الحكاية الخاصة بالأطفال تنمي حب الوطن والتمسك بوحدته وحضارته
د.زينب حزام:
أتيح لي أن احضر ندوة خاصة بتجديد التراث القومي،وأن أشارك مجموعة من المتخصصين في هذا المجال،الذي تبرز فيه ملامح تراثنا القديم ،وأدركت مدى الاهتمام بالحكايات الشعبية اليمنية التي تناقلناها من أجدادنا ونحن صغار،وقد عمل المتخصصون على جمع هذه الحكايات الشعبية اليمنية الخاصة بالأطفال،وطبعوها في أوراق أنيقة ورسومات تلفت أنظار الأطفال.[c1]الحكايات الشعبية وارتباطها بالخيال[/c]وتتسم الحكايات الشعبية اليمنية الخاصة بالأطفال بالخيال الذي غلب على الواقع مثل حكاية»ورقية تصور الطبيعة الجغرافية العربية،مع تنوع ظواهرها من بحار وسهول وجبال،ولعل البحر ابرز مقومات الخيال الشعبي في اليمن ،مثل حكاية (عروسة البحر) والحكايات الشعبية الخاصة بالأطفال تبين حياة الإنسان اليمني مع البحر،والغموض في هذه الحكايات لتصبح مجموعة من العجائب والغرائب،وتظل فيها ملامح أسطورية،تعيش في ذاكرة الطفل وتنمي خياله وحب الوطن والتمسك بوحدته وحضارته.وفي الحكايات الشعبية يسجل المؤلف أن هذه التصورات لا تعتمد على الموروث الثقافي ،وحكاية البحار اليمني والقصص الخيالية عن البحر ومخاطره وكنوزه، ،حفرت لها مكانة بارزة في روائع الإبداع العلمي.
[c1]مغامرات وأساطير[/c]ففي تراثنا الشعبي اليمني موضوعات عديدة عن كائنات البحر حيث نجد حورية البحر التي نصفها فتاة حسناء والنصف الآخر سمكة أو غيرها من الكائنات الخرافية،كما تروى حكايات عشق البحارة لجنيات البحر وملكة البحور السبعة وغيرها من الحكايات الشعبية الخاصة بالأطفال التي تحتوي على مغامرات الأطفال الصغار مثل السندباد البحري وصديقته ياسمينة العصفورة الصغيرة وصديقه علي بابا وعلاء الدين .الحكايات الشعبية الخاصة بالأطفال تحتوي على الخيال الشعبي ورموز الحيوانات ،التي تصور سلوك كل جنس منها كالسبع والنمر والذئب والنسور والعصافير وفي الحكايات الشعبية اليمنية ولكي يوجه الإنسان التوجيه الأخلاقي المنشود، نجد في هذه الحكايات ما يشبه المناظرة وما يستهدف الاختيار في حياة الإنسان،وهذه الظواهر موجودة عند كل الشعوب،ويكفينا أن نذكر الأسفار الخمسة كليلة ودمنة.إن معظم الحكايات الشعبية الخاصة بالأطفال التي تم توثيقها في اليمن لها طابعها الإنساني مثل علاقة الإنسان بطائر أو حيوان تدور حوله الحكايات ،فهروب طائر أو غيابه هو عنصر موجود في أكثر من حكاية لأكثر من مجتمع ..كما أن البحث عن طائر مفقود هو عنصر شائع أيضا في كثير من الحكايات التي تدور أحداثها حول الطيور،كما أن الديك يقوم بدور أساسي في معظم الحكايات الشعبية اليمنية الخاصة بالأطفال سواء في إنقاذ أهل البيت من اللصوص أو إنقاذ الأغنام من الذئب ونجده يحتل المرتبة الأولى في البطولة لهذه الحكايات.[c1]علاقتها بالمأثور الشعبي[/c]إن الهدف الايجابي من الحكايات الشعبية الخاصة بالأطفال هو«القصة»لأنها لا تزال من أهم الأجناس الأدبية في المأثور الشعبي ونجد ذلك واضحا في الحكايات الشعبية اليمنية وقد كشفت الدراسات الأدبية عن جانب مهم من الجوانب النفسية الجماعية، أن معظم الحكايات الشعبية تعتمد على بطل واحد رئيسي، معه أبطال مساعدون.
والأبطال المساعدون في الحكايات الشعبية،كغيرهم في الخيال الذي نجده في الروائع العالمية المشهورة(قد يكونون من عالم الإنسان أو عالم الجان أو عالم الحيوان وقد تتحول عناصر الربط أو الأبطال المساعدون في بعض حكايات إلى عناصر ثانوية من حكاية أخرى).تشجيع الأطفال على قراءة الحكايات الشعبية المتعلقة بالأطفال ومناقشتهم في الأمور التي يصعب عليهم فهمها ومساعدتهم في معرفة المقومات الأساسية الثقافية والاجتماعية والفنية في هذه الحكايات.كما يجب تنقية التراث من الشوائب ومن التشبث بالخرافة بما يثير الانحراف عن مسايرة العصر .. إن الخروج على المعقول يجب أن يعني لمتلقي الحكايات الشعبية أنه مجرد أسلوب فني وأن يدرك ما في الحكايات الشعبية من رموز تتجاوز الخيال ومنهج الدارس المتخصص في هذا المجال الأدبي المتعلق بأدب الطفل.

الصياد الفقير وعروسة البحر

مغامرات السندباد البحري

علي بابا والأربعين حرامي