فتحي أبو النصر:إذا كنا مجتمعاً مازال فيه القليل من الحس ، فيجب أن يكون الزواج القسري جريمة .. ومثله مثل زواج الصغيرات علينا أن نستمر في النضال من أجل أن يجرمهما القانون.إن في هذا صيانة لحقوق المرأة من ناحية ، وحماية لمستقبل الطفولة من ناحية أخرى .. ثم إن ذلك لصالح الأمان الاجتماعي والأسري والصحي والإنساني الخ .« إلهام شوعي » طفلة (حجة) التي ماتت بعد ثلاثة أيام من تزويجها القسري على مجرم جنسي قبل فترة ليست ببعيدة ، هي ضحيتنا جميعا لاشك .إنها واحدة من آلاف قُدمن كأضحيات إلى مأزومين ومعتوهين يحاولون مخادعتنا بالاتكاء على معنى النقاء الديني وهو منهم بريء .على أن الأرواح البريئة المتضررة ستبقى تحاكمنا كمجتمع متواطئ .. فهل سنستمر بائسين هكذا ، تنكل فينا عادات المشوهين ، بدلاً من جبر الضرر المجتمعي الذي أحدثته مثل تلك الزيجات العنيفة ؟ إننا ما نزال عاجزين للأسف عن صنع المجال الحيوي الطبيعي ، من اجل أن نمارس فيه إنسانيتنا كما ينبغي، والسبب هو سلبيتنا المفرطة تجاه ما يجعلنا مجتمعاً سوياً سليم الحس .لذلك فإننا نتشوه دون أن ندري .. أما وأن وعي الرافضين لمثل تلك القوانين الحمائية المفترضة يكشف عن تكوينهم المرضي البشع والشاذ، فإن عدم مهادنة هؤلاء المهووسين جنسياً هو ما يتوجب الآن على جميع القوى التي تدعي المدنية . نعم .. لقد صارت الحاجة ملحة إلى ثورة ضد فجاجة مثل هذا التخلف المخزي، وضميره المنحط .. كما أن الانتصار لإنسانيتنا يتطلب ألا ننهزم من الداخل في هذه المعركة الأخلاقية المحضة .. أن نبقى محترمين كمجتمع وايجابيين مع قضايانا ولو قليلاً .
|
اطفال
الزواج القسري وزواج الصغيرات.. عادات المشوهين في المجتمع المتواطئ
أخبار متعلقة