في نداء من طلابنا الدارسين في جمهورية مصر العربية :
القاهرة / متابعات :وجه الطلاب اليمنيون الدارسون في جمهورية مصر العربية نداءً إلى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالعدول عن قراره بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة وقال النداء:فخامة الأخ الرئيس القائد الوحدوي الرمز/ علي عبد الله صالحرئيس الجمهورية الأكرم بعد التحية والتقديرنحن أبناؤكم وإخوانكم الدارسون بجمهورية مصر العربية يطيب لنا أن نتقدم إلى فخامتكم بهذا النداء الوطني ونحن في منعطف تاريخي مهم وفي مواجهة استحقاق ديمقراطي وطنياً يمثل استشرافاً مستقبلياً يمنياً تتعزز فيه الإرادة الوطنية وتتجذر فيه دعائم الوحدة الوطنية وتتأصل فيه جذور الديمقراطية اليمنية الشوروية السبئية.ولقد ساءنا كثيرا إصراركم على عدم الترشح وهو حق مكفول دستوريا وقانونيا ونحن ندرك أن مؤسسات الدولة لم تنضج بعد بالقدر الكافي وعلاقات القوى السياسية مازال يحكمها الارتياب والشك وعدم قبول الآخر بالشكل الذي تقتضيه أسس الحياة الديمقراطية ونرى أنه من الضرورة التذكير بمعالم المشروع الوطني الذي اجترحتموه وجاء بكم إلى السلطة وجئتم به .فخامة الأخ الرئيس القائد ونحن حين نتقدم بهذا النداء لا تحركنا العواطف ولا تدفعنا الولاءات الحزبية ولا تجد المزايدة إلى فكرنا وعقولنا سبيلا .إنما ننطلق كباحثين علميين في مراحل الدراسة والبحث المختلفة ( الدكتوراه، والماجستير، والبكلوريوس ، والدبلومات ) من حقائق علمية واضحة لاتقبل الجدل ومن خلال استقراء علمي دقيق لثنايا تاريخ اليمن السياسي الحديث والمعاصر خاصة منذ تفجر الثورة اليمنية العظيمة في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والرابع عشر من اكتوبر1963م وباستقرائنا العلمي الاستنباطي يمكن توصيف الأوضاع كالأتي : * رغم تفجر الثورة في عام 1962و1963م إلا أن اليمن لم تشهد استقراراً حتى العام 1982م وشهد العامان 1978,1977م اغتيال ثلاثة رؤساء وأصبحت الرئاسة منصبا محفوفا بالموت يفر منها أشجع الرجال* كانت اليمن مجزاة في شطرين متنافسين متصارعين.* كانت اليمن في بؤرة الاستقطاب الدولي وإحدى ساحات الحرب الباردة* لم يكن القرار اليمني مستقلا.* كانت اليمن معتمدة على القروض والمساعدات الخارجية.* لم تكن سلطة الحكومة تتعدى أبواب المدن الرئيسية وكانت العاصمة صنعاء في العام1979م على وشك السقوط في أيدي العصابات اليسارية المسلحة المدعومة من قوى خارجية.ومن خلال إمعان النظر في ظروف تلك الفترة يتضح أنكم حين قبلتم التضحية والاستجابة لرغبة الشعب ممثلا بنوابه في مجلس الشعب التأسيسي كان احتمال فشل المشروع الوطني أكبر بكثير جدا من احتمال نجاحه ولولا ثقتكم المطلقة بالله تعالى ثم أرادتكم الصلبة وصدق الرجال الأوفياء من الوطنيين الشرفاء الذين التفوا حولكم ماكان لهذا المشروع الوطني العظيم مشروع تأسيس الدولة اليمنية الحديثة أن يرى النور.وباستقراء علمي للمشروع الوطني الذي حملتموه وحملكم إلى أخطر مغامرة نجد الأهداف الرئيسية لهذا المشروع كالأتي:* إعطاء الأولوية المطلقة لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية لتكون في صدارة المهام الوطنية وموضع الأولوية القصوى.* تحقيق المصالحة والوئام الوطني وتجذير الحياة الديمقراطية كبيئة لازمة للشروع في بناء الدولة.* تحقيق الاستقلالية للقرار السياسي اليمني من خلال إيجاد وتنمية مصادر دخل يمنية مستقلة وثابتة وتنمية علاقات دولية قائمة على الندية في التعامل واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. * إخراج اليمن من دائرة الاستقطاب الدولي وتطبيق سياسة الحياد الايجابي والتعايش السلمي شعارا وممارسة و التعامل الإيجابي مع مستجدات العصر ومتغيراته.وباستطلاع إيضاحي موجز نجد بالمؤشرات الإجرائية أن ما تحقق من هذا المشروع الطموح الشي الكثير والكثير ومن أبرز معالمه الانجازات التالية:أولا : تم تحقيق الهدف الأول كاملا حيث استكملت الجهود بإعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة في الثاني والعشرين من مايو1990م .ثانيا : قامت مبادئ المشروع الوطني في ما يتعلق بهدف تحقيق الوئام والمصالحة الوطنية والديمقراطية لتهيئ البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية لبناء الدولة اليمنية الحديثة ولتدور عجلة التنمية على الأسس التالية:* الإيمان بمشروعية الاختلاف.