غضون
- حشد الشيخ حسين الأحمر شيوخاً في قبيلة حاشد إلى خمر يوم الثلاثاء الماضي وهناك تناوبوا على إلقاء الكلمات التي تعلي من مكانة (حاشد) وتتناول دور (حاشد) في قطع الطرقات وإخافة السبيل بوصفه دوراً غير مشرف لقبيلة حاشد والإعراب عن الرغبة في التخلي عن هذا الدور، وكذلك التخلي عن أي (حاشدي) يوالي (الحوثيين)!.في حشد (حاشد) طرحت وثيقتان ومطلوب من شيوخ القبيلة التوقيع عليهما.. وحتى الآن غير معروف لدينا من وقع ومن رفض التوقيع.. لكن من الصواب أن (ننوه) بما جاء أو سطر في الوثيقتين من (نوايا) إيجابية أو حسنة ورغبة في التخلص من بعض الممارسات الخطيرة التي يقوم بها أفراد قبيلة (حاشد).في الوثيقتين وفي حال إجماع مشايخ القبيلة عليهما سيصبح أي (حاشدي) قاطع طريق مهدور الحقوق إذا قتل أو جرح أثناء أداء (العمل)!. أعني أثناء ممارسة سلوك قطع الطريق، وكل من آوى قاطع الطريق حكمه حكم قاطع الطريق نفسه.. ومن تستر على قاتل أو آواه يعطى مهلة أسبوع لتسليم القاتل وإلا اعتبر خارج (مخوة حاشد) ويصبح هو والقاتل وما للاثنين من حقوق وأموال (هدراً) لقبائل حاشد والدولة.. وأي (حاشدي) يوالي (الحوثيين) لا مأوى له في (حاشد).. وان على شيوخ (حاشد) أن يحلوا مشاكل الثأر في القبيلة، وأي (حاشدي) لديه مظلمة أو مشكلة عليه أن يلجأ إلى الشيوخ لحلها وليس إلى (قطع الطريق).- من الإنصاف الإشادة بأي وثائق مثل وثيقتي (حاشد) وسيكون الأمر مدعاة للسرور لو أن الشيوخ اجمعوا عليها والتزموا بنصوصها.. وهذه الإشادة مني لا تشمل ما ورد فيهما متعارضاً مع مبادئ حقوق الإنسان وكذلك ما يعطي القبيلة صلاحيات تجاوز الدولة.. ومن الإنصاف أيضاً التنويه بسخاء الشيخ حسين الأحمر.. فقد ألزم نفسه أو ألتزم بتخصيص خمسمائة مليون ريال من (حر) ماله لدفع تكاليف الحلول المطلوبة لمشاكل (التقطع) والثأرات وكذلك (مصاريف) اللجان المعنية بصنع الحلول.ومن الإنصاف أيضاً القول إن هذه الإيجابيات لم تصدر عن رؤية وطنية.. بل عن (عصبية قبلية) أي من أجل (حاشد) وفي سبيل إعلاء (حاشد) بين القبائل.. ومن أجل تحسين صورة (حاشد) التي يدرك الشيخ حسين انها باتت مشوهة، وهي بالفعل كذلك، فمصدر الموبقات وكبائر الإثم في هذا البلد هو حاشد وبكيل وسائر (العصبيات).- ورغم بغضي الشديد لسلوك (جماعات الحراك) الذي ينزع نحو العنف، والمناطقية على قاعدة (جنوبي ـ شمالي) أشعر بأن (جماعات الحراك الجنوبي) أهون من (العصبوية) القبلية.. فالأولون ينطلقون على قاعدة (هذا وطني) الكبير، والأخيرون ينطلقون من قاعدة (هذه قبيلتي).. وبالمناسبة شكلت قبل أيام رابطة (قبائل سفيان) في المكان نفسه، وهي رابطة لقبائل (بكيل).. والرابطة تنطلق من ربط أفراد (بكيل) المنتشرين في خمس محافظات (وطنية) في رابطة (عصبوية) واحدة.. أي إسقاط كل اعتبارات الوطنية والمواطنة لصالح العصبية القبلية القائمة على رابطة الدم أو النسب وليس رابطة الدين والوطن واللسان وكل ما هو مشترك.