- منذ بدء المعارك مع المتمردين في صعدة قبل نحو خمسة أشهر والأخبار عن تدمير وضبط سيارات تحمل أسلحة لهم لم تتوقف، ولو أحصيت تلك التي دمرت وضبطت لعدت بمئات كثيرة، وقد أحصيت منذ بداية هذا الشهر إلى أمس (65) سيارة ضبطها أو دمرها الجيش حسب ما نقله لنا موقع 26 سبتمبر نت.. وهذا ما تم ضبطه وتدميره من السيارات التي تحمل أسلحة وذخائر للمتمردين، فكم عدد التي وصلت بمحمولاتها إليهم؟ليس ذلك هو السؤال المهم.. بل من هي الجهات التي تملك كل هذا العدد من السيارات وتقف خلف هذا الإمداد الذي لاشك في أن معظمه يصل إلى المتمردين، لدرجة أنه يمكن تقدير أن ما يصل اليهم أكثر بكثير مما يتم قطعه أو تدميره من قبل الشرطة والجيش؟ هل هم تجار أسلحة أم أفراد وجماعات متعاطفة أو داعمة مثل قبائل أو مشايخ أو ضباط؟ وإذا كان المصدر هم هؤلاء الأخيرون فالمصيبة كبيرة، وتدل على أن منطقة الحرب محاطة ببيئة داعمة للمتمردين لأسباب عصبوية أو جهوية أو مذهبية،وإن صحت مثل هذه الاحتمالات يصبح تأخر الحسم أو صعوبته مفهوماً.- وتبقى كل تلك الاحتمالات قائمة في ظل غياب المعلومات الحقيقية التي تكشف مصادر ذلك الدعم أو الإمداد.. وسوف تستمر الحرب مع المتمردين ما دامت مجاري الأسلحة والدعم تتدفق إليهم ويراد لها ذلك؟لقد كان قادة التمرد يؤكدون أنهم يحصلون على السلاح من مواقع الجيش التي سقطت في أيديهم، وربما كان هذا القول صحيحاً في السابق، لكن لم يعد كذلك اليوم بحكم أن الكفة تميل لصالح الجيش وبحكم هذا التدفق للأسلحة من مصادر غير معروفة على وجه الدقة، هذا التدفق المتمثل في هذا العدد الكبير من السيارات المحملة بالأسلحة والتي قلنا إن ما يضبط ويدمر منها كثير، ولكن ليس أكثر من تلك التي تصل إلى المتمردين.وهنا نحن نتحدث فقط عن شكل واحد من أشكال الدعم الذي يحصلون عليه.. نتحدث عن هذا العدد الكبير من السيارات التي تنقل أسلحة وذخائر.. من أين تأتي ومن هم أصحابها هي وما عليها؟ فمن حق المواطن أن يعرف.- المتمردون ليس لديهم ميناء ولا مطار ولا منافذ مع إيران أو ارتيريا أو لبنان.. والقول إنهم استغلوا أوقات السلم قبل الحرب لتجهيز أنفسهم تجهيزاً قتالياً لم يعد مقنعاً ولا يفسر صمودهم الطويل وانتشارهم إلى مناطق جديدة في هذا الوقت الذي يفترض أنه بالنسبة لهم وقت عصيب.. لابد أن هناك خللاً ما.. وسيبقى غامضاً ما دامت السيارات تتدفق إليهم يومياً دون قطع الطريق عليها من المصدر.. من المهم أن يضبط الجيش أو يدمر تلك السيارات التي يرصدها.. لكن الأهم من ذلك أن تدمر مصادرها..
أخبار متعلقة