* تأكيد مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر.* البحث عن الجوامع المشتركة واحترام الفروق.* الاتفاق على الثوابت الوطنية التي لا يختلف عليها اثنان.* نبذ التعصب والتطرف بأي شكل وتحت أي مسوغ.* انتهاج الاعتدال و الوسطية و التوازن.ووفقا لهذه الثوابت تشكلت لجنة الحوار الوطني للبحث عن أنسب الصيغ لتحقيق هذا الهدف وقامت بوضع مشروع الميثاق الوطني الذي أقر باستفتاء شعبي وانعقد المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م.وهكذا انطلقت مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية على هذه القاعدة الوطنية الصلبة القائمة على الممارسة الديمقراطية وحلت آلية الحوار محل لغة السلاح وتوجت هذه الجهود المباركة في الممارسة بإقرار التعددية السياسية والحزبية في22مايو1990م لتولد الجمهورية اليمنية في عباءة الديمقراطية ذات الأساس والمنشئ الوطني.ثالثا : انتهجت اليمن سياسة خارجية واضحة المعالم قائمة على عدة مبادئ منها :* التأكيد على استقلالية القرار اليمني ورفض الارتهان للقوى الخارجية تحت غطاء المساعدات والقروض أو الضغوط. * التزام الحياد الايجابي ورفض استغلال القوى العظمى للشأن اليمني .* التأكيد على أولوية تميز وخصوصية العلاقات مع دول الجزيرة العربية.* التفاعل الايجابي القوي والخلاق مع قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الوحدة العربية والمصالحة العربية.* رفض العنف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره .ونتيجة لهذه المبادئ الهادية للسياسة الخارجية اليمنية أصبحت اليمن تتبوأ مكانة دولية وعربية وإقليمية فاعلة.رابعا : استطاعت اليمن تنمية مواردها المادية الذاتية التي كفلت لها الاعتماد على الذات وإحداث التنمية الشاملة و حرية انتهاج السياسة الخارجية النابعة من الثوابت الوطنية والإسلامية والقومية وانطلق المشروع الوطني نحوالتركيز على الزراعة استلهاما لكون اليمن بلدا زراعيا وقد مثلت إعادة بناء سد مآرب العظيم 1984م بداية انطلاق التنمية الزراعية وكذا ايلاء أهمية للبحث عن الثروات المعدنية والنفطية ودخلت اليمن عصرا جديدا مع تدشين فخامة الرئيس أول بئر نفطية العام 1984م ليبدأ التصدير في العام 1987م, والتركيز على بناء الإنسان باعتباره هدف التنمية ووسيلتها معا.وهكذا حين قامت الجمهورية اليمنية في 22مايو1990م أصبح المشروع الوطني واضح المعالم ومتجذر الأصول متكامل البنيان ودارت عجلة التطوير والتحديث في مختلف المجالات وأصبحت واقعا معاشا. وهكذا فلم تجد الدولة التي ولدت عملاقة مهابة أو غضاضة من ولوج الحياة الدولية العاتية الأمواج مع زلزال الخليج الثاني لتظل رافعة القامة في وجه التحديات الجسيمة التي راهنت على انكسارها.ثم تتعدى في ثبات شامخ محنة أخرى برزت في طريقها العظيم في صيف 1994م ثم تعاملت باقتدار جم مع مشكلات استعصت عشرات السنين وأنهت مع الأشقاء مشكلات الحدود لتزيل شائبة من طريق الأخوة المتجذرة.لتدخل الجمهورية اليمنية القرن الحادي والعشرين في سلام مع نفسها وجيرانها والعالم شامخة عزيزة الجانب وحقيقة إقليمية وعربية كبرى كما عبرتم يا فخامة الرئيس عن ذلك في خطابكم التاريخي أمام قمة الألفية في الأمم المتحدة عام 2000م. إننا ونحن نقرر أمام فخامتكم ما تقدم من الحقائق الموضوعية والتاريخية لنجد لزاما علينا انطلاقا من واجبنا الوطني أن نهيب بكم مواصلة تحمل مسؤوليتكم التاريخية تجاه قيادة مسيرة الخير والنماء التي اختطتم مع شرفاء هذا الوطن حروفها الأولى وسطرتم في متنها نقاطا مضيئة يجيد قراءتها كل وطني غيور.وإنما يعتري مسيرة الشؤون الإقليمية والدولية في هذه الفترة الزمنية الحرجة من أزمات ومشاكل حقيقية وفي ظل طغيان إرادة النظام الدولي على الشؤون الدولية عامة وشؤون منطقتنا العربية بصفة خاصة وما يجره ذلك من عوامل عدم الاستقرار السياسي والأمني، ليضاعف من تلك المسؤولية التاريخية إزاء المحافظة على النهج السياسي الخارجي الذي ضمن لوطننا عوامل الثبات في وجه أنواء تلك التحولات الإقليمية والدولية منذ وقت مبكر.لامناص يا فخامة الرئيس لمن ارتضى تحمل مثل هذه المسؤولية التاريخية من أن يكمل مشوار العطاء وهذا ما ارتضيناه وارتضاه أبناء شعبنا العظيم , لتمض جهود فخامتكم ونحن من ورائكم جنود أوفياء وليعش وطننا موحدا عزيزا والله من وراء القصد.