نعمان الحكيماستأنس أنا هنا، بالعندليب الأسمر، المرحوم/ عبد الحليم حافظ الذي غنى يوم ذات في سياق أغنية شهيرة : (قدر أحمق الخطى..)الخ الأغنية.. لأقول لا ليس القدر هو (أحمق الخطى).. بقدر ما نحن الحمقى ونرمي بلاوينا على القدر، والقدر خيره وشره من الله تعالى.. ولكنها كلمات قالها المرحوم لمجرد الغناء وها هي اليوم تنطبق على الفنان الراحل المرحوم/ يوسف أحمد سالم.. رحمة الله عليه.. فأي قدر هذا الذي ساقه إلى بلد آخر ليوارى الثرى هناك، بعد أن تجرع الآلام والويلات، ولم يلتفت إليه أحداً.. لقد كان يتحدث بمرارة عن الإبداع والمبدعين وكان يقول : الناس يجنون على غيرهم.. و (البيستين) يقصد الفلوس القليلة التي تعطى للفنان لا تساوي شيئاً، وكان يسميها (بيس) وهي تسمية تعود إلى عهد قديم لعدن والعملات المتداولة فيها!اليوم ونحن نلوم أنفسنا، لا القدر.. فقد ساهمنا في إهمال شخصية بسيطة وكبيرة، فالبساطة كانت مرسومة على محياه ولا تلقى له كبراً أو غروراً، هكذا هو يوسف أحمد سالم منذ عرفناه كبيراً ونحن صغاراً، حتى فقدناه في رحلة علاجية لم يرد الله له مواصلة الشقاء والعذاب بعدها،واختاره إلى جواره رأفة به ورحمة من بني البشر الذين تنكروا لعطائه وتاريخه وإخلاصه للمدينة الحبيبة (عدن) وأهلها وناسها، وهو الذي كان يمكنه أن ينافق ويطبل ويدوشن، مثل كثيرين، ماتوا وهم أحياء، وخانوا ضمائرهم وناسهم ووطنهم، لأنهم فضلوا النفاق على الحقائق، ولذلك يقول الشاعر فيهم :(( ليس من مات فاستراح بميتٍ[c1] *** [/c] إنما الميت ميت الأحياء))وأنا من أشد مؤيدي ومعجبي ما تكتبه العزيزة الزميلة سلوى صنعاني، وقد قال الشاعر/ علي حيمد فيها ما لم نقله نحن لأنها تستحق ذلك وأكثر.. أعجبني ما أعلن عن عنوان موضوعها أمس لينشر اليوم.. فأمسكت قلمي لأقول (كلمتين) على رأي العلم العدني الشامخ/ أحمد عمر بن سلمان.. أطال الله في عمره المديد.. عن يوسف الذي أضعناه بأيدينا ومات غريباً دون حنيس أو أنيس إلا من أهل له من الأمارات العربية المتحدة سخرهم الله له.. ولكن هي لعنة الأوطان علينا لسبب تركنا لمبدعينا وجعلهم في هكذا حال.. فلا حياة رغيدة ولا ممات بين الأهل والأحباب.. وتلك مشيئة الله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وهنيئاً لك يوسف قبراً احتضنك تربته في مقابر (بني إياس) والله المستعان!
أخبار متعلقة