لم تكن الثورات التي وقعت في جورجيا وأوكرانيا وقيرقيزيا قبل عدة اعوام إلا تحصيل حاصل لتلك التراكمات السياسية التي أنتجتها الإدارات الأميركية المتعاقبة لخلق تخلخل في إدارات دولٍ كانت في يوم من الأيام امتداداً جغرافياً للاتحاد السوفيتي .. حتى بعد سقوط المنظومة الاشتراكية على إثر الحرب الباردة وتفتت دولها لتصبح دولاً تطحنها الأزمات ويستهلك مواردها الفقر .. ظلت الإدارات الأميركية المتعاقبة تسعى لتصدير “الديمقراطية” لهذه الدول حتى ظفرت بهذه الفرصة التي أنتظرتها طويلاً وكانت هذه الفرصة هي البوابة الأوسع للدخول إلى دول تلك المنظومة “المنتهية” .. الثورات المخملية التي حدثت في عدد من الدول السوفيتية “سابقاً” هي ذلك الباب وتلك الفرصة .. نعم انفرط عقد الاتحاد السوفيتي في آسيا ومن بعده المنظومة الاشتراكية ذي الاتجاه “الماركسي” برمتها وأصبح العالم يديره قطب واحد وسياسة واحدة وأيضاً إدارة واحدة يطبخها “البيت الأبيض” الذي عنون سياسته بشعارات هي أقرب للحلم منه للواقع .والدليل الاقرب الى مخيلة العقل العربي مايحدث للعراق وافغانستان اليوم. وكان أصدع شعار وضعته هذه السياسة هي “الديمقراطية” وجعل من هذا الشعارجسرها الذي تمتد به إلى هذا الشعب أو ذاك وبسهولة غريبة . لتطبق المثل القائل “عندما يحترق القصر لا احد يكترث للاسطبل”,بهذا الشعار وضعت الإدارة الأميركية كامل ثقلها لتخل موازين دول “الحقبة الاشتراكية” ودقت أخر مسمار في تابوت لجنازة تم دفنها وطردت إدارة لها ميول “اشتراكي” لتجلس بمقعد الحكم إدارة لها ميول “غربي - رأس مالي” .هذا ماحدث في الثورات المخملية. إذا لقد كان الخوف من “بقايا الاشتراكية” في دول تحررت منها مازال يؤرق مضجع “ الليبرالية الأميركية” فقد حان الوقت الآن للنوم دون أرق أو خوف فقد حلت شعارات “ الديمقراطية” ما لم تحله أسلحة الدمار والتهديد بها .. إذاً من التالي في قائمة تصفية الحسابات القديمة بين قطب مهيمن ومنظومة منتهية . وإذا كان شعار الاحتلال القديم “فرق تسد” فالديمقراطية هي شعار الاحتلال الجديد - طبعاً - مع اختلاف أسلوب تطبيق مضمون الشعار من مرحلة لأخرى ومن دولة لأخرى. لماذا تسعى “الإدارة الأميركية” جاهدة إلى تصدير الديمقراطية إلى دول العالم .. وخاصة العالم الثالث؟ وايضا ماذا سيقدمه الرئيس الامريكي الاسود للعالم. لندع الإجابة للأيام .. فهي وحدها من يعول عليها الإجابة .
|
اتجاهات
الديمقراطية بنكهة أمريكية
أخبار متعلقة