أحمد علي عوض لا يكفي أن يتسلح المرء بالثقافة والوعي ويتشدق بما لديه من فكر ومعرفة مالم يكن مؤمناً بمواطنته الصالحة وترسخ مفاهيمها الصحيحة والسليمة في أعماق تكويناته الداخلية ، وتكون قد أخذت حيزاً واسعاً في مظاهر حياته اليومية وتصرفاته الوطنية والإنسانية بحرية مطلقة وحرص شديد على تجسيدها كواقع عملي ملموس ومعاش بما يكفل تحقيق الفائدة العظمى منها لذاته بدرجة أولى وللآخرين كمرحلة ثانية . وقد لفت نظري في هذا الإطار ما قام به أحد المواطنين العاملين في صندوق النظافة فرع عدن / قسم التوعية بمهنة سائق وهو المواطن / محمد بن محمد سعيد من سلوك حضاري ونموذجي استوجب مني الوقوف عنده والاهتمام بكتابته بل والثناء عليه أثناء قيام إدارة التوعية بحملات توعية للمواطنين في مختلف المديريات وجدته بين لفيف من البشر في إحدى المناطق المستهدفة يدعو سكانها ويناشدهم بكل ما أوتي من قوة وبما لديه من فهم ووعي محدودين ومتواضعين مستخدماً كل ما توافر له حينها من وسائل الإقناع شارحاً لهم أهمية وضرورة التجاوب مع عمال النظافة والالتزام بوضع القمامة في البراميل المخصصة لها لمساعدة العمال على إنجاز مهامهم وأداء واجبهم بما يسهم في الحفاظ على جمال ونظافة بيئتهم وحمايتها من التلوث الناتج عنه العديد من الأمراض الخطيرة والمعدية والفتاكة واصفاً إياهم بأنهم كانوا السباقين لعشق النظام وتطبيقه بكل مظاهره وأشكاله .وبحركة لا إدارية وجدت نفسي مندفعاً نحوه مبتغياً التعرف عليه وباحثاً عن الأسباب والدوافع التي جعلت هذا السائق يتحمل مسؤولية تنكر لها الكثير من المثقفين وتجاهلها الغالبيه من شرائح المجتمع فأعجبني جوابه السريع والبسيط غير المتكلف يقوله : ( إن الخير يخص والشريعم وإنطلاقاً من فهمي القاصد لهذه العبارة استطيع أن أجزم أنه لا يستطيع أحد من البشر أن يملي علي ما افعله بمقتنى مواطنتي الصالحة وما تولد بداخلي من إحساس بالرغبة في توعية ما اكتسبته في معرفة وثقافة وأنا اعمل مع إدارة التوعية التابعة للصندوق لكل من تسمح لي الظروف اللقاء بهم سواء خلال الحملات التوعوية أو في زمان ومكان آخرين . وبهذه الرؤية الواضحة والتصور العميق يتضح أن المواطنة الصالحة ليست مهنة أو إنتساب يلتصق بكل مدع لها إنما هي الممارسة العملية بكل ما يخدم الوطن ويقيه شر الموبقات والمهالك روحاً وجسداً .وتحت الحاحه المصحوب بالرجاء نتوجه نيابة عنه وعن كل مواطن شريف وغيور على وطنة ومصالحه العليا بالشكر والعرفان بالجميل وبما يكنه الجميع لكل في الأخوين / أحمد الكحلاني محافظ محافظة عدن وقائد راشد انعم المدير التنفيذي لصندوق النظافة بالمحافظة على ما يبذلون من جهود طيبة ومثمرة للحفاظ على صحتنا ودرء عنا المفاسد والأمراض وعلى معاملاتهما الحسنة والإنسانية لكافة العاملين تحت أيديهم من أصحاب المناصب العليا أو الدنيا . وبعد أن ودع كلاً منا الآخر وافترقنا على خير وسار كل واحد منا إلى حال سبيله وقفت أمام بحر من الخيالات وأحلام اليقظة مستجمعاً الصور المستقبلية المطلية بألوان السعادة والنظافة والصحة وما ستؤول اليه حياتنا من رخاء وتقدم وأمان واستقرار لو أن كل مواطن أمن بمواطنته الصالحة على النحو الأمثل وأدى واجبه بوازع داخلي لا يحتاج إلى رقابة خارجية .
|
تقرير
المواطنة الصالحة ممارسة وليست ادعاء
أخبار متعلقة