0 1 ملايين مريض في عام 2025 و% 70 منهم في الدول النامية:
د. طارق الباز : سرقة الكلى مستحيلة ولا يمكن أن تحدث طبيا القاهرة /14أكتوبر/ عادل محمود :“مطلوب كلية”، “شاب يريد بيع كليته”، “سرقوا كليتي” هذه عبارات أصبحنا نألفها من خلال مشاهدة البرامج والأفلام والمسلسلات التليفزيونية، بل أصبح الإعلان علي ذلك في شريط الإعلانات عبر رسائل sms وربما طالعتنا الصحف بهذه الأخبار التي تتصدر صفحات الحوادث عن سرقة الكلي، هذه الأجور وغيرها لا يمكن أن نغض الطرف عنها فقد انتشرت أمراض الكلى بشكل لافت للنظر في مجتمعاتنا، مما دفع البعض للبحث عن كلي بديلة حتي ولو كانت عن طريق السرقة، ليعيشوا هم وليذهب الباقون إلي الجحيم، ولأهمية هذه القضية وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة التي علقت في أذهاننا عن أمراضي الكلى، والأخطار التي تهدد حياة الملايين وكيفية الوقاية منها، كان موضوع هذا التحقيق. يقول د. زكريا الباز أستاذ أمراض الكلي ورئيس الجمعية المصرية لرعاية مرضي الكلي يقع علي الكلي دور مهم فهي تعمل كضابط لسوائل الجسم والأوعية الدموية، لأنها تنقي الدم من المواد السامة الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي، وتقوم أيضا بصرف ما يزيد عن حاجة الجسم من الماء والأملاح في صورة بول، وأي خلل يصيب هذا العضو الحساس ينتج عنه مضاعفات مرضية قد لا تحمد عقباها. وحذر د. زكريا في الوقت نفسه من خطورة أمراض الكلي المزمنة التي تعطل الكلي عن العمل وتسبب فشلاً كلوياً، وخطورة هذه الأمراض تكمن في أنها مثلها مثل الأمراض الصامتة التي تتحرك وتتفاقم في جسم الإنسان دون أن يدري كأمراض الضغط والسكري. وأكد أن الحل والوحيد للوقاية من هذه الأمراض هو اكتشافها مبكرا عن طريق عمل الفحوصات الطبية الشاملة وبشكل دوري علي وظائف الكلي لاكتشاف المرض قبل استفحاله في الجسم، وإجبار المريض في نهاية المطاف علي الوقوع في دوامة عمليات زرع الكلى وتكاليفها الباهظة. وعن مسببات أمراض الكلى، قال د. الباز إن مرض السكري من أكثر الأمراض التي تؤثر علي وظائف الكلى، لأنه يزيد الإصابة بأمراض الكلي المزمنة بنسبة %40 إلي %50وذلك وفقا لأحدث الإحصائيات الطبية، وهذه نسبة خطيرة خاصة في مصر، حيث يوجد أكثر من 4 ملايين مصري يعانون من السكري، لذا ننصح مرضي السكري بضرورة قياس مستويات وظائف الكلى بشكل دوري، لاكتشاف أمراض الكلي قبل تفاقهما، وذلك عن طريق قياس مستويات الكرياتينين والزلال في البول ومراجعة طبيب متخصص في أمراض الكلي، وقال إن المخرج الوحيد لوقاية مرضي السكري من مضاعفات أمراض الكلى هو ضبط سكر الدم، وذلك عن طريق أخذ حقن الأنسولين بانتظام أو الأقراص البديلة، أو عبر ضبط العادات الغذائية السليمة التي ينصح بها أطباء السكري المعالجين، والسكر المعتدل عادة يكون من 08 إلي 0 1 1 قبل الإفطار، وبذلك يتخلص مرضي السكري من مخاوف الإصابة بأمراضي الكلي. أما السبب الثاني من أسباب انتشار أمراض الكلى، فهو ضغط الدم حيث اكتشفت الدراسات أن حوالي %26من