نيروبي/14 أكتوبر/ديفيد لويس: يبرز رجال ميليشيات كينيون من قبيلة كالنجين من بين أعواد حقول الذرة ليعلنوا أنهم على أهبة الاستعداد لخوض المعارك بعد ان شحذوا مناجلهم وأعدوا جعباتهم المتخمة بالسهام. كان هؤلاء الرجال قد تكبدوا هزيمة ثقيلة خلال الأيام القليلة الماضية إلا أنهم أعادوا تجميع صفوفهم وأضافوا تعزيزات وطفقوا يحومون على الطريق الرئيسي بحثا عن الأعداء وقد آلوا على أنفسهم استرداد قريتهم المسلوبة. ودوت في جنبات المكان صيحات الحرب التي تصم الآذان فيما بدأ مئات من المقاتلين يتبادلون إطلاق السهام والحراب والرشق بالحجارة وراحوا يحرقون المنازل التي سوي بعضها بالأرض. وأطلق بضعة جنود أعيرة نارية في الهواء ثم اكتفوا بمراقبة المعركة وقد اشتد أوارها. كانت هذه المعركة الضارية التي شهدها غرب كينيا أمس الأحد مجرد واحدة ضمن سلسلة لا تنتهي من أعمال العنف التي تجتاح البلاد وهي المعارك التي تفجرت في بادئ الأمر بسبب نتائج انتخابات الرئاسة المتنازع عليها إلا أنها استفحلت لتؤول إلى اشتباكات قبلية على الأراضي والثروات وتصفية حسابات قديمة. وأسفرت إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي المثيرة للجدل عن أزمة قتلت أكثر من ألف شخص وتسببت في نزوح نحو 300 ألف شخص ودمرت صورة البلاد في المنطقة كبلد آمن للأعمال والسياحة والنقل. قال المقاتل انتوني تشيبكووني من قبيلة كالنجين وهو مؤيد لزعيم المعارضة رايلا أودينجا وقد أظهر سهامه المسمومة التي أعدها قبل المعركة «نحن نطالب بحقوقنا وبإقامة العدل.» وتحت ضغوط دولية مكثفة يخوض كيباكي واودينجا مفاوضات مضنية في العاصمة نيروبي إلا ان هناك بونا شاسعا بين مراسم المصافحة بالأيدي والمؤتمرات الصحفية العالمية بشأن السلام وبين المقاتلين المتحصنين في الوادي المتصدع بكينيا. والسياسة هي زناد الصراع العرقي الذي يتخفى تحت السطح. وواصلت مجموعة من رجال قبيلة كالينجان ما تصفه بأنه عملها اليومي المتمثل في جمع الاحطاب وسكب البنزين عليها ثم إحراق مركز طبي.