على هامش المساحة (المدنية) والتي عرفتها عدن قبيل الاستقلال والتي جاءت نتاج لحاجة نمو معالم الحركة التجارية والذي تطلب قيام صحافة إعلامية وإعلانية لمواكبة حاجة حركة نمو هذه المدينة،حيث برزت بعد ذلك مساحة لصحافة متعددة الإصدارات وكان من ضمنها الصحافة الفنية والتي انطلقت هي الأخرى بعد قيام الإذاعة والتلفاز وتنامي (حراك) الغناء ومشروع التسجيلات الغنائية وتقليد حفلات الغناء على المسارح ودور السينما وهو ما أتاح لتنامي الصحافة الفنية وظهور المجلات الفنية وتعددها وكانت مجلة (الغد) من أبرزها وكان ثمة شاب يافع ومتحمس هو الآخر لإصدار (مجلة فنية) لاسيما وأنه جاء من (أسرة) كان عمادها شاعر غنائي متميز غنى له كبار رواد (الأغنية العدنية) وهو الشاعر الغنائي المعروف وقتها (مصطفى خضر) وأما صاحب مشروع تلكم المجلة الفنية هو الصحفي الشاب (عبد القادر خضر) وكان وقتها في ريعان شبابه حيث أصدر (مجلة الفن) منذ عام 65م أي قبل (40 عاماً) لهذا فإنه يعد من أعمدة الصحافة الفنية حيث يعد أصغر رئيس تحرير مجلة فنية وقتها وما ميزه عن الآخرين من رؤساء تحرير المجلات الفنية الأخرى، أن عملية الصحافة الفنية هذه كانت غايته وهدفه وطموحه الأول والأخير بدليل أن جميع المجلات الفنية (توقفت) وكذلك رؤساء تحريرها توقفوا عن النشاط الصحفي الفني باستثناء (الصحفي الكبير الأستاذ علي أمان) ظل يصدر مجلته بين الحين والآخر بعد الاستقلال حتى توقف.. لكن الصحفي عبد القادر خضر ظل على تواصل مع مجلته الفنية رغم تغير اسمها حتى آخر لحظة من حياته.والميزة الأخرى لراحلنا الصحفي الفني الكبير أنه كان يتعامل مع الصحافة الفنية أينما حل وتواجد (إذاعة وتلفاز وفعاليات فنية) بمصداقية لأنها كانت تجري في دمائه حيث كان يقف على أدق أسرارها حيث فاجأنا ضمن (خطباته) الصحفية الفنية نشره لمشروع (قصة حب) الموسيقار الراحل أحمد قاسم مع الفنانة السينمائية المصرية (زيزي البدراوي)والتي كادت أن (تتوج) بالزواج على هامش عملهما مع بعض في تجربة الفيلم (حبي في القاهرة) عندما كان الفنان أحمد قاسم دارساً للموسيقى في المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة وهو (السر الفني) والذي كان لم يعرفه إلا (القليل جداً) من أصدقاء الفنان الكبير الراحل أحمد قاسم، بالإضافة إلى الصحفي الكبير الراحل عبد القادر خضر.وهذا دليل على مدى عشق الصحفي الراحل عبد القادر خضر للصحافة الفنية ومدى اقترابه من فضاءاتها الفنية وعلى مدى نصف قرن من حياته والتي مكنته بصدق من أن يكون الصحفي الفني الكبير الحامل لرسالة الصحافة الفنية بلا منازع.
|
ثقافة
اقواس
أخبار متعلقة