المصريين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وسبب ارتباط الضغط بأمراض الكلى، هو أن الشعيرات الدموية عند مريض الضغط تضيق وتؤثر علي سير الدورة الدموية ومن هنا يأتي قصور الكلي بأنواعه المختلفة، حيث تصل نسبة إصابة مرضي الضغوط بالقصور الكلوي حوالي%20 ونصح د. الباز مرضي الضغط بالمحافظة علي ضبط الضغط باستمرار ليصل إلى 0 31 علي 0 8 إذا كان مريض الضغط ليس لديه زلال في البول، أما إذا صاحب بول المريض مستويات من الزلال، فلابد أن يصل ضغط إلي أقل من 521 علي 57، ويتم ضبط هذه المستويات عبر الرجوع إلي الطبيب المعالج. وهناك أيضا أمراض مناعية تسبب الإصابة بالقصور الكلوي، أهمها ف فيروس الكبد الوبائي >سي< ومرض السل، والأمراض الناتجة عن الإصابة بدودة البلهارسيا، والسبب في ذلك هو أن هذه الأمراض لها مردود سلبي علي وظائف الكلي نتيجة الاضطرابات المناعية الناتجة عن تلك الأمراض، لذا يجب علي كل من يعاني من هذه الأمراض عمل التحاليل اللازمة وقياس مستويات وظائف الكلي لاكتشاف القصور الكلوي في مراحله المبكرة. ويقول د. الباز إن هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي تنتشر بين الشعب المصري، ولا تستند علي أي أساس علمي، ومنها أن مياه الشرب قد تسبب فشلاً كلوياً نتيجة تلوث المواسير وعدم تنقية المياة بصور جيدة، وهذا مفهوم خاطئ علق في أذهاننا منذ 05 عاما حينما كنا نستخدم مواسير مصنوعة من مادة الرصاص، وهذه المادة اختفت منذ فترة وأصبحت المواسير تصنع الآن من معادن أخري كالبلاستيك والألومنيوم، وعلي افتراض أن مواسير المياه الصنوعة من الرصاص موجودة حتي الآن، فهذا لا يؤثر علي الكلي إطلاقا، وإنما يؤثر علي الجهاز الهضمي والعظام، وليس له علاقة بالفشل الكلوي من الأساس. الأطفال وأمراض الكلي وتقول د. بهية مصطفي أستاذ أمراض كلي الأطفال بجامعة عين شمس إن الأطفال ليسوا بعيدين عن أمراض الكلي فالكلي عند الأطفال تقوم بنفس وظائف الكلي عند الكبار، إلا أنها تختلف في أول سنتين من عمر الطفل، وخلال هذه المرحلة العمرية تكون كلي الطفل صغيرة ومنخفضة الكفاءة من حيث تفاعلها مع السوائل والأملاح والأدوية التي يتناولها الطفل، كما أن هذه الفترة من عمر الفطفل ترتبط بالكثير من المضاعفات والأمراض كصعوبة التنفس والجفاف وغيرها والتي تؤثر بالطبع علي كفاءة الكلي المنخفضة خاصة عند الطفل حديث الولادة. وأضافت: أن الطفل الرضيع قد يدخل في مرحلة فشل كلوي مزمن جراء هذه المضاعفات المصاحبة لهذه المرحلة العمرية، لذا لابد أن يتعامل الأطباء والآباء مع كلية ا لطففل بحرص شديد، فكلما قل الدواء، وحظي الطففل باهتمام عند دخوله الحضانة، يستطيع الطفل أن يمر من هذه المرحلة بسلام، ولا يصاب بأمراض الكلي. كما إن أمراض الكلي عند الأطفال أنواع، أهمها الأمراض الوراثية ومنها أمراض >الكلية المتكيسة<، والتي تحدث حينما يولد الطف بكليتين عبارة عن أكياس لا تقوم بوظائفها الأساسية نتيجة خلل وراثي، ويصاب بها الطفل في العادة عن طريق چينات الأب والأم، أو عبر تاريخ العائلة المرضي الذي يحمل الجينات الوراثية