من الاراء الشائعة التي يمكن ان تؤجج المشاعر المناهضة للمهاجرين ان المهاجرين تكون معدلات خصوبتهم اعلى من غيرهم ولكن هذا يتوقف الى حد كبير على اوساط المهاجرين وظروف البلد المضيف ووضع المراة الاجتماعي ــ الاقتصادي والاعراف الثقافية المتعلقة بالخصوبة وامكانية الحصول على خدمات الصحة الانجابية , وبوجه عام عند ما يصل في البداية المهاجرون او خصوصا من يكونون قادمين من بلدان نامية , فانهم يميلون الى انجاب عدد من الاطفال اكبر من العدد الذي ينجبه اهالي البلد لكنهم ينجبون عددا اقل بمرور الوقت وهذا يرجع الى ان مهاجرين كثيرين يتبنون بمرور الوقت اعراف الانجاب السائدة في البلد المضيف مما يؤدي الى كون معدلات خصوبتهم مماثلة لمعدلات خصوبة السكان المضيفين لهم .وتاخير الزواج والانفصال عن شركاء الحياة والضغوط الاقتصادية وتكاليف تنشئة الاطفال واستقلال الاناث وتطور القيم والاعراف وضغوط اكتساب مشروعية من خلال الاندماج هي كلها امور تساهم في انخفاض معدلات الخصوبة فقد وجدت دراسة شملت 24 مجموعة من المهاجرين اجريت في استراليا على مدى 14 عاما ان معدلات الخصوبة في هذه المجموعات كلها باستثناء مجموعتين ( اللبنانيين والاتراك ) تماثلت تقريبا مع معدلات خصوبة السكان في البلد المضيف او انخفضت حتى عنها . وشملت الدراسة مهاجرين من مصر واليونان ومالطة ونيوزيلندا وبولندا وجنوب افريقيا وفييتنام بين آخرين كثيرين . وفي السويد وجدت دراسة بشان المهاجرين من 38 بلدا من البلدان الاصلية ان المهاجرين الذين كانوا يعيشون في السويد لمدة خمس سنوات على الاقل كانت معدلات خصوبتهم مماثلة لمعدلات خصوبة اهالي السويد .ولكن توجد تفاوتات ــ تبعا للمجموعة العرقية والتفاعل المعقد بين العوامل الاجتماعية الاقتصادية والثقافية والسياسية , ففي المملكة المتحدة مثلا اظهرت بيانات تعداد السكان ان مجموعات الاقليات العرقية الرئيسية كان لديها جميعها عدد من الاطفال اكبر من العدد الموجود لدى اهالي البلد , خصوصا بين المهاجرين القادمين من بنجلادش والهند وباكستان .والمراة المهاجرة يكون لديها عادة عدد من الاطفال اقل من نظيراتها في بلدها الاصلي . فعلى سبيل المثال , مع ان المراة المهاجرة في بليز وكوستاريكا والجمهورية الدومينيكية والسلفادور تنجب عادة عددا من الاطفال اكبر من العدد الذي تنجبة المرأة التى تنتمى الى اهالى ابليز فى كوستاريكا ترتفع معدلات الخصوبة بين المهاجرين بنسبة 40 ، فان معدلات الخصوبة لديهن ما زالت اقل من معدلات خصوبة نظيراتهن اللائى يعشن فى بلادهن الاصلية . كما ان المهاجرين الافريقيات فى اسبانيا ترتفع معدلات الخصوبة لديهن ارتفاعا بسيطا عن معدلات خصوبة السكان المولودين فى اسبانيا ، ولكنها تقل بكثير عن معدلات الخصوبة في بلدانهن الاصلية . ومع ذلك نجد العكس في الولايات المتحدة : فالمهاجرات ينجبن عادة عددا من الاطفال اكبر من العدد الذي تنجبه النساء في بلدانهن الاصلية ومع ان معدلات خصوبة المهاجرين اعلى ايضا من معدلات خصوبة اهالي البلد , فانها لا تؤثر عموما من معدلات الخصوبة الاجمالية . وخلال الاعداد للهجرة والسنوات الاولى للاستقرار في بلد جديد قد تؤخر المهاجرات الانجاب ويركزن بدرجه اكبر على الحصول على عمل ولكنهن يقدررن بعد بضع سنوات ان يبدأن في تكوين اسرة . وهذا تصوره حالة الاكوادوريات اللائي يهاجرن الى اسبانيا . ففي السنوات الاخيرة استقبلت اسبانيا عددا كبيرا من المهاجرات الشابات من امريكا الجنوبية وفي سنة 1995م كان الاطفال الذين انجبتهم النساء الاكوادوريات يمثل 4.9 في المائة فقط من جميع المواليد الاجانب ولكنهم اصبحوا يمثلون 19.5 في المائة بحلول سنة 2004م . ومن الممكن ايضا ان تتوقف خصوبة المهاجرات على العمر والمستوى التعليمي وفئة الهجرة التي تنتمي اليها المهاجرات . وقد تسبب الهجرة الانفصال بين الزوجين مما قد يسفر عن تاخير الانجاب ولكن عندما يلتئم شمل الزوجين فان معدلات الانجاب تزيد ففي استراليا توجد لدى المهاجرات الماهرات معدلات خصوبة اقل من معدلات خصوبة نساء استراليا , بينما تنجب النساء اللاتي يدخلن كمهاجرات او لاغراض لم شمل الاسرة عددا اكبر من الاطفال . وقد تتأقلم النساء الاتي يهاجرن في سن مبكرة تأقلما اسرع مع الاعراف المتعلقة بالانجاب في المجتمع المضيف لهن : ففي فرنسا كانت معدلات الخصوبة لدى المهاجرات اللائي دخن البلد قبل ان يبلغن سن الثالثة عشرة اعلى بدرجة طفيفية فقط من معدلات خصوبة النساء الفرنسيات ولكن النساء اللاتي كانت تتراوح اعمارهن من 25 الى 29 عاما عندما هاجرن كانت معدلات الخصوبة بينهن اعلى بدرجة ملحوظة (حالة السكان العام 2006 م )
الهجرة والخصوبة من منظور عالمي
أخبار متعلقة