ثقافة من أصغر شخصية إلى القمة وبالتالي يحتاج منا إلى وقت كبير جداً وحسم في محاربة الفساد الذي بدأ يدب في بعض المواقع ولكن من منظور آخر يجب أن ينظر للعملية التنموية بشكل عام حتى لايؤثر عليها بعض الفاسدين واتمنى من القائد الذي سيحكم اليمن أن يحقق هذه المصلحة ويبذل جهده من أجل القضاء على الفساد أما في باقي الأمور فكلها تسير على ما يرام .واختتمت حديثها اتمنى من النساء اللاتي سيفزن في انتخابات المجالس المحلية ان يؤدين رسالتهن وبرنامجهن بمصداقية وأن يهتمن بقضية المرأة في أن تعطى الاولوية في السياسات اضافة إلى القضايا المجتمعية الاخرى ويناضلن ويكافحن مع زملائهن من اجل تغيير نمط معين وليس الانسحاب وطالما اخترنا لانفسهن هذا المضمار من العمل النضالي والكفاحي وبرأيي أن أي شخص يصل إلى موقع قيادي فإن هذا الموقع تكيف وليس تشريف فالاستمرارية بالعمل والكفاح ضروريان لأننا لن نحقق طموحاتنا مالم نتكاثف ونعمل بجدية للحصول على كل مطالبنا .[c1]المرأة قادرة على العطاء
إيمان محمد
* الأخت / ايمان محمد عبدالله ـ تربوية حدثتنا قائلة :[/c]رغم ان المجالس المحلية تجربة حديثة في اليمن ، إلا أنها شكلت لبنة اساسية لتعزيز الديمقراطية ومشاركة المرأة في صنع القرار وعموماً يمكن القول إن النساء اللاتي تحملن مسؤوليات قيادية في المجالس المحلية على مستوى المحافظات المحلية ابدين مهارات وقدرات والمساهمة الفاعلة في انجاح تجربة المجالس المحلية ونحن هنا في محافظة عدن نسمع إشادات كثيرة من القيادة السياسية لما حققته المرأة من فعاليات سياسية واجتماعية وهذا شرف نعتز به ، ونسعى من خلال قيادتنا الحكيمة إلى مزيد من الديمقراطية ومشاركة المرأة في كل مجالات الحياة إذ اثبتت المرأة أنها ليست فقط نصف المجتمع بل هي قادرة على العطاء لتحقيق الرفاه لهذا المجتمع وعن تجربة النساء في المجالس المحلية أشارت الأخت إيمان أنها تجربة مشرفة استطاعت المرأة أن تكون عاملاً اساسياً في تحقيق التنمية وان زيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة والحياة السياسية يعكس مستوى التطور والتقدم في المجتمع ويؤكد المشاركة الايجابية ويحقق مفهوم المجتمع الديمقراطي كما تعتبر مشاركة المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل وإمكانية الاستفادة من التنمية البشرية وادماج النوع الاجتماعي في تحقيق التنمية والنهوض الشامل ومواصلة مسيرة التقدم ، لذا على النساء اللاتي سيفزن في انتخابات المجالس المحلية المقبلة في الـ 20 من سبتمبر 2006م تعزيز وترسيخ التجربة الديمقراطية ، وأن يدرن شؤون الدولة بحنكة واقتدار وان تتضافر جهودهن مع زملائهن في المجالس المحلية على مستوى المحافظة والمديرية من اجل مستقبل اليمن وأمنه واستقراره من خلال محاربة الفساد والمفسدين وتعزيز الشفافية والتعددية والديمقراطية .[c1]جهود متواضعة
د. أسماء أحمد
* أما د. أسماء أحمد ريمي ـ رئيسة قسم البحوث والدراسات بمركز المرأة ـ جامعة عدن فقد أبدت رأيها قائلة :[/c]خلال الانتخابات للمجالس المحلية السابقة ترشحت مجموعة نساء من كافة الدوائر وقد بذلن جهوداً يمكن اعتبارها متواضعة لأن تلك كانت أول تجربة للمجالس المحلية وقد واجهت النساء المرشحات بعض الصعوبات المتمثلة في عدم حصولهن على الدعم الكافي لذا فأنا أمل في هذه الانتخابات بأن تحصل نساء كثيرات على مقاعد في المجالس المحلية يمثلن كافة المديريات وخاصة تلك التي تحتاج إلى تواجد المرأة ونشاطها الاجتماعي .واضافت قائلة ان على النساء اللاتي سيفزن في الانتخابات المحلية ان يكنه في تواصل دائم ومستمر مع الناس خاصة في المناطق الشعبية والفقيرة والانصات إلى مطالبهم المتعلقة بالماء والكهرباء والتعليم والفقر والبطالة وغيرها من المشاكل التي يعاني منها الناس لأن تحقيق مطالب الناس البسطاء سوف يعطي دون شك دفعة كبيرة جداً لجهود ونشاط المجالس المحلية .