القدس المحتلة /14 أكتوبر/ (رويترز) :واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت سيلاً من المطالب بتقديم استقالته أمس الجمعة بعد أن اعترف بأنه تسلَّم أموالاً من رجل أعمال أمريكي وسط تحقيقات من جانب الشرطة في رشوة مزعومة. إلا أن اولمرت واصل مباشرة مهام منصبه بعد أن قال للجماهير في كلمة ألقاها الليلة الماضية أذاعها التلفزيون إنه لن يستقيل إلا إذا وجه إليه النائب العام أدلة كافية تدينه. وقد تؤدي الإطاحة باولمرت من الساحة السياسية إلى تقويض محادثات السلام مع الفلسطينيين التي تجري بوساطة أمريكية. وكان اولمرت قد شهد في وقت سابق احتفالات إسرائيل بالذكرى السنوية الستين لقيام دولة إسرائيل ومن المقرر أن يلقي كلمة في لقاء مع يهود كنديين في القدس صباح اليوم. ومن المقرر أن يستقبل اولمرت الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الأربعاء القادم. وفي إشارة إلى تحقيقات تقول مصادر قانونية إنها تتعلق بتلقي اولمرت مئات الآلاف من الدولارات من رجل أعمال من نيويورك يوصف بأنه «رجل غسل الأموال» في سجلات يقول محققون إن معاوناً لاولمرت يحتفظ بها قالت صحيفة معاريف الأكثر مبيعاً في صدر صفحتها الأولى «ملايين الشواقل.. نقداً». وأفردت الصحف التي رفع عنها أمر بحظر النشر بشان التحقيقات تغطية مطولة للقضية التي تكشفت أبعادها فيما كان الإسرائيليون يحتفلون بالذكرى السنوية الستين لقيام دولتهم على الرغم من أن البعض تساءلوا عن مدى قوة الحجج التي تدين اولمرت بعد أن أخفقت سلسلة من التحقيقات الأخرى في إدانته. وقال ناحوم بارنيا وهو صحفي بارز بصحيفة يديعوت احرونوت: «من المشكوك فيه أن يفلت اولمرت من التحقيقات الجارية.» وأضاف: «إن كان ليس بسبب قضية (موريس) تالانسكي... فسيكون بسبب الأثر التراكمي لجميع التحقيقات الجارية ضده.» وفي معاريف اشار المعلق شالوم يروشالمي الى ما أبلغه اولمرت للإسرائيليين في كلمة أذاعها التلفزيون الليلة الماضية انه لم يتلق قط أي رشاوى ووصف أموالاً من تالانسكي بأنها تجيء ضمن حملة تبرعات أدارها الشريك القانوني السابق له. وكتب يروشالمي يقول «نظر رئيس الوزراء أيهود اولمرت أمس الأول الخميس في عين كل شخص منا وطلب منا أن نصدقه.» ومضى يقول «إذا جاز للجمهور أن يرد بصورة جماعية لتساءل لسان حاله بالطبع قائلا (لماذا؟.. كم من الأعوام سيتعين علينا أن نظل نسمع عن حماقاتك مع الشرطة وان نستمر في تصديقك ؟).» واعتاد كثير من الإسرائيليين سماع روايات الكسب غير المشروع على مستوى القيادات. وأودع نجل ارييل شارون سلف اولمرت السجن بعد جمعه أموالاً بطريقة سرية لدعم حملة والده إلا أن معظم التحقيقات الأخرى لم تؤد إلى إنزال العقوبة بأحد. وقال آخرون إن السبب يرجع إلى عدم وجود خليفة واضح يتمتع بالشعبية. وقال الاختصاصي الاجتماعي ادم هاسرائيل وعمره 31 عاما: «اولمرت محام مداهن وسيفلت من هذه القضية مثلما فعل في حالات أخرى.» وأضاف: «انه لا يصلح لمنصب رئيس الوزراء إلا أن المشكلة هي عدم وجود احد يستحق أن يخلفه. ينظر إليهم جميعا باعتبارهم انتهازيين فاسدين. إلا إنني أتعشم أن تكون هناك صحوة جماهيرية تجبره على الاستقالة.» ودافع اولمرت عن نفسه في عدة تحقيقات أخرى منذ توليه منصبه عام 2006م. ويحرص حزب الليكود اليميني المعارض- الذي كان اولمرت يمثله قبل أن ينسحب منه لينضم إلى حزب كديما الجديد الذي ينتمي لاتجاه الوسط- على إجراء انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي إلى هيمنة بنيامين نتنياهو وحزبه ليكود عليها. وقال يوفال شتاينيتز عضو الكنيست عن ليكود «ليست لاولمرت وحكومة كديما اي شرعية جماهيرية أو شرعية أخلاقية ولن نؤيدهما في أي اتفاق أو أي تحرك عسكري».