المسببة لتكيس الكليتين، لذا يستحسن أن يقوم الزوجان بعمل الفحوصات اللازمة قبل الزواج لاكتشاف الأمراض الوراثية التي قد يتعرض لها الأطفال في المستقبل وفي مقدمتها مرض تكيس الكليتين وفقر الدم وغيرها. تطور ملحوظ ويقول د. طارق الباز أستاذ زراعة الكلي بجامعة القاهرة : إن عمليات زراعة الكلي في مصر حدثت بها طفرة كبيرة منذ إجراء أول عملية منذ ما يقرب من 03 عاماً، اكتسب خلالها الأطباء العديد من الخبرات الطبية العالمية، كما ظهرت خلال هذه الفترة الكثير من الأدوية المانعة للفظ والتي تزيد بالطبع من نسبة نجاح مثل هذه العمليات، لأنها تعطل عمل الجهاز المناعي حتي يتقبل الجسم هذا العضو الغريب، ليصبح عضواً أساسياً من أعضاء الجسد. وأكد أن نسبة نجاح عمليات زرع الكلي في مصر وصلت إلي%95 وهي نسبة هائلة، وتستمر حتي سن ةمن عملية الزرع، وتنخفض هذه النسبة إلي %80 بعد 01 سنوات من العملية وأضاف أن نسبة نجاح العملية ترتفع كلما كان المتبرع بالكلي قريباً من المريض، وكان المتبرع حياً، بخلاف الدول الأخري التي سبقت مصر وأباحت عمليات نقل الأعضاء من الأموات. وطالب د. طارق بوجود تشريع مصري يبيح نقل الأعضاء من المتوفي كي يتسني للأطباء إنقاذ أكبر عدد ممكن من مرضي الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلي عمليات زرع. وعن حقيقة ما يحدث من عمليات سرقة الكلي التي انتشرت مؤخرا أكد د.طارق أن عملية سرقة الكلي مستحيلة بكل المقاييس ولا يمكن أن تحدث طبيا بأي حال من الأحوال، لعدة أسباب منها أن هذه العملية لا تحدث بين يوم وليلة وإنما تحتاج لعدة أسابيع من التحضير والتجهيز سواء من المتبرع أو من المتلقي، ويسبقها أيضا العديد من التحاليل والفحوصات، للتأكد من أن المتبرع خالي من الأمراض الفيروسية والالتهابات المعدية كفيروس الكبد الوبائي >سي< و>بي< وأن تكون الكلي سليمة من أي أضرار ولا تحدث أي أضرار للمتبرع عند الاستغناء عنها، ولابد أيضا من توافق الأنسچة وفصيلة الدم بين المتبرع والمتلقي، وهذه كلها إجراءات تحتاج إلي وقت وتكون عادة بعلم المتبرع وبرضاه الكامل، لذا يستحيل أن يتعرض أي شخص لعملية سرقة الكلي. وأضاف أنه علي افتراض أن هذه تحاليل من الممكن أن يقوم بها الطبيب في وقت يسير، وبإمكان الطبيب وهو في غرفة العمليات أثناء تخدير المريض أن يقوم بسرقة الكلي أو أي عضو آخر دون أن يشعر المريض بوجود كلي إخري تقوم بالمهمة، فهذا غير ممكن أيضا لأنه لا توجد في مصر أجهزة تقوم بحفظ الكلي أكثر من 84 ساعة فقط، والكلي ليست مثل أكياس الدم أو أطفال الأنابيب يتم حفظها لحين زرعها لمريض آخر، لذا يستحيل بأي حال من الأحوال عمليات سرقة الكلي كما يحدث في الأفلام والمسلسلات، فهذه فبركة إعلامية حظيت للأسف بتصديق غير منطقع النظير، نظرا لغياب الثقافة الطبية السليمة في مجتمعاتنا. لغة الأرقام وعن لغة الأرقام والإحصائيات،يقول د. زغلول العاصي أخصائي أمراضي الكليأن علاج هذه الأمراض يستوجب تكاليف باهظة، في ظل غياب تام لثقافة الوعي الصحي عند المواطنين، وإهمالهم المستمر في عمل