[c1]تجربة رائدة * الأخت / ميادة مراد ـ مدرسة ـ أبدت رأيها قائلة : [/c]تمر اليمن في الوقت الحالي بواحدة من التجارب الرائدة في المنطقة العربية وهي تجربة الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس المحلية على مستوى المديرية والمحافظة والتي يعكس بوضوح النهج الديمقراطي التي تسعى الدولة إلى ترسيخه .أما اذا تحدثنا عن تجربة الانتخابات المحلية السابقة ، فاننا بصراحة استبشرنا خيراً بأولئك المرشحين ظناً منا بأنهم سيكونون أكثر قرباً من معاناة المواطنين في مديرياتهم أو على مستوى المحافظة وبالتالي سيبذلون قصارى جهدهم لتخفيف معاناة المواطنين ولكن ما وجدناه بصدق أن هناك بعض الاشخاص حاولوا تقديم المساعدات للمواطنين ولكن في نفس الوقت هناك اعضاء في المجالس المحلية اتخذوا من مناصبهم فرصة لتحقيق اغراض ومصالح شخصية الأمر الذي اعطى انطباعاً سيئاً لدى البعض عن بعض هؤلاء الاشخاص.وأوضحت قائلة اتطلع في هذه الانتخابات إلى فوز أكبر عدد من النساء الجديرات بتحمل المسؤولية وأن يستفدن من الحق الذي منحته الدولة لهن في الترشح والتصويت ففوز نساء كثيرات في انتخابات المجالس المحلية سيكون من شأنه ايصال تطلعات وهموم المجتمع فالمرأة هي الأكثر قرباً لهموم ومعاناة المجتمع المحيط بها لذا فانا اتمنى من أي امرأة يحالفها الحظ بالفوز في انتخابات المجالس المحلية أن لاتنسى ان نجاحها كان بسبب ثقة الناخبين بقدرتها على تحمل المسؤولية كما ان عليهن ايلاء قضايا النساء أهمية كبيرة بالاضافة إلى القضايا المجتمعية الاخرى كمساعدة الأاسر الفقيرة والاستفادة من طاقات الشباب بتوفير فرص عمل .[c1]ضرورة استمرار المرأة في النضال
د. أنيسه عبود
* كما تحدثت إلينا د. أنيسة عبود ـ نائب عميد كلية الطب لشؤون الدراسات قائلة : [/c]ان المرأة وعلى الرغم من كل الانجازات التي حققتها في المرحلة السابقة لاتزال غائبة عن المشاركة الفعالة في الحياة الوطنية حيث أنها لازالت تخضع لسلطة العرف والتقاليد وتستسلم للضغوط الاجتماعية التي تمارس على حراكها الاجتماعي والسياسي والشخصي ولقد اثرت كل هذه الضغوطات على حصول المرأة على الفرص المتكافئة مع الرجل بحيث قلل البعض من فرصها من كسب الكثير من الخبرات والتجارب .وأضافت أنه من الظلم بمكان ان نقيم اداء المرأة في المجالس المحلية وذلك بسبب محدودية العدد ، وعدم منحها الفرص للتتبوأ مناصب قيادية لذا أرى انه من الضروري ان تستمر المرأة في النضال للحصول على كافة حقوقها وذلك بالعمل لتغيير الوعي الاجتماعي ومع الاحزاب والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وكل القوى الفاعلة في المجتمع في اتجاه تمكين المرأة من مراكز صنع القرار وعليه يمكن القول ان التوجه نحو زيادة اعداد النساء في المجالس المحلية هو توجه جيد يجب ان يصاحبه توجه رسمي ومسالك السلطة الرسمية واعطاؤه مساحات واسعة في وسائل اعلامها وبخاصة المسموعة والمرئية حتى نستطيع أن نعمل على تغيير الوعي الاجتماعي وعلى المرأة يقع عبء كبير في مجتمع مثل مجتمعنا لكي نعمل على ازالة العوائق الاجتماعية وزيادة وعيها ليس بحقوقها فقط ولكن بقدراتها وإمكانياتها. واختتمت حديثها قائلة ان المجتمع يحتاج إلى تنمية شاملة وهذا لايمكن أن يتحقق إلا بمشاركة جميع قطاعات المجتمع ولايقتصر دور المرأة على وجودها كقوة عمل بل ايضاً على مشاركتها في صياغة القرارات السياسية فمساهمة المرأة في الانتخابات شرف وواجب والمطلوب من المرأة ان تستفيد من المناخ الديمقراطي وتعمل من اجل دعم المساواة الاجتماعية والخلاص من الامراض الاجتماعية التي هي في الاساس العقبة الرئيسية امام تطور المجتمع اليمني الذي يملك الكثير من الطاقات الكامنة والمعطلة كما أن على المرأة أن تتسلح بسلاح العلم والعمل اللذين هما الوسيلتان الاساسيتان لتغيير الفوارق الاجتماعية .