الجزائر / متابعات :دعت «بهجة رحال» سيدة الطرب الأندلسي في الجزائر، إلى تدوين فن «النوبة» حتى تتم حماية هذا الجزء المهم من التراث العريق للأمة العربية الإسلامية، وأهابت بالباحثين والموسيقيين للتعاون في هذا الاتجاه، ولاحظت بهجة التي تألقت كثيرا في الجزائر والمنطقة المغاربية وكذا أوروبا، إنّ الأغنية الأندلسية باتت تعيش واقعا مؤسفا في بلادها جراء المآزق المتعددة التي مرت بها، معتبرة في تصريح خاص بـ»إيلاف»، أنّ ما يشهده المغرب وتونس من حراك في هذا الاتجاه، ينبئ بمستقبل مشرق لهذا التراث الموسيقي الأصيل، على درب إحياء وإبراز النوبة الأندلسية الأصيلة ومحاولة إبرازها بالشكل الصحيح الذي تستحقه.وأبدت بهجة المعروفة بلقب «سفيرة النوبة الأندلسية»، معارضتها لطريقة الحفظ المعتمدة حاليا من ممارسي الغناء الأندلسي، حيث جزمت إنّ هذه الطريقة تتناقض مع التعلم الصحيح لأساسيات أي نوع موسيقي، متصورة أنّ ذلك سيٌفقد مع مر الوقت الكثير من خصوصيات النوبة وتوابعها، وألحت بهجة أيضا على ضرورة اعتناء الموسيقيين والمغنين على حد سواء، بإبراز أوراق ظلت منسية ونقاط لا تزال مجهولة في الرصيد الأندلسي العام، وهذا ما دعاها إلى أداء ثلاثة نوبات في ألبومها الأخير، لشاعرات أندلسيات (مغمورات) وهنّ:»أم هناء»،»أم علاء»، و»ولادة بنت المستكفي»، وهو ما يثبت بحسبها بطلان النظرية القائلة بـ(رجالية) النوبة الأندلسية، مشيرة إلى أنّ رواة التاريخ يذكرون أنّ النساء كنّ السبّقات للتتلمذ على يد زرياب.كما هاجمت رحال التي غنت لابن زيدون، المعيارية السائدة في الجزائر، وقالت إنّ الأخيرة تسببت في استفحال الأغنية التجارية التي أوقعت بالفن الجزائري في هوة سحيقة، على حد تعبيرها، واستغربت كيف أنّ القائمين على شؤون الفن في بلدها لم يكترثوا بالمصير المؤسف للتراث الأندلسي ومبدعيه، ولم ينهضوا بإنعاش حركية الفن الأصيل، واكتفائهم بلعب دور المتفرج على معاناة الفنانين من عراقيل بالجملة في سبيل نشرهم الأغنية الأندلسية، في وقت يسعى الأوروبيون لاستكشاف هذه الأغنية، وبلغ الحد بباحثين ألمان للاشتغال حول تاريخانية وشكلانية النوبة الأندلسية منذ زمن زرياب وعزة الميلاء.
|
ثقافة
بهجة رحال تدعو لتدوين فن النوبة
أخبار متعلقة