صباح الخير
كنا ومازلنا نؤكد على ما ورد في البرامج الانتخابية باعتبارها قواسم مشتركة ، هناك شبه إجماع حولها ، فيما يتعلق يتشخيص واقع المجتمع اليمني وسبل تغييره إلى الأفضل ، فالجميع يقر بضرورة تحرير المواطن اليمني من البطالة وتوفير العمل لكل مواطن ، والجميع يتفق على أن الأجور والرواتب مازالت ضعيفة جداً ، وتوفير السكن لكل مواطن وتوفير العمل للشباب وكله موضوع إجماع في البرامج الانتخابية .كما تجمع هذه البرامج على ضرورة توفير الخدمة الصحية لكل مواطن وبكلفة معقولة ، وكذا يقر الجميع على ضرورة الارتقاء بمستوى ونوعية التعليم ، وفي مجال البنية التحتية تقر كل البرامج الانتخابية على ضرورة توفير المياه النقية للشرب وضرورة تعميم المجاري في المدن والأرياف ، وكذا تعميم خدمة الكهرباء والاتصالات بأسعار معقولة لتكون في متناول الجميع ، باعتبار البنية التحتية شرط التطور والتقدم في أي بلد كان ، كما تقر كل البرامج الانتخابية على ضرورة تفعيل هيئات وأجهزة الدولة لمزيد من الرقابة والمحاسبة على مواردنا ، وتجنب الأسراف في الانفاق والعبث بوسائل إفساد الضمائر والاخلاقيات من وخلال الرشوة والاختلاسات .كما تطرح العديد من البرامج ضرورة تحقيق قدر من الاهتمام بمكونات القوى السياسية ، والعمل على خلق قدر من التكافؤ في الحاجات والمصالح ، ليكون للجميع أهداف استراتيجية تهم كل الوطن وكل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ، ونخرج من دائرة الاقصاء والإلغاء ، ومن دوائر التبعية وأساليب الاستحواذ والاستئثار ، والاستغلال والاحتكار ، فهذه وحدها ضمان بناء وطن ومواطن شامخ ، وضمان بناء وطن ديمقراطي حقيقي ، قابل للحياة والاستمرار وبعيداً عن الفوضى والعشوائية التي تعربد في أكثر بلدان العالم .فما يهم الناس بعد كل انتخابات ، أن تنتقل البرامج الانتخابية ، إلى خطط عمل ملموسة واجراءات وتدابير عملية ، تنعكس إيجاباً على حياة الناس ومزاجهم العام ، وتخلق لديهم البهجة والفرح وقدراًِ من حالة الرضا عن النفس وعن واقع العلاقات السائدة بين الناس ، وأن تستعيد القيم والاخلاقيات الانسانية العامة ألقها وحضورها في التعاملات اليومية بين الناس ، ويتحرر الناس من الحساسيات الموروثة ، التي يحاول البعض إحياءها من جديد .ومن خلال الانتخابات وغيرها من أشكال الممارسة الديمقراطية تتعلم الشعوب يوماً عن يوم الكيفية التي تدير بها شؤونها بنفسها ، وتتحرر من كل أشكال الوصاية على إرادتها ، وعلى كل شكل من أشكال الهيمنة والطغيان أو الاستبداد ، وتصبح عمليات التجدد والتطور في حكم الممكن اليوم .
