لقد هدأت أصوات المدافع في صعدة منذ فترة كما تنبأ بذلك فخامة رئيس الجمهورية حتى قبل أن تخمد نيران الحرب، وأكدته الحكومة اليمنية لاحقاً.. وهو ما نشاهده حيث ينصرف الجميع - في هذه الحالات - إلى البناء والتعمير وإعادة إعمار ما دمرته الحرب. هذا السيناريو مرت به كل الدول الكبرى والمجتمعات المتقدمة والدول النامية والمتخلفة التي تعرضت لحروب.. وهي معادلة طبيعية . ومن غريب الأشياء بأن نجد اليوم في الحالة اليمنية وخاصة في التعامل مع حرب صعدة، أطرافاً دولية وإقليمية ومعها « أبواق» محلية تروج أن حرب صعدة لم تنته وأن الجولة السابعة في الطريق.. وكأن هذا الصمود منذ إعلان وقف الحرب لم يعجبهم لأنه لا يلبي طموحاتهم وأهدافهم المتمثلة بتحويل اليمن إلى ساحة حروب دائمة في كل أطرافها . لقد كان واضحاً نهج بلادنا تجاه الأوضاع في صعدة وبشهادة دول ومنظمات دولية بأن الجميع يعمل مع الحكومة اليمنية في اتجاه ما بعد الحرب في صعدة والمتركزة على إعادة الإعمار والبناء وتجاوز كل سلبيات تلك الحرب القذرة وما تركته من سلبيات ودمار كبير يحتاج إلى تضافر كل الجهود لإعادة صعدة كما كانت محافظة للخير ومدينة للسلام . ومن الضروري الإشارة هنا إلى من لا يعي أو يدرك حقيقة تلك الأشياء على أرض الواقع أن الجهود اليمنية والدولية في محافظة صعدة تسير على أكمل وجه، ومن الطبيعي أن يرافق ذلك - كما حدث في الكثير من مناطق العالم بعد الحروب - تداعيات وتبعات للحرب، منها حالات لا تزال خارجة عن القانون ترفع السلاح في وجه الدولة أو تثير القلاقل أو المكائد أو أعمال التخريب، لكن ذلك لا يمنع بالتأكيد أن تواصل الدولة جهودها من أجل تجاوز مرحلة ما بعد الحرب. وهذا ما يحدث الآن على أرض الواقع في محافظة صعدة.وإن كانت الدولة تتحمل كل تلك الجهود والتبعات لتجاوز ما خلفته حرب صعدة.. لكن علينا أن نوضح هنا نقطتين أساسيتين توضحان المشهد على أرض الواقع.النقطة الأولى: أن الحكومة اليمنية حريصة على بناء السلام في صعدة ولهذا فهي تتعامل بحكمة ومرونة مع بعض هذه الجماعات التي تحاول أن تهدد تثبيت الأمن والاستقرار في صعدة.أما النقطة الثانية فهي : أن عناصر الحوثيين لا تلتزم التزاماً كاملاً بتنفيذ الشروط التي وضعت، ولهذا فإن ما تحاول أن تفعله الحكومة واللجان المعنية، هو كيف تدفع بهذه العناصر لإدراك أن مصلحتهم الضرورية العودة إلى جادة الصواب واعتبار السلام هو الطريق لتلبية أي مطالب مشروعة وإعادة بناء صعدة وإعمارها.
أخبار متعلقة