الفحوصات الدورية وهو ما يساعد علي انتشار مثل هذه الأمراض بسرعة كبيرة ، ورغم انخفاض الأمراض المعدية في مصر كالسل والكوليرا والدرن، ظهرت أمراض أخري علي الجانب الآخر أشد خطورة مثل السكري والضغط وأمراض الكبد والكلي. وأضاف د. زغلول أنه مع قدوم عام 5202 سيصل عدد مرضي الفشل الكلوي في العالم طبقا لأحدث الإحصائيات إلي 01 مليون مريض %70منهم في الدول النامية، ومن هنا تبرز ضرورة التوسع في عمليات زرع الكلي والغسيل الكلوي بدلا من تخلي الدولة عن هذين المطلبين الضروريين لحياة الكثير من المصريين فلأن هناك صعوبات كبيرة تواجه المرضي في عمليات الغسيل وفي العام نفسه سيصل عدد مرضي السكري في العالم إلي 003 مليون مريض%70 منهم في الدول النامية أيضا، وسوف تحدث مضاعفات خطيرة نتيجة هذا المرض المزمن منها الزيادة الكبيرة في أمراض القلب والكلي والضغط وغيرها، وبما أن ربع المصريين مصابون بارتفاع ضغط الدم، فستكون هناك إصابات كبيرة بالفشل الكلوي في مصر نتيجة لارتفاع المصابين بالضغط، لذا فإن الكشف المبكر يعتبر من أفضل الوسائل للوقاية من أمراض الكلي خاصة لدي المرضي الذين يعانون من أمراض الضغط السكري وتصلب الشرايين. الكلي والمسالك البولية وعن علاقة الكلي بالمسالك البولية، يؤكد د. هاشم رشوان أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة قناة السويس أن المغص الكلوي يصاحبه الكثير من الآلام، والذي يحدث عادة عند تكوين حصوات في المسالك البولية ونزولها في مجري البول، وحذر من أن هذه الحصوات من الممكن أن تؤدي إلي انسداد في المجاري البولية مما يؤثر علي الكلي ويصيب المريض بالفشل الكلوي. وينصح د. هاشم المرضي عند حدوث مغص كلوي بضرورة مراجعة الطبيب المعالج، لكي يستطيع الطبيب إسعاف المريض حتي لا يؤثر هذا المغص الكلوي علي وظائف الكلي، ويحدث به تلف ومن ثم فشل كلوي مزمن يستوجب عملية زرع كلي، وحذر من خطورة الحصوات التي قد تتكون علي الكلي دون أن يشعر بها المريض، منها حصوات قرن الغزال، وهي من أخطر أنواع حصوات المسالك البولية، وقد لا يشعر المريض بها، لأنها قد لا ينتج عنها أي أعراض تذكر سوي تلوين البول في بعض الأيان، وقد يكتشف المريض أيضا أن البول يحتوي علي كمية من الزلال أو كرات دم حمراء أو خلايا صديدية، أو قد يشعر في بعض الأحيان بارتفاع ضغط الدم، لذا يجب علي الإنسان إذا شعر بمثل هذه الأعراض البسيطة من وجهة نظر البعض، فلابد من مراجعة طبيب متخصص، وفحص الكلي بشكل دوري لأن هذه الأعراض تؤثر علي وظائف الكلي بشكل سلبي. أما إذا شعر المريض بانسداد في البول يصاحبه حرقان وصعوبة في التبول، فيجب عليه مراجعة الطبيب لأن هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن تضخم البروستاتا، الذي يؤدي بدوره إلي مشاكل قد تكون مزمنة بالدرجة الأولي، وتؤثر علي وظيفة الكليتين وتؤدي إلي ما يسمي بالفشل الكلوي المزمن، لذا يجب التعامل مع الأعراض بشكل علمي، ولا يتم التعامل معها بشيء من التبسيط لكي نتلافي المشاكل الخطيرة التي قد تحدث وتؤدي إلي مضاعفات غير محمودة العواقب.