صحيفة " عكاظ " السعودية:
الرياض / سبأ: أكدت صحيفة عكاظ السعودية أن اليمن يدخل اليوم مرحلة جديدة في تاريخه الحديث بعد نجاح الانتخابات الرئاسية التي تؤكد نتائجها الأولية تقدم الرئيس علي عبدالله صالح على منافسيه ليواصل مرحلة البناء لليمن السعيد. وقالت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر أمس هذا الفوز سيضع الرئيس أمام مهام كبرى لا تنطلق من وعوده التي وعد شعبه بها خلال الانتخابات فحسب وإنما أيضا من تطلعات الشعب اليمنى الذي يحمل كثيرا من الآمال في المستقبل ويعانى في الوقت نفسه من كثير من الآلام التي يدرك تمام الإدراك أن رئيسهم الذي اختاروه سيعمل جاهدا على تحقيق آماله واتخاذ السبل الكفيلة لمعالجة آلامه. وأشارت الصحيفة إلى أن أول ملفات فخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية هو الملف الأمني فليس هناك أثمن من الأمن عند الشعوب. وقالت وإذا كانت اليمن قد مضت خطوات في حربها ضد الإرهاب واستطاعت إفشال عدد من المخططات الإجرامية فإن على الرئيس إن يمضى قدما في هذه الحرب لكي تتمكن اليمن من استئصال شأفة الإرهاب والقضاء على ذيوله وذلك باستمرار التعامل الحازم مع خلاياه والتنسيق مع الدول التي تشاركها هذه الحرب ضد الإرهاب الذي لا تتوقف شروره عند الإضرار بشعب معين أو بلد واحد وإنما أصبحت له خلاياه وتنظيماته العابرة للحدود وخططه الشاملة للجميع. وأكدت صحيفة عكاظ السعودية ان ملف التنمية على الصعيد الداخلي يظل من أشد الملفات إلحاحا ولا بد من اتخاذ الخطط الاقتصادية الكفيلة برفع مستوى دخل المواطن اليمنى وتحسين وضع العملة وإيقاف التصاعد المستمر للأسعار ولا يمكن لذلك كله أن يتحقق إلا عبر البرامج والخطط الإستراتيجية القادرة على استثمار إعانات اليمن الشقيق وخيراته لدعم المستوى المعيشي للشعب اليمني. وخلصت الصحيفة إلى القول إن نتائج الانتخابات اليمنية تمثل خيار المواطن اليمني للرئيس على عبدالله صالح الذي سيقود اليمن في المرحلة القادمة والتي لا نشك انها ستكون مواصلة لعملية الإصلاح والتطوير والتنمية التي يشهدها اليمن الشقيق. وتحت عنوان رأي في الحديث / اليمن .. تحديات الخيار الديمقراطي / أكد الكاتب والمحلل السياسي السعودي الدكتور طلال صالح بنان أن الذي يحصل في اليمن تطور ملفت على صعيد العمل السياسي. وقال مستويات متقدمة من المشاركة السياسية0 يعكسها النموذج اليمني في ممارسة الديمقراطية يقل ملاحظة مثيل له في كثير من بلدان العرب حتى تلك التي سبقت اليمن في مضمار التنمية السياسية. وأضاف أن انتخابات تنافسية على رئاسة الجمهورية تجرى بهذا الزخم المتنامي من المشاركة السياسية تعكس بالتأكيد نضجا في العمل السياسي يتزايد باطراد هذه ليست أول مرة تجرى انتخابات رئاسية في اليمن بشكل تنافسي يعطى خيارا للناخبين لاختيار أحد المرشحين لتقلد أرفع منصب سياسي في البلاد .. مشيرا إلى أن انتخابات عام 1999م أعطت صورة أخرى مبتدئة للانتخابات ولو على مستوى الشكل بمعنى أنه كان بالفعل هناك مرشح آخر في مواجهة الرئيس علي عبدالله صالح ولكنه كان يمثل شكل الانتخابات التنافسية وليس مضمونها.. لكن الانتخابات الرئاسية هذه المرة في اليمن كانت حامية الوطيس وتكشف عن تنامي مظاهر التعددية السياسية، في مجتمع قبلي تقليدي لا يمكن بالقطع التنبؤ بسلوكه الانتخابي بصورة جازمة. وتابع قائلاً : صحيح أن فرص فوز الرئيس عبدالله صالح تزيد عن ذلك الذي يمثله أي من المرشحين الآخرين ولكن الرئيس اليمني بدا وكأنه يعطي اهتماما زائدا للانتخابات ليس فقط لضمان فوزه فيها ولكن كمقياس لأداء عهده الذي استمر 28 سنة في حكم اليمن واستطرد قائلاً : لقد تخلل الحملة الانتخابية للرئيس ومنافسيه خطاب سياسي حاد يعكس مدى اهتمام المرشحين بالعملية الانتخابية بغض النظر عن نتيجتها. وقال الكاتب السعودي / المهم هنا مضمون الديمقراطية ليس حركة طقوسها ومضى يقول الديمقراطية في التحليل الأخير هي بقدر كونها حركة نظام متكامل للقيم يحكم تلك الحركة. وأضاف حتى تعطى الديمقراطية ثمارها كخيار سياسي أمثل للعمل السياسي في أي مجتمع لابد أن تعكس حركة قيم الليبرالية السياسية التي لها بنظام قيم المجتمع الخاص بالحقوق والحريات حتى تأتى حركة الديمقراطية مكملة لتطور عصري حقيقي يعكس تنمية سياسية حقة في المجتمع وخلص إلى القول الديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها ولكنها وسيلة. من وسائل أخرى متاحة للتعاطي مع حركة العملية السياسية في المجتمع لذا فأن الديمقراطية لتمثل خيارا أفضل نسبيا للحراك السياسي والاجتماعي في اليمن لابد أن تساهم0 بصورة فعلية في رفع كفاءة النظام السياسي عند القيام بوظائفه الرئيسية.